خطفت الشيخة مدية بنت حشر آل مكتوم الأنظار مؤخراً، بعد أن حققت لقب (بطولة السلم للدراجات الهوائية) في نسختها الخامسة وسط مشاركة 89 متسابقة، وهي البطولة التي تنظمها دبي، بهدف تشجيع مختلف الفئات على ممارستها الرياضة عموماً، و تطوير رياضة «الدراجات الهوائية» على وجه التحديد. وتعد الشيخة مدية بنت حشر رياضية من الطراز الأول، خاصة أن بدايتها كانت مع رياضة «ركوب الخيل» من خلال أصعب تخصصاتها، وهي سباقات القدرة والتحمل التي حققت فيها لقب بطولة أميركا للقدرة التي أقيمت في شيكاغو عام 2015، ومنذ ذلك الوقت تطور اهتمامها بالرياضة، من خلال ممارسة رياضة «الكروس فيت» وصولاً إلى ركوب «الدراجات الهوائية». وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تتحث الشيخة مدية عن علاقتها بالرياضات المختلفة، وتعلن عن الشخصية التي ألهمتها، وتكشف عن طموحاتها الرياضية.

• ما شعورك بعدما حققت أول انتصار خلال مشاركاتك بسباقات رياضة الدراجات الهوائية؟

- بالتأكيد سعيدة جداً، خاصة أن سباق (بطولة السلم للدراجات الهوائية) يعد من السباقات القوية، الذي يشهد مشاركة عدد كبير من المتسابقات العالميات، اللاتي يمتلكن خبرة جيدة في هذه النوعية من السباقات، ولا شك في أن حصولي على المركز الأول لم يكن سهلاً، بعدما وجدت منافسة قوية طوال السباق الذي امتدت مسافته إلى 75 كيلومتراً في منطقة محمية المرموم الطبيعية بدبي، إذ تحتاج هذه المسافة إلى تعامل خاص من المتسابقات من ناحية توزيع الجهد، وكيفية الحفاظ على الصدارة وإنهاء السباق بأفضل طريقة ممكنة.

• ما أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال السباق؟

- هذه هي مشاركتي الثانية في البطولة، وأكبر تحدٍّ واجهني أنني أشارك في فئة الفردي أمام متسابقات يشاركن ضمن فرق، مما يصعب من مهمتي. وكنت قد شاركت في نسخة البطولة الرابعة، وحققت حينها المركز السابع مما جعلني أكتسب خبرة جيدة في التعامل مع مراحل السباق، وكان لدي هذه المرة إصرار كبير على الظهور في النسخة الخامسة بمستوى أفضل، التي استعددت لها بصورة مختلفة تماماً، من خلال تدريبات مكثفة منذ شهر أكتوبر الماضي، بمعدل وصل إلى أربع ساعات يومياً، لذلك كان بالفعل مردودي مختلفاً تماماً، وأفضل في التعامل مع مجريات السباق، الذي كانت به صعوبات عدة أبرزها سرعة الرياح المعاكسة، كما أنني شعرت بالتعب في بعض مراحل السباق، ولم أجد الدعم الكافي، ولكني تحاملت على نفسي وبفضل الخطة التي وضعها المدرب والتكتيك الذي اتبعته في التعامل مع السباق، حققت انطلاقة قوية في الكيلومترات الأخيرة، ونجحت في الحصول على المركز الأول.

العشق الأول

• كيف بدأت ممارسة الرياضة؟

- مارست الرياضة مع عائلتي منذ الصغر، وكنت أهتم بشكل خاص برياضة «ركوب الخيل» وهي الرياضة التي نعدها في العائلة العشق الأول، قبل أن أركز بشكل كبير على سباقات القدرة والتحمل، التي كانت لها محطات بارزة في مسيرتي مع الرياضة، أهمها الفوز بالمركز الأول في سباق أميركا للقدرة في شيكاغو، حيث كنت الفارسة العربية الوحيدة التي شاركت في سباق (روك ريفر شيروتي) وجرى السباق على ثلاث مراحل تميزت بالصعوبة، إلا أنني تمكنت من إنهاء السباق بفارق 18 دقيقة عن أقرب المنافسين وحصلت على اللقب، كما سبق لي الحصول على العديد من المراكز المتقدمة في السباقات الأميركية المختلفة لمسافة 160 كيلومتراً.

• هل تمارسين رياضات أخرى؟

- أصبحت في الفترة الأخيرة أهتم بشكل كبير برياضة «الكروس فيت»، الذي تعد من أهم العوامل التي تساعد على زيادة معدل اللياقة البدنية، من خلال التكتيك المتميز لهذه الرياضة، وتعد كلمة السر التي كانت من أسباب ظهوري بشكل جيد في سباق (بطولة السلم للدراجات الهوائية)، إذ إن هذه الرياضة لها دور كبير في تجهيز أي رياضي بالصورة المناسبة لهذه النوعية من السباقات.

• من أبرز الشخصيات التي أثرت في حياتك على مستوى الرياضة؟

- صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، له البصمة الأهم من ناحية الدعم والتشجيع، إذ إنه ملهمي الأول، وهو الذي أسهم بشكل كبير في حصولي على المركز الأول في سباق أميركا للقدرة، كما منحني الحماس والشجاعة على المغامرة والتحدي على ممارسة الرياضة بشكل عام، إلى جانب تشجيع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، الذي كان له دور مهم جداً بالنسبة لي ولجميع الرياضيين، الأمر الذي أسهم في زيادة التحدي للوصول للمراكز الأولى، وتمثيل الدولة على خير ما يرام في المحافل العالمية لمختلف الألعاب.

إقرأ أيضاً: «إكسبو دبي 2020» يناقش السفر والاتصال في فعالية رقمية.. الثلاثاء

تمارين مختلطة

• هل أثرت جائحة فيروس كورونا في ممارستك للرياضة؟

- بشكل شخصي لا، إذ إنني كنت أواظب باستمرار على ممارسة رياضة «الكروس فيت»، التي هي عبارة عن تشكيلة مختلطة من التمارين الرياضية المختلفة، تبدأ بتمارين الإحماء ثم ينتقل المتدرب إلى تمارين البطن، والجري والعقلة، وتدريبات رفع الأثقال، ثم تدريبات الأيروبكس،  ثم تمارين الجمباز، ثم التجديف، والتمارين السويدية، ومن الممكن أن تمارس هذه التمارين من دون الاعتماد على الأجهزة الرياضية، لكن بحسب الحالة الصحية المناسبة لكل شخص، وحسب رأي المدرب المتخصص. وقد يكون «كوفيد 19» له دور إيجابي في تركيز الناس بشكل أكبر على الرياضة، ولكن وفقاً للاحترازات وإجراءات التباعد الاجتماعي.

• ما رأيك في مستوى الرياضة النسائية في الإمارات؟

- تتطور بشكل كبير خاصة على مستوى «رياضة الدراجات الهوائية»، التي شهدت إقبالاً كبيراً من الفتيات، وتطور مستوياتهن بشكل ملحوظ، خاصة في ظل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، والتشجيع الدائم على ممارسة الرياضة بشكل عام.

• ما خطوتك المقبلة؟

- سأهتم بصورة أكبر بـ«رياضة الدراجات الهوائية»، إلى جانب ممارسة الرياضة بشكل عام، ولا شك في أن الرياضة لها دور كبير في حياتي الشخصية، فلا يمكن الاستغناء عنها، لما تمثله من جوانب مهمة في حياة الإنسان، والدور الإيجابي الذي تقوم به، جعل حياتنا أفضل وصحية بشكل كبير.