ليس بعيداً عن صورة الكوميدي التي ميزته في بداياته الإعلامية، يطل الإعلامي المصري الدكتور باسم يوسف على الجمهور هذه الأيام، من خلال برنامج طبي، يدافع فيه عن النظام الغذائي النباتي، الذي اعتمده شخصياً في حياته، قبل أن يتطور الأمر ويصبح مادة إعلامية ينقل بها تجربته إلى الناس عبر «السوشيال ميديا»،

وهي التجربة التي انتقلت بعد سبع سنوات من النجاح، وتحولت إلى برنامج تلفزيوني أسبوعي، يناقش فيه قناعاته الطبية مع الناس بأسلوب لا يخلو من سخرية وكوميديا. وفي حواره مع «زهرة الخليج» يتحدث باسم عن تجربته الإعلامية الجديدة، مؤكداً أن «حب الجمهور» سبب نجاح برامجه، وبينما يتحدث كطبيب عن «كوفيد 19»، يعلن عدم إعترافه بتقييمات الأفضل والأحسن والأبرز:

• تطل عبر شاشة «الشرق» في برنامج «اسأل باسم»، فما السؤال الذي تنتظره من جمهورك؟

- الأسئلة تدور في نفس الإطار منذ سبع سنوات، هل النظام الغذائي الذي أتبعه جيد وفعّال؟ وهل هو صعب؟ وكيف تتم الإستفادة منه؟ وهل سينقص البروتين في الجسد؟ وهل سيكون جيداً لي؟.. أعتقد أننا غيرنا بعض أفكار الناس حول نظام الغذاء النباتي. أعترف بأنه كانت هناك مقاومة شديدة ضد ما أطرح، ولا تزال هناك مقاومة حتى الآن، لكنها أصبحت أقل، لأن الناس بدؤوا يميلون للتجربة وبدأت الآثار الصحية عليهم، بالنسبة لي أنا طبيب وصاحب تجربة شخصية ورغبت في مشاركتها مع الناس، وأجد من الطبيعي أن تحدث مقارنات بين هنا وهناك، وفي النهاية ما يدفعني إلى الاستمرار، أن الناس ما زالوا مستمرين في اتباع النظام الغذائي، وتحسنت صحتهم والرسائل التي تأتيني حول شكرهم وتعافيهم من أمراض خاصة بهم أو بعائلاتهم، هو ما يدفعني للاستمرار.

اقرأ أيضاً:  نورا فتحي تتفوق على سعد لمجرد
 

• بعد 7 سنوات على منصة «يوتيوب» نقلت برنامجك إلى قناة «الشرق»، فما تتأمل من المحطة؟

- عندما تحدثنا معاً لتقديم البرنامج، قلت لهم أنا لا أبيعكم برنامجاً، بل أصنع حلقات طبية أجدها مفيدة، وبصراحة هم ساعدوني عبر وضع خطط ستكون أبعد من تقديم حلقة أسبوعية مدتها عشرون دقيقة، فالخطط التي تناقشنا حولها ستفيد الناس في طريقة تفكيرهم نحو صحة أفضل، وهذا التغيير أكبر من حدود برنامج.

 المذيع الطبيب

• هل الناس اليوم بعد «كوفيد 19»، والانفتاح والتنور عبر شبكة الانترنت، أصبحوا أكثر ثقافة ووعياً في المجالات الطبية؟

- ليس بالضرورة، لأن الإنترنت كما هو مصدر للمعلومات الصحيحة، يعتبر كذلك مصدراً للمعلومات الزائفة. فشبكة الإنترنت تحتوي على كل شيء تريده من نظريات المؤامرة إلى المعلومات الصحية، وهناك أيضاً معلومات خاطئة تؤكد وجهة النظر الخاطئة التي تؤمن بها، فكل شيء موجود على الإنترنت وليس بالضرورة أن تكون كل منشوارت الناس على «فيسبوك» مثلاً صحيحة، فقط لأنها متوافرة أو تتناول أي موضوع نبحث عنه.

•  دخلت الإعلام من خلال برنامجك «البرنامج»، لماذا قررت اليوم أن تعود تكون المذيع الطبيب؟

- موضوع الاعتماد على النظام النباتي الغذائي له علاقة كبيرة بالطب، نحن في البرنامج لا نتحدث عن علاج سلبي يؤثر في الصحة، ولا عن تغيير شكل الحياة بالمفهوم التقليدي بل بالمفهوم الطبي، وعندما بدأت أتحدث وأرى أن هناك من يستفيد من طروحاتي، قررت تكبير هذه الرسالة وتوسيعها في إطار برنامج شامل بدأته على منصة «يوتيوب» ثم صار برنامجاً تلفزيونياً.

• لو قارنا بين برنامجي «اسأل باسم» و«البرنامج»، فأيهما أقرب لك؟

- كلاهما، فأنا لا أعترف بفكرة الأحسن والأقرب والأفضل، فـ«البرنامج» له جزء من حياتي وأنا فخور به، و«اسأل باسم» أحبه جداً، وكلاهما مشتركان بأمور أنهما بدآ على اليوتيوب، وكلاهما واجها مقاومة ثم نجحا بحب الجمهور.

• نجاح تجربتك في «البرنامج»، دعت كثيرين إلى نسخ الفكرة، فكيف تقبلت تأثرهم به؟

- أنا أرفض فكرة تقليد البرنامج. ومن تذكرهم تأثروا بالبرنامج نفسه، حتى أنا قلدت أناساً من الخارج، فأنا لم أخترع الكوميديا فهي موجودة، أنا فخور بـ«البرنامج» الذي فتح المجال للمنتجين وقنوات التلفزيون بتحسين ميزانيات البرامج التلفزيونية، فللأسف كان هناك (بخل) في الصرف وعدم اهتمام بالمحتوى، وعندما طالبت بميزانية كبيرة لإنتاج برنامج أسبوعي، وجدت مقاومة شديدة. أعتقد أن «البرنامج» ساعد على تبني القنوات التلفزيونية لهذا النوع من البرامج وهو ما أفتخر به، أما البرامج الأخرى فأراها وأتابعها ولديهم قدرات عظيمة وأفضل مني بكثير.

رأي نباتي

• من وجهة نظر شخصية، كيف تقيّم وضع الإعلام العربي؟

- (يضحك مطولاً قبل أن يجيب): «ربنا يكون بعون الإعلام العربي وينصره بإذن الله».

•  ما دور الإعلامي العربي؟

- أن يعمل ما يستطيع وما يحب وما يؤمن به. 

• أنت بدأت من منصة «يوتيوب»، فما النصيحة التي تقدمها للمواهب الذين يرغبون في الانطلاق جماهيرياً من «السوشيال ميديا»؟

- عليهم وضع أنفسهم مكان المشاهدين، فلو أسعدهم ما رأوه سيعجب الجمهور بالتأكيد.

• يتعايش الناس منذ أكثر من عام مع جائحة فيروس كورونا، كيف تنظر إلى تسلسل أحداث الجائحة منذ ظهورها وحتى اليوم؟

- «كورونا» وباء مثل أي وباء آخر، لكن الناس ربما لا يقرؤون التاريخ أو أن ذاكراتهم قصيرة، فالعالم عبر بأوبئة كثيرة جداً من الطاعون إلى الإنفلونزا إلى الكوليرا، وستبقى الأوبئة جزءاً مما يحدث في العالم، وأعتقد، وأنا متحيز لرأيي كرجل نباتي، أن جميع الأوبئة سببها مصدر حيواني، فلو استمر سكان الأرض في طهو وتناول لحوم الحيوانات (يأكلون أكثر من سبعين مليار حيوان في العام)، وبقيت الظروف البيئية الموجودة في مزارع الحيوانات من عدم نظافة وعدم اهتمام صحياً بالحيوانات، وهي ظروف مشجعة على تناقل الأمراض، ستبقى الأوبئة تصيب الناس كل فترة، فالظروف غير الطبيعية التي تولد بها هذه الحيوانات، تساعد على نشوء فيروسات وتحويرها ونقلها من الحيوان إلى الإنسان. أما اليوم فنحن نعيش حالة من الطمأنينة نوعاً ما بعد توافر لقاح كورونا، وأتمنى أن يقبل الناس على أخذه للوصول إلى حالة الشفاء والتعافي، وأن يبتعدوا عن نظرية المؤامرة التي يؤمن بعضهم بأن جائحة كورونا هي مؤامرة عليهم.