أثبتت المرأة نفسها في مختلف ميادين الإعلام مؤكدة جدارتها في الحضور والمنافسة، كمذيعة ومقدمة برامج ورئيسة تحرير وصانعة محتوى، لتشارك بقوة في مسيرة الإعلام العربي. وبمناسبة يوم المرأة العالمي التقت "زهرة الخليج" إعلاميات عربيات تحدثن عن تجربتهن في مجال الإعلام، وأكدن أن النساء يستطعن كسر القيود وتجاوز التحديات والصور النمطية وتحقيق النجاح، وأن المستقبل الإعلامي نسائي بامتياز.

صدفة

تقول الإعلامية الفلسطينية هديل عليان إن الصدفة أدخلتها المجال الإعلامي وتضيف: "ومنذ ذلك الحين وجدت نفسي في شغف مستمر ولم يتوقف حتى اللحظة".

وترى أن المرأة في الإعلام حققت انجازات عظيمة، ونجحت في وضع بصمة لها منذ ابتكار التليفزيون كوسيلة تواصل، ووصلت اليوم إلى أهم منابر الإعلام كقوة ناعمة مؤثرة جداً.

وفيما يتعلق بأمنياتها تقول هديل: أتمنى أن أحقق مكانة مميزة في الإعلام وأن يكون لي بصمة خاصة بي وأكون مؤثرة بالشكل الإيجابي المطلوب.

وعن نصيحتها للفتيات المقبلات على العمل الإعلامي توضح أن على من ترغب خوض المجال الإعلامي أن تكون متأكدة من امتلاكها المقومات والمؤهلات التي تخولها دخول هذا المجال الذي يوصف بالصعب، بالإضافة إلى تحليها بالمسؤولية الكافية. وتضيف: "يجب أن تحافظ الإعلامية على شخصيتها الخاصة بها من دون تكلف وتطور من نفسها باستمرار وتتثقف وتبتعد عن التصنع والتقليد والغرور، وتتحلى بالإصرار على تحقيق الأهداف، واليقين أنه مهما قابلتها عثرات يجب أن تتخطاها بشجاعة".

صناعة المسقبل

تشير الإعلامية اللبنانية زينة صوفان إلى أنها بعد تخرجها، أعطاها والدها قصاصة من جريدة فيها إعلان عن قبول طلبات الشباب الراغبين في الانضمام إلى تلفزيون حديث قيد التأسيس، وتتابع صوفان قائلة: " قال لي والدي إن مؤسسيه رجال أعمال ناجحون ولن يقبلوا أن يفشل مشروعهم. وهكذا كان، انضممت إلى تلفزيون المستقبل في بداياته وكان لفترة طويلة في صدارة المشهد الإعلامي العربي". وتضيف:"بعد ذلك تنقلت بين محطات عديدة، واتيحت لي فرص للتحول نحو مجالات أخرى، لكنني كنت أمارس فعل الاختيار الواعي لأختار الإعلام في كل مرة". وترى زينة أن المرأة حاضرة في هذا المجال ومستقبلها رهن بكفاءتها كما هو الحال مع الرجال تماماً.

اقرأ أيضاً:  «ظل أحمر».. ومضات مضيئة لرشاد أبو داود
 

وتنصح الراغبات الشابات في خوض غمار الإعلام قائلة: "هذه المهنة مرهقة وممتعة في آن واحد، والالتزام بها يتطلب تفاهماً اجتماعياً يمكن المرأة من أن تكون إعلامية وزوجة وأماً، إن هي اختارت أن تكون كل ذلك".

وتضيف: "الإعلامية الناجحة هي التي تفرض حضورها واحترامها على محيطها بمهنيتها العالية واجتهادها وحس العدالة الرفيع لديها وتقديرها للكبار والصغار من زملائها".

إحداث فارق

من جانبها، تقول الإعلامية المصرية هبة جلال إنها اختارت العمل في مجال الإعلام لأنها تؤمن بإمكانية إحداث الفارق في حياة الناس، فهم يتطلعون للتغيير ويرغبون في حياة أفضل وأن يتمكنوا من التعبير عن رأيهم بحرية وأن يشاركوا في صناعة مستقبلهم، كل هذه الآمال والطموحات عمادها المعرفة، وهذا هو جوهر العمل في الإعلام. وعن مستقبل المرأة في مجال الإعلام، ترى هبة أن النساء يستطعن كسر القيود وتجاوز التحديات والصور الذهنية والنجاح، لذلك فالمستقبل الإعلامي نسائي بامتياز. وتضيف: " المرأة اليوم هي إعلامية ناجحة تحمل في قلبها وعلى عاتقها هموم وطنها ومنطقتها وجيلها، وتستحق أن تكون رائدة وقائدة وأن تفتح أمامها الفرص وتزال العقبات والقيود على أي مجال أو منصب". وتؤكد هبة أن الإعلامية الناجحة هي امرأة واعية ومثقفة، تحرص على تطوير قدراتها ومعرفتها باستمرار، وهي التي لا تقتصر نظرتها لنفسها على الشكل والمظهر، بل تنظر لنفسها بجدية واحترام. أما عن أمنيتها فتقول: "النجاح لا يتجزأ، أتمنى أن أنجح في تربية طفلي على احترام المرأة وتقديرها، ومهنياً أن أكون قدوة لغيري من النساء وأن امتلك القدرة لتحسين أوضاعهن ومنحهن قدرة أكبر على المشاركة المجتمعية والسياسية والإعلامية".

سلاح النجاح

بدورها تقول الإعلامية اللبنانية مايا حجيج إنها أحبت مجال الإعلام في عمر المراهقة عندما كانت تشاهد تغطية القنوات الأميركية وتحديداً "سي إن إن" لحرب الخليج الأولى عام 1991. وتضيف: "انبهرت بتغطية المراسلين العسكريين أمثال شارلز جاكو وكريستيان أمانبور، بعد ذلك أصبح الإعلام والأخبار شغفي ومازالا حتى اليوم". وتؤكد أن المستقبل للمرأة ليس في مجال الإعلام فقط، بل في كل القطاعات، مشيرة إلى أن الفرص موجودة والمجالات مفتوحة والمناصب متاحة، والأهم اليوم أن تؤمن المرأة بقدرتها على الوصول إلى هذه الأهداف وتحقيقها.

وتشرح مايا أن الإعلام يتغير كل يوم لهذا السبب فإن  صفة إعلامي أصبحت واسعة، لكنها توضح بأن الفرص كثيرة لكل من يرغب ويعمل على تطوير ذاته بشكل يومي "فلا يكفي أن يكون لدينا حلم وهدف بل يجب أن نعمل على تطوير مهاراتنا الشخصية للوصول إلى هذا الهدف، وإيجاد ما يميزنا حتى نتمكن من تقديم محتوى مميز وهادف وبشكل مقبول ومحبوب"، على حد قولها.

وعن الوصفة الذهبية للإعلامية الناجحة تشدد مايا على أهمية المحتوى وتقول: "المحتوى ثم المحتوى ثم الابتسامة ومعرفة أنك عندما تزورين الناس في بيوتهم أمام التلفزيون أو الشاشات الأخرى فهم لا يعرفون المشاكل الشخصية التي تمرين بها أو الصعوبات التقنية التي تواجهينها في تلك اللحظة، فكوني الصديقة التي تقدم لهم المعلومة بأسلوب مريح". وعن أمنياتها الشخصية، تطمح مايا في الاستمرار في إعداد محتوى جيد وملهم ومتابعة مشوار التدريس في مجال الإعلام الذي تعشقه إلى جانب عملها.