43 عاماً مضت على رحيل الفنانة زينات صدقي، صاحبة الأثر الأكبر في عالم السينما المصرية، برصيد نحو 400 فيلماً، ما جعل اسمها خالداً بأعمال لا زالت سبباً في استمتاع الملايين من محبيها في مصر والعالم العربي.
ألقاب عدة حصلت عليها زينات صدقي في حياتها، أشهرها (عانس السينما المصرية)، إلا أن هذا اللقب لا يُعد حقيقياً حيث تزوجت زينات في سن مبكر جداً، ولم تدم تلك الزيجة أكثر من عام، لكن أدوارها في السينما جعلت من نصيبها هذا اللقب الذي لم تفضله هي أيضاً، لكنها تحمل لقباً آخر هو (ورقة الكوميديا الرابحة) نظراً لكم الأعمال الناجحة التي قدمتها.

ولدت زينات يوم 4 مايو عام 1912، ورحلت عن عمر 64 عاماً، في مثل هذا اليوم (2 مارس عام 1978)، وإسمها الكامل هو زينب محمد سعد صدقي، إلا أنه مع دخولها لعالم الفن تغيّر برغبة الفنان الكبير نجيب الريحاني، الذي يُعد مكتشفها ومقدمها في بدايتها الفنية، ليغيره من زينب إلى زينات ويلحق به إسم جدها.

درست زينات بمعهد (أنصار التمثيل والخيالة)، الذي أسسه الفنان المصري زكي طليمات في الإسكندرية، ومنعها والدها من إكمال الدراسة، بسبب إجبارها على الزواج وهي صغيرة العمر، تلك الزيجة التي لم تدم أكثر من عام واحد، لم تسفر عن إنجاب، حتى تبنت ابنة شقيقتها، وتُدعى "نادرة".
بداية زينات لم تكن كممثلة إنما كمغنية في إحدى الفرق الغنائية، وهي كانت بداية سلم الوصول لبوابة السينما، بعدما رآها الفنان نجيب الريحاني وعرض عليها دوراً في مسرحية له، بعدها انطلقت للعمل مع معظم الممثلين الكبار في تلك الفترة، منهم إسماعيل ياسين وشادية وعبد الحليم حافظ ويوسف وهبي وأنور وجدي.

ابتعدت زينات عن التمثيل فترة طويلة جداً قبل وفاتها، البعض ذكر أنها وصلت إلى 23 عاماً، ورغم ذلك شاركت في عدد ضخم من الأفلام تقارب من الـ400 فيلم، وفي عام 1976 أي قبل وفاتها بعامين، دعاها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لتكريمها في عيد الفن، وبعدها دعاها مرة أخرى لحضور حفل زفاف نجلته.

وتزوجت زينات صدقي مرتين، أولهما كانت في سن مبكر (13 عاماً) بإجبار من والدها، لتتزوج نجل عمها الذي يكبرها بـ 17 عاماً، وكان يعمل طبيباً، ولم تدم تلك الزيجة سوى عام واحد فقط بسبب سوء معاملته لها، أما زيجتها الثانية فكانت حديث جموع المصريين حينها، حيث كانت متزوجة من أحد الضباط الأحرار، دون الكشف عن هويته حتى الآن، إلا أن معلومات من أقاربها كشفت أن مدة الزيجة بلغت 14 عاماً!
وبعد مشوار فني طويل، وثراء بطعم المجد والنجاح، عانت زينات صدقي أواخر عمرها من الفقر حيث تعرضت لأزمة مالية بسبب حجز مديرية الضرائب على ممتلكاتها، لعدم تمكنها من سداد مبلغ 20 ألف جنيه وقتها في نهاية الستينات، ما جعلها تضطر لبيع أصول لديها من مصوغات وقطع أثاث ثمينة، حتى تستطيع دفع ما عليها من ضرائب، ورحلت في 2 مارس عام 1978، بعدما تدهورت حالتها الصحية، إثر معاناتها من مرض في الرئة.

إقرأ أيضاً: عيضة المنهالي يغني «الغزال الريّض» من أشعار نهيان بن زايد