لم يُخلد الحب كتخليد عباقرة الإبداع الأدبي له، بوصفه من أهم العواطف الإنسانية وأجملها، في مجال تأمل الوجدان البشري بالمتعة والدهشة، فوحّد المشاعر في اتجاه متفاعل مع تجارب الشعوب ونجاحاتها، وهذا تبدّى جلياً في عدد من نصوص الحب العالمية التي تصحبكم «زهرة الخليج» للتعرف إلى خمسة منها:

الحب في زمن الكوليرا

استطاع غبراييل غارسيا ماركيز، الروائي الكولومبي الذي يعد رائد الواقعية السحرية، أن يأخذ القراء في رحلة تغوص في أغوار الروح، ليكتشف الحب وهو يتفاعل مع الزمن صعوداً وهبوطاً، ذلك لأن بطل الرواية «فلورينتينو أريتيزا»، يدخل في علاقة حب عاصفة مع «فيرمينا دازا»، لكن بسبب معارضة أبيها لهذا الحب، يبتعد فلورينتينو عن محبوبته، ومع تقدم السنين تتزوج فيرمينا من رجل آخر فمضى بها العمر حتى طعنت في السن، وفي حادث درامي تفقد فيرمينا زوجها، فيفتح ذلك الطريق أمام فلورينتينو، ليظهر من جديد في حياة عشيقته القديمة، ليواصلا علاقة حبهما من جديد. وهذه الرواية تُسقى من ينابيع معاني الوفاء وطبيعة روح المحبة.

آنا كارنينا

أثار الكاتب الروسي ليو تولوستوي، عاصفة من الجدل بتأليفه هذه الرواية، التي تناول فيها القضايا الاجتماعية التي أعقبت الثورة الصناعية وآثارها على المجتمعات الأوروبية. وتنسج الرواية حبكتها حول امرأة تسمى «آنا»، كانت متزوجة من رجل يكبرها سناً ولديها منه ولد، لكنها تقع في غرام رجل آخر وتنجب منه طفلة وتدخل في صراع طويل بين البقاء مع زوجها القديم وابنها منه، وبين حبيبها وابنتها، وتبدي الرواية بؤس حياة آنا، وهي تعاني هذه التجربة المرفوضة من المجتمع الذي ينبذها، فتزداد تعاستها خاصة بعد أن تركها حبيبها وتزوج بأخرى. لتدفع آنا حياتها ثمناً لهذا الحب بعد انتحارها تحت عجلات القطار، وتعد الرواية من أكثر قصص الحب الخالدة والتي جسدتها السينما دراميا.

قصة حب

كان مولد هذه الرواية الشهيرة في السبعينات من القرن العشرين، من رحم أفكار الكاتب الأميركي «أيريش سيجال»، وتروي قصة فتى وفتاة يقعان في حب بعضهما، لكان عائلتيهما رفضتا علاقة الحب هذه، فظلا يناضلان محاولين تخطي العوائق والعقبات ليبقيا معاً. وتعد الرواية التي صدرت في عام 1970 من الروايات المقدرة في مقدمة الأدب الرومانسي، وتحفل الرواية بمشاهد من الحب والرومانسية العذبة بين الزوجين المتحابين، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهى السفن، بعد أن أصبح الزواج الناجح القائم على الحب والعطاء فى طريقه للغرق، بعد أن اكتشف مرض حبيبته بالسرطان، وهي المفاجأة الكبرى التي هددت حياتهما معاً، والتي عالجت الرواية أحداثها وتقاطعاتها.

الدفتر

هي الرواية التي بدأ بها الروائي الأميركي «نيكولاس سباركس» مسيرته الفنية، وما يميز هذه الرواية أنها بنيت على أساس أحداث حقيقية، أبطالها هم أجداد نيكولاس الحقيقيين، وكانت الحرب العالمية الثانية، هي محور زمن أحداث الرواية، حيث عبر الكاتب حبكته الدرامية بالحنين والعواطف المشبوبة، مؤدية رسالة الحب الحقيقي المنتصر دوماً على الزمن والظروف القاسية، حيث روى سباركس قصة جديه اللذين كانا متزوجين لأكثر من 60 سنة عندما قابلهما لأول مرة. فأراد أن يعبر عن قصة الحب الطويلة وربطها بأحداث عالمية، لم تشتّت حقيقة أن الحب ينتصر في النهاية.

 

الشفق

سعت الأميركية ستيفاني ماير إلى أن تتحدى بالأنوثة عوالم كثيرة، وتجعل من الوحوش من مصاصي الدماء كائنات غاية في الرقة، وتشتمل على قلوب عامرة بالحب الصادق الوفي. هذا المنحى للرواية خلق حولها جواً معبأ بالجدل والإثارة، خاصة عندما تم تصوير سلسلة أفلام (توايلايت) الشهيرة التي ترتكز على أحداث النص الاستثنائي للرواية، التي كشفت عن علاقة بين مصاص دماء رحيم وإنسانة بشرية. وتكشف الرواية أحداثاً يومية تفصيلية بين رغبة مصاص الدماء المتعطش لدماء محبوبته، وبين قلبه الذي يحبها ولا يريد الفتك بها.