ما زالت تُشكّل هاجساً لكثيرين حول العالم رغم أنّها منذ بداية الوجود شرط للحياة لا تكتمل من دونها، وبينما يرى كثيرون وجودها شريكة حياة وعملاً لا معنى لحياتهم بغيابها، احترف كثيرون آخرون وضع العقبات والمبررات لتأخير دورها في الحياة تارة ومحاولة تأطيرها تارة أخرى. أتحدّث عمن جعل لها العالم الثامن من مارس موعداً للاحتفال بيومها وهي المرأة. 

 

رغم أن المرأة ما زالت تعاني في العديد من مناطق العالم وتسعى جاهدة للحصول على حقوقها الأساسية مثل التعليم والعمل والحياة، إلّا أنه في رأيي لمناسبة اليوم العالمي للمرأة في هذه المرحلة من حياة البشر معنى آخر وخاصة مع الأدوات الرقمية التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أيامنا. الفارق هو أن المنصات الرقمية فتحت للمرأة غالبية الأقفال التي يحاول من لم يفهموا دور المرأة وضعها، وأصبحت اليوم قادرة على إبراز دورها من جهة والتأثير بشكل أكبر في العالم، أو تسليط الضوء على أي إساءة في حقها. لكن أسلوب ومدى توظيف المرأة لهذه المنصات لا يزال متفاوتاً حسب الإمكانيات والموارد في الدول.

 

ليس مصادفة أن الأمم المتحدة اختارت شعار يوم المرأة هذا العام "المرأة في القيادة: تحقيق المساواة في مستقبل بعالم كوفيد-19"، فهو احتفال بالدور الذي قامت وتقوم به المرأة بكافة مراحل وأدوار حياتها في حرب البشرية بمواجهة فيروس كورونا المستجد لإيجاد فرص متساوية لمستقبل أفضل. 

 

في دولتنا الإمارات وغيرها من دول العالم نرى المرأة ممرضة وطبيبة وقائدة في مختلف المجالات، طبية وغيرها، تقف في مقدّمة الصفوف لمواجهة الوباء. وفي نظري لم يمرّ على البشرية درس أصعب من درس كوفيد-19 منذ عقود، وأكبر درس مستفاد أنه لن يحدد ويؤطّر دور المرأة أيّ إنسان إن آمنت بدورها وقيمتها ورسالتها في الحياة.

 

العالم الجديد، الذي أوجعه ويوجعه فيروس لا يرى بالعين المجرّدة، علّمنا أن ضيق واتساع أيامنا ودورنا هو بمدى قدرتنا على الحديث عن أنفسنا وجهودنا لإثبات أهمية هذا الدور بالفعل وليس القول فقط.

 

كتبت رمسة عاشة التي ستقرؤونها والعالم يحتفل بيوم المرأة ليس لأجل هذا اليوم فقط، ففي نظري كل الأيام للمرأة والرجل وحتى الطفل ولكن لأشارككم إيماني أن ما نقوم به في هذا العالم أصبح لا يحده توقيت ولا قناة ولا رغبة شخص بإبراز دورنا من عدمه، ولكن ما يحدد دورنا هو شغفنا وإدراكنا لذواتنا، وهو ليس كلاماً على ورق، بل هناك نموذج أعيشه أنا وغيري من بنات زايد في دولة الإمارات بفضل بيئة استثنائية أوجدتها رؤية القيادة، وأتاحت للمرأة بمختلف مراحل حياتها أن تُقدّم أفضل ما عندها. 

 

كل يوم امرأة عالمي وأنتن أفضل نسخة من ذواتكن، وكل يوم امرأة وكل من فطرته سليمة ويدرك دور المرأة في الحياة بخير. لم يعد هناك إطار أو صندوق يتسع لمحاصرة شغف المرأة، فقد أذاب العالم الرقمي وأدواته كل الحدود والكرة في ملعبنا في يومنا العالمي وكل يوم، فهل بدأتن إبراز دوركن؟ وهل لديكن خطة للبدء في عالم نحن فيه في مقدمة من يواجه كوفيد-19؟