نحتفل اليوم الإثنين بالذكرى الـ93 لميلاد الفنان المصري الراحل عادل أدهم، الذي ولد في 8 مارس 1928، وتوفي في فبراير من عام 1996، تاركاً خلفه إرثاً فنياً لا يزال يتردد على ألسنة الشباب والشيوخ حتى الآن.
هو ابن حي الجمرك بالإسكندرية، لأب يعمل موظفاً كبيراً في الحكومة وأم تركية الأصل. ذاع صيته منذ صغره حيث كان مولعاً بالرقص منذ شبابه وأيضاً ممارسة ألعاب القوى مثل الجمباز والملاكمة والمصارعة والسباحة، حتى لقب بالبرنس؛ وبعد شهرته الفنية زاد لقبه ليصبح "برنس السينما المصرية".

امتلك عادل أدهم صوتاً أجش ميّزه عن باقي زملائه بالوسط الفني وساعده في بناء شخصيته الفنية خاصة في أدوار الشر التي أتقنها وصارت علامة مميزة له، فجسّد شخصيات القواد والفاسد والنصاب والمتسلط ورجل الدولة المتجبر، فأجبر ذاكرة محبيه على تخليد اسمه وأعماله وإفيهاته التي لا تزال متداولة بشكل واسع بين ألسنة الجميع.
في عام 1976؛ تعلّقت ألسنة المصريين بمقولة "يا قطة"، بسبب اعتماد النجم الراحل عادل أدهم عليها في وصف أغلب بطلات العمل معه في فيلم "حافية على جسر الذهب"، وفي تلك المناسبة روت الفنانة ميرفت أمين بطلة الفيلم موقفاً طريفاً دار بينها وبين عادل أدهم؛ حينما جاء ليحرق فستان الزفاف، قائلة: "طبعاً الفستان اللى جايبينه بقرش صاغ يعني.. فمبيولعش وهو مسك الفستان.. وقالى: شايفة يا قطة الفستان بيولع إزاى.. فتروح الحتة اللى ولعت تطفي بسرعة.. فقالى: شايفة الفستان مبيولعش إزاى، وقعدنا نضحك واضطرينا بقى ندلق عليه بنزين عشان يولع".
كما اشتهر عادل أدهم أيضاً بعدة إفيهات أخرى منها "ادبح يا زكي قدرة" في فيلم "السلخانة"، و"روح ياض .. تعالى ياض" في فيلم الفرن، و"إحنا لو رحنا الجنة، مش هنلاقي حد نعرفه" في فيلم "الراقصة والطبال"، و"أنا الصباع اللي يوجعني.. ما عالجوش.. أقطعه" في فيلم "الشيطان يعظ".

خبير قطن
ولمع نجم عادل أدهم في السينما خلال عام 1945، حينما شارك في فيلم " ليلى بنت الفقراء"، بعدها شارك في فيلم "البيت الكبير"، ثم عمل كراقص في فيلم "ماكنش على البال" عام 1950، ثم ابتعد عن السينما وعمل في سوق بورصة القطن، وظل يمارسها إلى أن أصبح من أشهر خبراء القطن، وبعد التأميم ترك سوق البورصة وفكر في السفر، وأثناء إعداده أوراق السفر تعرف إلى المخرج أحمد ضياء حيث قدمه في فيلم "هل أنا مجنونة؟" في عام 1964.
وفيما يخص الحياة المأساوية التي عاشها عادل أدهم فتمثلت في حرمانه من الأبوة طوال عمره، وفجأة علم أن لديه ابناً في العقد الثالث من عمره يعيش في اليونان، فسارع أدهم بالذهاب إليه ليصطدم بصفعة موجعة حينما رفض نجله مصافحته وأعلن تبرأه منه، مما أثر سلباً في حياته.
وتبدأ تلك القصة من الإسكندرية موطن عادل أدهم حينما أحب فتاة يونانية تدعى "ديميترا" كانت جارته، وبعد توطد العلاقة تزوج منها، لكن سريعاً ما دبت الخلافات بينهما ثم تطورت وكان يعنفها ويضربها، فاضطرت للهرب إلى اليونان وهي حامل في شهرها الثالث، وبعد مرور 25 عاماً من سفر "ديميترا"، هاتفت صديقتها عادل أدهم لتبلغه بأمر ابنه واصفة إياه بأنه يشبهه كثيراً، وأن "ديميترا" تزوجت من مصور فوتوغرافي.
وعقب تلقي أدهم هذا الاتصال سافر إلى اليونان وعندما رأى "ديميترا" باغتها بالقول: "عاوز أشوف ابني"، فنصحته بعدم رؤيته، إلا أن زوجها خالفها الرأي وأرشده إلى المكان الموجود فيه، وهو مطعم فتحه له زوج أمه، فذهب إليه وعندما شاهده وجد نفسه وكأنه ينظر في مرآة حيث كان الشاب يشبهه إلى درجة كبيرة، حسب روايات شهود عيان.

اقتربت اللحظات الصادمة لعادل أدهم حينما حاول احتضان نجله، فوجد ابنه يبتعد عنه بجفاء شديد، موجهاً له لوماً كبيراً على طول تلك السنوات التي ابتعد فيها عنه، كما رفض الابن كافة الإغراءات التي قدمها عادل أدهم من مال، مما أصابه بصدمة، وبعد سفره تمنى أدهم رؤية نجله للمرة الأخيرة وهي التي لم تتحقق حتى وفاته.

وفي 9 فبراير عام 1996؛ رحل النجم عادل أدهم عن عمر ناهز الـ67 عاماً بمستشفى الجلاء العسكري بسبب مرضه بالتهاب رئوي، بعد أن خلد اسمه بجانب أساتذة الشر في السينما: محمود المليجي، وزكي رستم، وتوفيق الدقن.