يصيب مرض التهاب الدماغ ما يقارب 500 ألف شخص سنوياً من مختلف الأعمار في كل أنحاء العالم، وتسعى حملة Lights Camera Action campaign للتوعية بهذا المرض، عبر إضاءة  العديد من المعالم الشهيرة في مختلف أنحاء العالم مثل شلالات نياجارا بمقاطعة أونتاريو الكندية وبرج 42 بمدينة لندن، وهو المرض الذي يحتفي العالم اليوم الاثنين 22 فبراير بيومه السنوي.

فما هذا المرض؟ وما علاقته باللقاح ضد فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»؟

يمكن لعدوى مرضية أن تجتاح الدماغ مسببة الالتهاب الذي يمكن أن ينشأ أيضاً عن مهاجمة الجهاز المناعي للدماغ عن طريق الخطأ. وتسمّى هذه الحالة التهاب الدماغ المناعي الذاتي. وأحياناً، تحفّز عدوى مرضية في الجسم الجهاز المناعي على مهاجمة الدماغ من دون إصابة الدماغ في حد ذاته بهذه العدوى. وتبدأ الأعراض المرضية المرافقة لالتهاب الدماغ بالظهور تدريجياً على فترة زمنية تمتد من أيام عدة لأسابيع، وهي تشتمل على الحمّى والتشوش الذهني والصداع والإقياء والوهن ونوبات الصرع. لهذا فإن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» عرضة لمجموعة من المضاعفات العصبية التي تشتمل على التهاب الدماغ. وفي حالات التهاب الدماغ الناجم عن الأمراض السارية التي تم إحداث لقاح خاص بها، يعد التطعيم الطريقة الأفضل لمنع الإصابة بها.  وبهذا الخصوص، قال الدكتور مايكل توليدانو، اختصاصي الأمراض العصبية: «أوردت التقارير ظهور حالات من مرض التهاب الدماغ عند المرضى المصابين بفيروس  كورونا، وذلك بالرغم من كونه أحد المضاعفات النادرة نسبياً المرتبطة بالفيروس». وأضاف: «يمكن اليوم منع الإصابة بالفيروس عن طريق التطعيم، وهذا أمر مهم ينبغي على عامة الجمهور إدراكه، ولا سيما أن أفضل طريقة لتفادي المضاعفات العصبية المحتملة المرتبطة بالفيروس تكمن في عدم الإصابة به أساساً».

من جهته، قال الدكتور سيباستيان لوبيز، اختصاصي الأمراض العصبية: «التهاب الدماغ مرض خطير يمكن أن يؤدي إلى الدخول في الغيبوبة أو الموت. إن تشخيص المرض وبدء العلاج في مرحلة مبكرة أمر جوهري للوصول إلى نتائج أفضل في علاج الجهاز العصبي. كما يلعب التشخيص الدقيق لسبب التهاب الدماغ دوراً مهماً في تحديد نوعية العلاج الذي يختلف فيما لو كان الالتهاب ناتجاً عن عدوى مرضية أو انتكاسة منشؤها الجهاز المناعي».

اقرأ أيضاً:  3 أسرار زوجية لا يجب أن تفضحيها لأحد
 

وبالرغم من إحراز تطور بارز على صعيد العلاج، فلا يزال التهاب الدماغ مرتبطاً بنسبة وفيات عالية. ويمكن للأشخاص الذين تماثلوا للشفاء من المرض الأولي أن يعانوا الوهن والشلل والإعاقة اللغوية وصعوبات التذكر والتغيرات على صعيد الشخصية واضطرابات الذاكرة، والتي يمكن أن تستمر أشهراً أو مدى الحياة. ويمكن أن يشكل التعافي من التهاب الدماغ تحدياً كبيراً للمرضى الذين يعانون الآثار التي خلّفها المرض، وهي أحد أوجه الإصابة التي غالباً لا تدركها العائلة والأصدقاء. وبالتالي، يمكن لنشر الوعي بمرض التهاب الدماغ أن يسهم في تلقي المرضى دعماً أكبر خلال مسيرة المرض، بحسب ما أفادت الدكتورة جويل غريل اختصاصية الأمراض العصبية.