«هجرتُ السماء لأعود إليها نجمة».. هكذا وصفت الفنانة التونسية دارين حداد نفسها يوم انتقالها من مجال الضيافة الجوية قبل 10 سنوات إلى عالم الفن، حيث اختارت أن تدرس في معهد خاص لتعليم التمثيل في مصر، قبل أن تأتيها الفرصة على طبق من ذهب، عندما اختارها الفنان عادل إمام من بين عشرات الطالبات لتكون واحداً من الوجوه الجديدة في مسلسله (فرقة ناجي عطا الله)، لتتفتح أمامها فرص المشاركة في أعمال مختلفة ومتنوعة، في طريقها لتحقيق حلمها بالنجومية. وخلال السنوات الماضية، شاركت دارين في العديد من المسلسلات والأفلام والمسرحيات، لكنها غابت في السنوات الثلاث الأخيرة عن الدراما المصرية، وظهرت في الدراما السورية. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تروي دارين أسرار رحلتها الفنية وتمنياتها.

• هل عوضك ظهورك في المسلسل السوري «سوق الحرير» عن غيابك الفني في مصر؟

- تجربتي في «سوق الحرير» كانت رائعة بجميع المقاييس، وكنت سعيدة بالعمل مع أسرة المسلسل، وخصوصاً الفنان بسام كوسا والمخرجين بسام ومؤمن الملا، وكنت أتمنى أن أوجد في الجزء الثاني من العمل، إنما لظرف تأثيرات جائحة كورونا، تم إلغاء وجود العائلة المصرية بالكامل، بعد أن تم حذف ما يقارب 150 مشاهداً لي من الجزء الأول، ولكن ليس بأيدينا حيلة، فالجائحة أثرت في ظروف السفر والتصوير، وهو الأمر الذي لم أتضرر بسببه وحدي. وبالنسبة للشق الثاني من السؤال لم أكن غائبة بالمطلق عن الدراما المصرية، وسأظهر في موسم رمضان المقبل بقوة في عمل درامي كبير.

• ما تفاصيل هذا العمل؟ وبمن يجمعك؟

- هو مسلسل (فوبيا) الذي توقف تصويره سابقاً بسبب جائحة كورونا، وقد يتغير اسم العمل حسب رؤية الكاتب طارق بركات والمخرج عادل الأعصر. والمسلسل من بطولة فتحي عبد الوهاب وآيتن عامر وميرهان حسين وأحمد صفوت، وأجسد فيه شخصية زوجة فتحي عبد الوهاب، وهي شخصية عصبية وتواجه مشاكل مع زوجها.

بطولة مطلقة

• هل أنت غائبة أيضاً عن الدراما التونسية؟

- بالعكس، أقوم حالياً بتصوير أول مسلسل تونسي من بطولتي المطلقة بعنوان (الجاسوس)، ومن المقرر عرضه في موسم رمضان 2021.

• كيف يمكن للدراما التونسية أن تنافس في سباق الدراما العربية؟

- الدراما التونسية رائعة، وبها نجوم بإمكانيات عالية جداً، وأنا قضيت رمضان الماضي في تونس، وأتيحت لي فرصة متابعة عدد كبير من الأعمال المحلية، كنت سعيدة جداً بالمسلسلات، لكن للأسف اللهجة صعبة وهو ما يمنع وجودها وانتشارها عربياً، غير ذلك نحن نملك أعمالاً درامية رائعة.

• لكن السينما التونسية متألقة وخاصة في المهرجانات العالمية؟

- في السينما هناك ترجمة وهذا ما يساعد الفيلم على الوصول أكثر، في التلفزيون لا توجد ترجمة، لذلك مشكلة اللهجة تظل سبباً في غياب المسلسلات التونسية عن القنوات العربية.

ضربة حظ

• أول ظهور فني لك كان مع الفنان عادل إمام في مسلسل (فرقة ناجي عطا الله)، هل مثل هذا الاختيار حافز لك؟

- بكل صدق كان الأمر بمثابة ضربة حظ، أن أقف أمام فنان بقيمة وتاريخ وجماهيرية عادل إمام، على الرغم من أن مشاركتي كانت في مجموعة مشاهد، لكنني كنت في غاية السعادة فالعمل معه لا يحدث كل يوم، ولهذا أقول إن عادل إمام هو وجه السعد عليّ.

اقرأ أيضاً:  مهيرة عبد العزيز: لست في حرب مع شهيرات «السوشيال ميديا»
 

• لماذا لم تكرري التجربة معه، خاصة أن هناك فنانين آخرين يمثلون معه لسنوات طويلة؟

- الأمر لا يرتبط بالأشخاص، بل حسب طبيعة العمل والأدوار، وأنا لا أراها مشكلة إذا لم يتكرر العمل مع نفس الفريق.

• كيف تنظرين للاحتفال بيوم المرأة العالمي؟

-  يجب على المرأة أن يكون لديها طموحات وأحلام وأهداف تعمل عليها، وألا ترهن نفسها لأي أحد، عليها أن تصنع نفسها باستقلالية وبسعادة، وفي تونس سعيدة بأن يكون للمرأة قوانين تعطيها حقها وتحفظ مكانتها الإنسانية والاجتماعية.

• هل ما زالت المرأة التونسية تتمتع بكيانها وقوتها؟

- لا شيء يغير المرأة التونسية، القواعد والقوانين التي نشأنا عليها هي نفسها التي نشأت عليها جدتي وأمي، وهو أمر مأخوذ من جذورنا فلم يتغير على المرأة التونسية أي أمر ولا يؤثر فيها شيء لأنها قوية.

حياتي الخاصة

• لماذا تخفين حياتك الخاصة عن الجمهور، فهو لا يعرف عنك شيئاً باستثناء أعمالك الفنية؟

- أنا أعشق الغموض في حياتي وأشعر بالسعادة عندما تكون لي خصوصيتي وحدي. أسير بمبدأ أن عملي للعالم فأنا أصلاً أعيش مع هذا العالم، ولكن خصوصياتي لي، أخاف وأحافظ عليها، ولو كان هناك شخص أحبه أخفيه لحمايته والاستمتاع به أكثر، ليس خوفاً من أي شيء ولا خوف من الحسد أو هذه الأمور التي لا أركز بها، لأنني أؤمن بقوله تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، فأنا إنسانة تحب الخصوصية.

• هل تعيشين وحدك في مصر؟

- بالمعنى الحرفي للكلمة نعم أعيش بمفردي، ولكنني لا أشعر بأني وحدي ولا أشعر بغربة، بالعكس أنا هنا مع أصدقاء وأهل وزملاء عمل ولا أشعر بالبعد عن تونس أو الغربة، أو بمعنى أدق أنني اعتدت الأمر، في البدايات كانت الأمور صعبة بحكم عملي مضيفة طيران سابقاً، وكانت الصعوبة بالنسبة لي، أن أنتقل من حياة إلى أخرى، وهو أمر صعب حتى تأقلمت.

• هل تشعرين اليوم بالحنين للسفر بعد أن تم منعه؟

- أشتاق للسفر وأشتاق لعملي القديم وأصدقائي الذين أحبهم، ولكن لا أستطيع العودة له من جديد، أنا سعيدة اليوم بعملي الفني، وتلك مرحلة انتهت من حياتي وكانت جميلة ورائعة وأعيش اليوم مرحلة ثانية جميلة أيضاً.

نجوم زمان

• ماذا تقولين لزميلاتك من الفنانات التونسيات، خاصة المقيمات في مصر؟

- الله يوفقهن جميعهن، كل من يجتهد نصيبه التوفيق وكلنا في عملنا والله يوفقنا جميعاً، وأسعد جداً عندما أجد فنانين تونسيين يبدعون بعملهم، أنا من الناس الذين يشعرون بالفرح لأصدقائهم ولن أكون في السينما أو التلفزيون وحدي.

• من فيكن (نمبر ون) اليوم؟

- لا يوجد (نمبر ون) اليوم، لا بين فنانات تونس ولا غيرهن، هذه التسميات يستحقها نجوم زمان، أيام فاتن حمامة وسعاد حسني وأحمد زكي وفريد شوقي.

• لكن الفنان محمد رمضان يطلق على نفسه هذا اللقب؟

- طبعاً هو صديقي وأحبه وأحترمه وأتمنى له النجاح في أعماله، وكنت قد شاركته في مسلسل «الأسطورة»، وهو فنان ذكي جداً ومجتهد ويعرف كيف يختار أعماله، ولكنني لا أعتقد أنه (نمبر ون)، وإذا أراد قول ذلك فهو حر. (تصمت قبل أن تواصل كلامها، بالقول): أنا أحب محمد رمضان ولا تعمل لي مشاكل معه.

• أخيراً.. هل من مشاريع فنية جديدة تحضرين لها؟

- هناك عمل مسرحي أقوم بالتحضير له مع شركة «باتروس للإنتاج الفني»، ونحن في مرحلة اختيار الأبطال والبروفات، وسنقوم بجولة عربية لعرض المسرحية تشمل دولة الإمارات، حال تحسن الظروف الصحية.