يفرد «إكسبو دبي 2020» لزواره ذراعي الترحيب، ويمنحهم فرصة استكشافية مذهلة في عرضه الأول لزيارة (تيرا)، الكلمة اللاتينية التي تعني (الأرض)، وهي إسم جناح الاستدامة في معرض «إكسبو دبي 2020»، حيث يستقبل (تيرا) الجمهور حتى 10 ابريل 2021، في رحلة غامرة عبر عجائب الطبيعة، وستلهمهم للقيام بأثر بيئي إيجابي وأكثر استدامة على كوكب الأرض. ويسلط جناح الاستدامة، تيرّا، الضوء على الحاجة الملحّة للتصدي للتأثيرات البيئية السلبية التي يتسبب بها السلوك البشري بدرجة كبيرة، وذلك عبر تجربة ممتعة ومرحة وشخصية مصممة خصيصاً لتمكين الزوار، وخاصة الأطفال منهم، من فهم أثرهم على البيئة، وكسر حلقة السلوك الاستهلاكي، وبالتالي حثّهم ليصبحوا دعاة للتغيير. والاستدامة واحدة من الموضوعات الرئيسية في «إكسبو دبي 2020». وسيكون الحدث الدولي، طيلة فترة انعقاده الممتدة لستة أشهر إعتباراً من أكتوبر المقبل، منصة لإحداث التغيير، ومشاركة الحلول، واستكشاف الأفكار الجديدة التي تشجّع على العمل من أجل حماية كوكبنا. ويتناول موضوع الاستدامة في «إكسبو دبي 2020» الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية للأماكن التي نعيش بها، ويسعى إلى إحداث أثر بيئي إيجابي على المستوى المحلي، وإقليمياً، وعالمياً.

دعوة  للتغيير

يسرد جناح الاستدامة لزواره حكاية علاقة البشر بالطبيعة، وفي الوقت ذاته يعالج الأثر البيئي السلبي الذي يتسبب به إلى حد كبير السلوك البشري، وذلك ليساعد الزوار والجيل الصاعد منه على وجه الخصوص، على فهم أثرهم على البيئة، وكسر حلقة السلوك الاستهلاكي، ومن ثَمّ يحثهم ليصبحوا دعاة للتغيير. ويغطي جناح الاستدامة مساحة 6300 متر مربع، وسيتسع لـ4400 شخص في الساعة، وستستغرق زيارته 45 دقيقة، وهو الجناح الذي يجسّد التزام دولة الإمارات و«إكسبو دبي 2020» بمفهوم الاستدامة، ليكون عاملاً محفّزاً للتغيير في العالم أجمع.

إقرأ أيضاً: إيمان الخلاقي: بناء ثقافة الابتكار والإبداع يبدأ من التعليم

تصميم ذكي

صممت الجناح شركة (غريمشو أركيتكتس)، ليكون مطابقاً لمعايير المباني الخضراء الحاصلة على شهادة (لييد) البلاتينية للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة. ويستمد الشكل الديناميكي للجناح الإلهام من العمليات الطبيعية، مثل التمثيل الضوئي، وهو ما يخدم وظيفته، إذ يستخلص الطاقة من أشعة الشمس ويحصد الماء العذب من رطوبة الهواء. وستُنتج الطاقة ألواح كهروضوئية على أعلى المواصفات، بينها 1,055 لوحاً مُرتَّبة على مظلة السقف البالغ عرضها 130 متراً، وكذلك أعلى سلسلة من أشجار الطاقة المنتشرة ضمن المناظر الطبيعية. وتستمد مظلة جناح الاستدامة الإلهام من شجرة الغاف التي ترمز إلى تجربة الجناح بالكامل. إذ لا تنبت شجرة الغاف سوى في المناطق المناخية الأكثر جفافاً، وتحتاج إلى كميات قليلة جداً من الماء للبقاء، وتتمتع بالقدرة على العيش في البيئات الصحراوية.

ويتّبع تصميم السقف مبادئ الطبيعة، ليضم أكبر مساحة ممكنة من الألواح الشمسية ويسهل عملية التنظيف. وتحيط أشجار الطاقة تلك بالمبنى، لتغطية المساحات الخارجية بالظل، وستتبع مسار الشمس لتوليد أكبر قدر ممكن من الطاقة.

وفي المجمل، ستنتج تقنية المبنى أربعة غيغاوات ساعة من الكهرباء سنوياً، وهذه الكمية كافية لقيادة سيارة (نيسان ليف الكهربائية) لمسافة تعادل نصف المسافة التي تفصلنا عن كوكب المريخ. وصُمم جناح الاستدامة ليحقق اكتفاءه الذاتي من الطاقة والمياه، عبر استخدام استراتيجيات خفض استهلاك المياه، وإعادة تدوير المياه، ومصادر المياه البديلة.

شجرة المياة

وفي منطقة الجناح، توجد أيضاً تقنية متطورة تُدعى (شجرة المياة)، تستخدم هيكلا معدنيا عضويا ومبتكرا، ويمكنها استخلاص الماء من رطوبة الجو كما تمتص الإسفنجة الماء، وتعمل بالطاقة الشمسية بالكامل.

وستكون المساحة مزودة بتقنيات ريّ مبتكرة، بما فيها نظام لإعادة تدوير المياه الرمادية، ونباتات محلّية لخفض استهلاك المياه بنسبة 75%. كما صُممت أرضيات الجناح لتكون صديقة للنحل، إذ سيُعاد توطين النحل الذي كان قد نُقل من موقع «إكسبو دبي 2020»، أثناء بناء الموقع ووضعه في خلية في الموقع، بعد اختتام فعاليات الحدث. إذ سيستمر جناح الاستدامة في إلهام الأجيال المقبلة، وسيكون نموذجاً عن التصاميم المستدامة، على أن يصبح المبنى مركزاً للعلوم في (دستركت) 2020، وهي المدينة الجديدة التي ستُنشأ في موقع الحدث العالمي بعد اختتام فعالياته.

 

 

تجربة الزوار 

سيتمكن زوار (تيرا) جناح الاستدامة في «إكسبو دبي 2020» من القيام بجولة عبر الزمن في الوادي العربي، حيث كانت الفهود والأفيال الضخمة تعيش، وسيتفاعلون مع مجسمات عملاقة مستوحاة من ألعاب معروفة في مدن الملاهي، تشرح قضايا الاستدامة ومفاهيمها، بما في ذلك متاهة توازن عملاقة تتطلب من الزوار التعاون لتحقيق التوازن على كوكب الأرض. فضلاً عن القيام بجولة تفاعلية عبر جذور الغابة، حيث تؤثر كل خطوة على شبكة الأخشاب العنكبوتية، وهي عبارة عن شبكة متشابكة مذهلة من الجذور والفطريات، تتيح للأشجار التواصل وتشارك الموارد. وسيتمكن الزوار أيضاً من القيام بجولة (في أعماق المحيط) لاستكشاف جماله وأسراره، والقيام برحلة في قاعات الاستهلاك، تكشف حجم الضرر الناتج عن اختيارات الإنسان، وستنتهي جولة الزوار بتقديم تعهد شخصي بدعم التغيير الإيجابي. وقد يكون هذا التعهد بسيطاً مثل: تقليص فضلات الطعام أو عدم استخدام البلاستيك ذي الاستخدام الواحد.