يبدو أن جائحة كورونا لم تقنع البعض بأهمية الفن والإعلام ودورهما الكبير في الحياة، فما زال بعض القائمين على هذه الصناعة، وأشدد هنا على كلمة «بعض» يخلطون الحابل بالنابل، وهم مقتنعون بأنهم بهذا الأمر يقدمون جديداً للمتلقي أو المشاهد أو المتابع، فنرى مثلاً أن نجوم وسائل التواصل الاجتماعي أصبحوا ممثلين ومقدمي برامج ونرى النجوم يضطرون ليصبحوا نجوماً على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت أخذت الفرص من بين أيديهم، لا شك في أن هناك تجارب ناجحة في «لعبة الكراسي» وتبادل الأدوار، ولكن هناك تجارب أثبتت فشلها، ولتأكيد كلامي لا نجد مثلاً أحداً قد اعتدى على بعض المهن مثل «الملحن والشاعر والموزع الموسيقي» والكثير غيرها، لأن هذه المهن تلفظ مباشرة من لا يمتلك الموهبة، بينما بعض المهن الفنية الأخرى تحتمل أن يقفز عليها الغرباء ويطول المكوث فيها.

اقرأ أيضاً:  شيماء الوطني تكتب: أحبك دون خجل!
 

لا بد، وخاصة في الظروف الصعبة التي نمر بها، وبعد أن تأكدت أهمية دور الفن ودور الإعلام على حد سواء، أن يتم التعامل مع هذين القطاعين بمنهاج مختلف عن السابق، فلم يعد هناك مجال للتجربة في عالم يفترض أن فيه من المحترفين ما يكفي، خاصة أن هناك أجيالاً جديدة تنتظر أدوارها لتخوض التجربة الفنية أو الإعلامية، وأنا شخصياً لست ضد التجديد ولكنني ضد التخريب بكل تأكيد.

مؤخراً لفتني برنامج يحمل عنوان «بصراحة مع» وهو يستضيف في كل حلقة نجمين يتحاوران فيما بينهما، ويتبادلان الأدوار كمحاور وضيف، وأعتقد أن تغييب دور المحاور حتى وإن كان الإعداد جيداً في بعض الحلقات، وحتى وإن حمت «نجومية» بعض الضيوف حلقات أخرى، ولكن يبقى للمحاور دور مهم لا يمكن تغييبه، فالحوار يجب أن يكون بين شخص يدير هذا الحوار وشخص آخر يجيب عن الأسئلة، أما في حالة هذا البرنامج فهو أشبه بجلسة أصدقاء يعرف بعضهم بعضاً وهم لن يخوضوا في حوارات غير متفق عليها، ولهذا لا يخرج الحوار عن سياق «الصداقة» وبالتالي لم يرقى لمستوى حوار إعلامي.