لعبت شفيقة العامري، المدير التنفيذي لمجلس سيدات أعمال أبوظبي، والأمين العام لمجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، خلال مسيرتها دوراً بارزاً على مدار 27 عاماً في دعم رائدات وسيدات الأعمال، وطيلة مسيرتها المهنية لم تضع لعطائها حدوداً، وفي حوارها مع «زهرة الخليج»، تلقي شفيقة الضوء على إنجازات المرأة الإماراتية في مجال المال والأعمال، مؤكدة أن ما حققته المرأة في المجال الاقتصادي هو هدف وطني نجح بامتياز، كما تتناول تأثيرات فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» في سيدات الأعمال وكيف تجاوزن هذه الجائحة.

 

• ما الدور الذي تلعبه المرأة الإماراتية في مجال ريادة الأعمال؟

- نشهد حضوراً فاعلاً للمرأة الإماراتية في العديد من القطاعات ومنها قطاع الأعمال والاقتصاد والاستثمار، فالمرأة تبوأت مناصب قيادية في العديد من الوظائف في القطاعين العام والخاص، كما اتجهت إلى قطاع الصناعة الذي يعتبر من القطاعات المهمة والكبيرة التي تحتاج إلى جهد كبير، وهناك العديد من النماذج الإماراتية المشرفة في مختلف القطاعات التي كان لها دورها الريادي بها، وشكل وجودها إسهاماً فاعلاً في دعم الاقتصاد والأعمال بالدولة. ولا بد من الإشارة إلى أن «مجلس سيدات أعمال أبوظبي» سجل عدداً متزايداً من رائدات وسيدات الأعمال والمبدعات، كما يقوم المجلس بخطوات فاعلة في تشجيع السيدات ورائدات الأعمال والمبدعات، لخوض مجال العمل في القطاع الخاص وإطلاق مشاريعهن الخاصة.

• كيف يمكن توعية المرأة بمستجدات ومتطلبات العمل في مجال القطاع الخاص؟

- حرصنا في «مجلس سيدات أعمال أبوظبي» على عقد عشرات الدورات وورش العمل والندوات، التي تسهم في فتح الآفاق أمام المرأة الإماراتية للعمل في القطاع الخاص وإطلاق المشاريع التي تتناسب مع إمكانياتها وقدراتها، حيث تم عقد اتفاقيات تعاون وتدريب مع مختلف الجهات والمعاهد والأكاديميات، مثل البرنامج الوطني للمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة التابعة لوزارة الاقتصاد، ومكاتب الاستشارات وغيرها لتقديم دورات تطويرية وورش عمل عن بعد، لريادة الأعمال وضمان حصول المرأة على أفضل الخبرات والدراسات في مجال الاقتصاد والتجارة، من قبل أفضل الخبراء في هذه القطاعات، وبالفعل كان لهذه الندوات والورش والدورات دور كبير في توعية النساء بالقطاعات المناسبة لهن، والتدرب على طرق التسويق التقليدية والرقمية، والاهتمام بجودة المنتج، التفكير بطريقة إيجابية للتعامل مع الظروف الراهنة، والتمكن من التغلب على التحديات والعوائق، مما كان له الأثر الكبير في تهيئة المئات من سيدات ورائدات الأعمال لدخول القطاع الخاص، وإطلاق مشاريعهن الاقتصادية التي تسهم بشكل فاعل في دفع عجلة النمو الاقتصادي.

• ما الدور الذي لعبه «مجلس سيدات أعمال أبوظبي» في دعم رائدات الأعمال في ظل جائحة كورونا؟

- قمنا بتدريب وتأهيل رائدات وسيدات الأعمال والمبدعات على طرق التسويق الإلكتروني، حيث نظمنا عشرات ورش العمل والدورات التدريبية حول طرق التسويق الإلكتروني، وكيفية الترويج للمنتجات والسلع عبر منصات التواصل الاجتماعي بالتعاون مع خبراء في مجال التسويق الإلكتروني، وفي هذا الإطار عقدنا أول معرض افتراضي (عن بعد) لترويج منتجات سيدات الأعمال على مستوى العالم العربي، وقد شارك في هذا المعرض نساء من مختلف الدول العربية مثل السعودية، والبحرين، والمغرب، والكويت، إلى جانب الإمارات، حيث لاقى نجاحاً وصدى كبيراً. كما أبرمنا اتفاقيات مع تطبيقات إلكترونية تعنى بالتسويق التجاري الإلكتروني للمنتجات، الأمر الذي ساعد الكثير من رائدات وسيدات الأعمال على التغلب على الظروف الاستثنائية والترويج لمنتجاتهن إلكترونياً، والتواصل مع الزبائن والعملاء عن بعد.

حملة تلاحم

• توليت مؤخراً منصب «الأمين العام لمجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة»، كيف ستسهمين من خلاله في دعم الشباب؟

- يعكف المجلس الآن على الانتهاء من الإجراءات المتعلقة بجائزته السنوية، التي تحمل اسم (جائزة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة) للشباب العربي المتميز، في نسختها الـ12، فبعد أن انتهت مرحلة التصويت لاختيار المرشحين والتي استمرت لمدة شهر كامل، عقدت لجنة التحكيم أول اجتماع افتراضي لها عبر تطبيق زووم يوم 20 ديسمبر الماضي، وتقرر أن يكون حفل توزيع الجوائز في شهر مارس المقبل. كما يشهد العام الجديد تنظيم مبادرة نتحدث بها عن أوطاننا وتاريخها في نسختها الثانية، وستكون تحت شعار (أجيال تحفظ تاريخ الأمة)، كما يستمر المجلس في تنفيذ (حملة تلاحم) التي أطلقها في 2020، للتوعية بشأن جائحة كورونا ودعم العمالة اليومية والأسر الفقيرة والأيتام، ومؤخراً كنت في القاهرة لحضور اجتماع مع رئيسة المجلس واتفقنا على الملامح النهائية لأجندة عام 2021.

 

إقرأ أيضاً: لورا موجيكا ملكة جمال مكسيكية مهددة بالسجن 50 عاماً!

 

• كيف تلقيت نبأ فوزك بـ(جائزة الإمارات للسيدات) لعام 2020؟

- لا بد لي أولاً من التوجه بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، على دعمها المستمر والمتواصل لنا، هذا الدعم الذي كان له الأثر الكبير في تعزيز مسيرة المرأة الإماراتية في مختلف القطاعات والمجالات، وقد شكل دعم سموها الحافز الأكبر للمرأة الإماراتية لتثبت قدرتها في مختلف المواقع والمناصب التي تقلدتها. وأنا سعيدة لفوزي بالجائزة لأنها تمثل مصدر فخر واعتزاز لي، كونه يأتي تتويجاً للجهود والمبادرات التي أحرص على العمل من خلالها، لخدمة سيدات ورائدات الأعمال بشكل خاص والمرأة الإماراتية بشكل عام.

عمل تطوعي

• لعبت دوراً في تشجيع المرأة الإماراتية على خوض غمار ومسؤوليات العمل التطوعي، كيف كان ذلك؟

- تنبع أهمية العمل التطوعي من كونه مجهوداً موجهاً من أجل خدمة المجتمعات، وقد شاركت بشكل مستمر في عدد من الأنشطة التطوعية والخيرية والإنسانية، وأثبتت المرأة الإماراتية جدارتها في مختلف المجالات، خاصة في مجال العمل التطوعي والإنساني محلياً وعالمياً، حتى غدت نموذجاً مميزاً يحتذى به ورائدة من رواد العمل الإنساني، كما تولي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، المرأة الإماراتية كل الدعم والتوجيه، للارتقاء بمكانتها في جميع المجالات، خاصة الإنسانية والتطوعية، لذا ما زلت أحرص على المشاركة في مختلف الأعمال التطوعية والإنسانية، حيث حصلت مؤخراً على لقب (شخصية العام للخدمات المجتمعية والإنسانية لعام 2020)، وشهادة دكتوراه فخرية عالمية في الأعمال الخيرية والتطوعية من قبل الفيدرالية العالمية لأصدقاء الأمم المتحدة، ويأتي هذا التكريم بمثابة تحفيز وتشجيع للمرأة الإماراتية على الأعمال التطوعية والإنسانية على المستويين المحلي والعالمي.

• بعد نجاحك في دعم رائدات الأعمال على مدار 27 عاماً، ما الذي تطمحين إليه ولم يتحقق بعد؟

- طموحاتي ليس لها حدود، وكل أملي أن تتمكن أخواتي، من رائدات وسيدات الأعمال، من تجاوز تأثيرات تفشي جائحة فيروس كورونا على أعمالهن، خاصة مع البدء في أخذ اللقاحات له، الأمر الذي أعطى نوعاً من الثقة في الأسواق، وبارقة أمل لمعاودة القطاعات الاقتصادية الإقليمية والعالمية لنشاطها الطبيعي وسيكون له الأثر الإيجابي على مختلف الأعمال.