لم ترتقِ ثنائية الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة والممثل السوري معتصم النهار في مسلسل «DNA»، إلى مصاف الثنائيات التي يضرب بها المثال في الإبداع والانجذاب والكيمياء في الدراما، وطغت نجومية الممثل اللبناني المحترف عمار شلق على البطولة التي كتبت لهذه الثنائية، وذلك بما قدمه من أداء متميز ومتقن لشخصية (المحقق وليد). أثبت عمار شلق، خريج الفنون المسرحية، أنه نجم «DNA»، فالمحقق المهووس بتصليح الساعات، والذي أدى شلق شخصيته، نجح في إضافة لوناً ممتعاً لمشاهد المسلسل، وأبعد الضجر عن المشاهدين بملاحظاته الدقيقة وفطنته وأسلوبه الفكاهي، الذي رفعه إلى مصاف «شرلوك هولمز» أشهر محقق في العالم.   

دقة الملاحظة

ميزة عمار شلق أنه فنان محترف، قادر على لعب كل الشخصيات بإتقان متمماً تفاصيلها أياً كانت، فهو مستعد لأن يحلق شعره أو يزيد وزنه، أو يغوص في عوالم الجريمة، من أجل أن تخرج الشخصية التي يؤديها بصورة تبقى مطبوعة في ذاكرة المشاهد. في مسلسل DNA أعطى شلق شخصية المحقق حقها وإن كانت لا تشبهه في الحقيقة لناحية طول البال الذي يتمتع به المحقق في إصلاح الساعات وحرصه على الوصول إلى أصغر برغي فيها، وأغرقها في التفاصيل ودقة الملاحظة، حتى جاءت بالهيئة التي أمتعتنا بها. دقة الملاحظة هذه هي التي تدفع شلق إلى رفع، منفرداً، من آداء الشخصيات المحيطة بالمحقق وليد، رغم ضعف بعض أداء الممثلين الآخرين، ونذكر هنا شخصية مساعد المحقق التي كان بالإمكان تطويرها، وبذل مزيد من الاهتمام بها بدل أن يبقى أداؤها أقل من العادي، لحصلنا على ثنائية ممتعة وجديدة بعيداً عن الثنائيات التي اعتادها الجمهور العربي.

تركيب الشخصيات 

 براعة عمار شلق في التمثيل لا تكمن في قدرته على تركيب الشخصيات والغوص في أعماقها فحسب، وإنما أيضاً طريقته في التفاعل مع الممثل الآخر الذي يشاطره المشهد، فيشعره بالراحة والطمأنينة ليخرج  كل ما في مكنوناته من قدرات. 

أحسن المخرج المثنى صبح في اختيار عمار شلق لأداء دور المحقق وليد في «DNA»، وكان بالإمكان التركيز على قصة تدور حول هذه الشخصية وترك المجال لها لأن تتطور في فصول جديدة، تأخذنا معها في مغامرات (شلقية) ليفك معها الجمهور، ألغاز جرائم ويواجه شخصيات شريرة غير اعتيادية، بأسلوب ذكي لا يخلو من الفكاهة والفطنة.

شغف بالتمثيل 

اكتشف عمار شلق (52 عاماً) عشقه للتمثيل بعد أن درس علم الحاسوب لمدة عامين، فقرر أن يتخصص بالمسرح في الجامعة اللبنانية وتخرّج في كلية الفنون المسرحية. وبعد تخرجه، بدأ عمار يدخل مجال التمثيل رويداً رويداً، وكان يأخذ وقته في دراسة الأدوار التي تعرض عليه، وأول دور بطولة له كان في المسلسل اللبناني (أوراق الزمن المر).  حصد عمار شلق نجاحاً كبيراً عن كل الأدوار التي لعبها، لكن لا شك في أن مسلسل (​ابنة المعلم​) كان له وقع خاص على المشاهد، وذلك بسبب ثنائيته مع الممثلة اللبنانية ​كارمن لبس​. أما مسلسل (غريبة) إلى جانب ​سيرين عبد النور​ فشكّل نوعاً من التجديد في الدراما اللبنانية الرومانسية، ولا يزال حتى اليوم يحصد نجاحاً عندما تعيده المحطات التلفزيونية.