يستنبط  الصديقان، المصري أنس القاسم والمغربي محمد الفاتح، أحلامهما في الوصول إلى السينما العالمية والحصول على جائزة الأوسكار، في فن تصوير الفيديو الاحترافي، لكنهما من خلال عدستهما يحاولان تقديم فكرة جديدة تنال رضاهما أولاً قبل أن تنال استحسان الناس. وترجم الصديقان المولودان في دولة الإمارات اللذان لم يتما عقديهما الثالث، مشاعر المحبة والصداقة في تنسيق العمل وتطوير الذات، وتقديم أفضل ما لديهما في مجال العمل ليتركا بصمة في عالم تصوير الفيديو. ورغم أن لكل من الصديقين صفحته الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة أنستغرام، إلا أنهما يتشاركان العمل والأفكار، لصناعة محتوى إبداعي فريد، مؤكدين في حديثهما لـ«زهرة الخليج» أن عالم التصوير بحر لا تجف مياهه، وأنهما ما زالا يسعيان للتعلم وتطوير إمكانيتهما، ولم يركنا إلى موهبتهما «الكبيرة» رغم عمرهما «الصغير».

 

مصدر دعم

يرفض أنس، أن ينتج أو يصور عملاً دعائياً لأي مشروع أو منتج من دون أن يقتنع تماماً بالفكرة المعروضة عليه أولاً، إذ إنه يعتبرها النافذة التي ينطلق منها لتحقيق إبداعاته في تصوير وإخراج ومونتاج الفيديو، وصناعة محتوى كامل من الألف إلى الياء، ويشرح: «عشقت العمل كمصور، وقمت بتصوير فعاليات كثيرة في الإمارات، من دون أن يطلب المنظمون مني ذلك، ثم أقوم برفع الفيديو على صفحتي لينال استحسان المتابعين، إلى أن تعرفت إلى صديقي وشريكي في العمل محمد، في إحدى الفعاليات منذ أربعة أعوام تقريباً، لتكون بداية قصة صداقتنا التي تكللت بالنجاح في العمل، نظراً لأننا كنا مصدر الدعم لبعضنا البعض طوال تلك السنوات».

إقرأ أيضاً: الرجل الأكثر جاذبية في أميركا يخطط لخسارة وزنه قبل زفافه

من جانبه، يقول محمد: «أعتبر شريكي أنس هدية من السماء، فالإنسان المحظوظ هو الذي يمن الله عليه بصديق حقيقي وشريك عمل مخلص، ومن أجمل اللحظات التي مرت علينا ولن أنساها، أول عمل قدمناه معاً وكان مشروع تسويق لإحدى الصالات الرياضية في دبي، وبذلنا فيه قصارى جهدنا وكنا نصل الليل بالنهار ولا ننام إلا ساعات قليلة حتى حققنا النجاح المنشود، فأولى خطوات تحقيق النجاح هي بذل الجهد وتطوير الذات والإنصات للآخرين لاكتساب المهارات اللازمة لممارسة المهنة والتميز فيها».

وحول طريقة إدارة العمل بينهما، يؤكد أنس أن إدارة العمل تتم عن طريق الشورى، التي يعتبرانها السبب الرئيس وراء قصة نجاحهما، إذ ينصت كل منهما للآخر ويستمع لوجهة نظره حتى يصلا إلى نقطة اتفاق وتلاقي ينطلقان منها إلى العمل، ويضيف محمد: «يأتي الإبداع أولاً من خلال اتباع الشغف، وصولاً إلى تحقيق الأهداف التي يضعها الإنسان نصب عينيه تباعاً. ونحن وضعنا حلم الوصول إلى السينما العالمية والفوز بالأوسكار نصب أعيننا، ولن نقبل بأن نكون على هامش الحياة».

العين الثالثة

يؤكد محمد مقولة أن الإنسان يجني من أسفاره فوائد كثيرة، إذ إنه أحصى معظمها عندما سافر في رحلة سياحية إلى دولة قيرغيزستان التي تقع في آسيا الوسطى، فوثق بكاميرته الحياة البسيطة التي يعيشها السكان، وغاص في أعماق المناظر الطبيعية الخلابة التي تسحر الألباب، خاصة منظر الجبال الشاهقة التي تحتضن الرمال الصفراء أحياناً، والمزارع الخضراء والواحات في أماكن أخرى، لتعزف سيمفونية تسبح بحمد الخالق ليعرض ما صوره بعد ذلك على صفحته على انستغرام، حاصداً التفاعلات من المتابعين وتسجيل الإعجاب بقدراته في صناعة فيديو يأخذ من يشاهده في رحلة عن بعد وكأنه قد سافر معه.

التغذية البصرية

يعتبر محمد الكاميرا عينيه الثالثة إذ إنها تعكس ما يرغب في تصويره قائلاً: «ألتقط الصورة بعيني أولاً قبل الكاميرا، فإذا أصبت سأنتج فيديو مميز يماثل التأثيرات التي في مخيلتي، والتي أرغب في إيصالها إلى المتابعين، ونصيحتي لمن يرغب في احتراف تصوير الفيديو، أن يتعلم فن التغذية البصرية من خلال متابعة المصورين المحترفين المتميزين، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة اليوتيوب».

يضيف أنس: «علينا محاولة تطبيق ما تعلمناه عملياً مرة واثنتين وعشراً، وألا نشعر أبداً بالفشل أو اليأس، إذا ما التقطت الكاميرا ما نرغب في رصده، لا سيما أن مصور الفيديو يواجه الكثير من التحديات، مثل أن يكون وسط مجموعة من الناس لا ترغب في التصوير، وعليه إقناعهم بفكرته التي يرغب في تقديمها، أيضاً الضوء وطبيعة الصوت وضبط الكاميرا لهم حسبة معينة، وعلى المصور أن يدرك أن التطبيق العملي والتجربة خير معلم له، إذ إنه لن يكون مصوراً محترفاً من خلال الدراسة النظرية فقط، وعليه بذل الجهد واكتساب المهارات.