كشفت نتائج دراسة استطلاعية تم الإعلان عنها اليوم الاثنين (15 مارس) ضمن "مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل" الذي يقام برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تحت شعار "واقع جديد، آفاق جديدة" عن تفاؤل الغالبية العظمى من الشباب الإماراتي بمستقبل دولة الإمارات، وتوقع معظمهم أن يشهد العالم تحولاً إيجابياً كبيراً في الخمسين عاماً المقبلة.
ووفق نتائج الدراسة الاستطلاعية الأولى من نوعها التي تتضمن أدلة موثقة لآراء الشباب الإماراتي حول أجندة دولتهم في المستقبل، فقد أعرب 91% من المشاركين فيها عن تفاؤلهم حيال مستقبل بلادهم وأن السنوات المقبلة ستكون أفضل، بينما توقع 78% منهم أن تكون حياتهم أفضل من حياة آبائهم، فيما توقع 3% فقط أن تكون حالهم أسوأ مما كانت عليه حال آبائهم. 
وتظهر الدراسة أيضاً أن النجاح على المستوى الشخصي للشباب الإماراتي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى تقدم وازدهار بلادهم، إذ يعتبر حوالي ثلثهم (28%) أن المساهمة في تحقيق الرفاه والازدهار لدولة الإمارات أولوية قصوى تفوق في أهميتها تأسيس حياة أسرية مستقرة وسعيدة (23%، أو السعي لتحقيق مسيرة مهنية ناجحة (15%)، في وقت أشار (90%) من الطلاب الإماراتيين الذين يدرسون خارج الدولة إلى أنهم يخططون للعودة لبلادهم لبدء مسيرتهم المهنية فيها. 

 

وتولّت شركة "بي إس بي إنسايتس"، وهي شركة استشارات عالمية مختصة بالبحوث والتحليلات، إجراء الاستطلاع على مرحلتين؛ تضمنت الأولى إجراء مسح كمي عبر شبكة الإنترنت، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 25 أكتوبر و9 نوفمبر من عام 2020 شارك فيه 2974 شاباً إماراتياً، منهم 2629 طالباً جامعياً يدرسون داخل الدولة، و345 طالباً إماراتياً يتابعون تحصيلهم العلمي خارجها، فيما تضمنت المرحلة الثانية مسحاً نوعياً ركز على أربع مجموعات من طلاب الجامعات الإماراتيين، بما في ذلك طلاب المرحلة الجامعية وطلاب الدراسات العليا وأعضاء مجلس الإمارات للشباب. 
وبحسب نتائج هذه الدراسة الاستطلاعية التي قدمت كورقة عمل بعنوان "نظرة للمستقبل". يتوقع (74%) من الطلاب الاماراتيين أن يشهد العالم تحولات كبيرة في الخمسين عاماً المقبلة، وأشار (56%) منهم إلى أن هذه التغييرات ستجعل العالم أفضل مما هو عليه حالياً، وأشار غالبيتهم إلى أن الابتكارات، والتطور التكنولوجي، بالإضافة إلى استكشاف الفضاء، والطاقة المتجددة والتقدم العلمي ستكون محركات رئيسية لهذا التغيير الإيجابي خلال الخمسين عاماً المقبلة. 
وفي سياق تعليقه على نتائج الدارسة، قال سعادة محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي: "تعكس نتائج الدراسة الاستطلاعية لا سيما ثقة شبابنا بمستقبل دولتهم الرؤية الواضحة التي تتبناها قيادتنا الرشيدة المتمثلة في رعاية مواهبنا الشابة، وحرصها على تزويد الشباب بمستويات تعليمية عالمية المستوى لتأهيلهم وإعدادهم لشغل وظائف المستقبل، وتمكينهم من استثمار كامل إمكانياتهم وطاقاتهم للمضي في مسيرة التطور والازدهار وصولاً لتحقيق أهدافنا للخمسين عاماً المقبلة بأن نكون أفضل الدول على مستوى العالم بحلول عام 2071". 
وأضاف النعيمي: “شكّل إجراء هذه الدراسة عنصراً رئيسياً في تصميم محاور النسخة الثالثة للمجلس، إذ منحنا معلومات موثوقة وغنية حول آمال وطموحات الشباب الإماراتي. كما مكّننا تحليل بيانات الاستطلاع من الحصول على تصورات موثوقة حول المجالات التي يناقشها المجلس في إطار مواضيعه الرئيسية الثلاثة التالية: “عالم متغير"، و"فرص جديدة “و"الخمسون عاماً المقبلة". 
كما تتطرق الدراسة الاستطلاعية إلى آراء الشباب في مجالات إضافية أخرى، بما فيها الثقة بقدرة التعليم العالي على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على جائحة "كوفيد-19"، وتتناول أيضاً آراءهم حول موضوعات كالثقافة الإماراتية، وآفاق التقنيات ذات التأثير الجذري، وغيرها الكثير. 
ثقة بقدرة التعليم العالي على تأهيلهم للنجاح المهني.

 

فيما يخص موضوع التعليم العالي، قال حوالي تسعة من كل عشرة (87%) طلاب جامعيين إماراتيين داخل الإمارات وخارجها إنهم "راضون عن جودة تعليمهم الجامعي"، فيما أشار ما يزيد على تسعة من أصل كل عشرة طلاب إلى أن الموارد التعليمية وجودة المناهج تلبي أو تتخطى كل التوقعات.
وقال أكثر من ثلاثة أرباع الشباب (78%) إن فرص التدريب وخدمات التوجيه المهني تلبي أو تتخطى توقعاتهم. فيما أبدى أغلبية الشباب (91%) الثقة بقدرتهم على تحقيق أهدافهم المهنية، وقال( 86%) منهم أن التعليم الذي تلقوه زوّدهم بأهم المهارات اللازمة لتحقيق النجاح المهني. 
وفيما يتعلق بتأثير "كوفيد-19" على التعليم العالي؛ اعتبر قرابة نصف المشاركين ( 45%) أن الجائحة كان لها تأثير سلبي في تجربتهم في تحصيل التعليم العالي، ومع ذلك يرغب نصف الشباب تقريباً (49%) في الحصول على تعليم يجمع التجربة الصفية والإنترنت بعد زوال الفيروس، فيما يفضل واحد من كل ستة طلاب فقط (16%) مواصلة تعليمهم عن بعد عقب احتواء جائحة "كوفيد-19" بشكل كامل. 
المحافظة على الثقافة الإماراتية أولوية قصوى 
ووفقاً لنتائج الدراسة يرى ثلاثة أرباع الشباب تقريباً (74%) أن الحفاظ على الثقافة والقيم والعادات الإماراتية أولوية قصوى توازي في أهميتها تحقيق الأولويات الوطنية خلال السنوات العشر المقبلة ، بينما رأت نسبة (71%) من الشباب أن الحفاظ على اللغة العربية ينبغي أن يكون أولوية قصوى أيضاً.
التكنولوجيا قوة دافعة للتقدم 
يرى الشباب الإماراتي أن للتكنولوجيا دوراً كبيراً كمحرك للتغيير الإيجابي. ويعتبر ما يزيد على أربعة من بين كل خمسة طلاب إماراتيين (81%) أن التكنولوجيا قوة دافعة للتقدم، فيما يؤكد ( 74%) منهم ضرورة الاستثمار في التكنولوجيا كأولوية قصوى بالنسبة لدولة الإمارات خلال الأعوام العشر المقبلة.
ويراهن شباب دولة الإمارات على بروز الذكاء الاصطناعي بصفته أهم التقنيات الجديدة. فلدى سؤالهم عن أهم التقنيات الجديدة التي يتعين على دولة الإمارات الاستثمار فيها خلال السنوات العشر المقبلة، رشح (70%) منهم الذكاء الاصطناعي، تلاه الروبوتات (29%)، واتصالات الجيل الخامس (27%)، والبيانات الضخمة وتحليل البيانات (24%)، والطائرات بدون طيار (23%).

 

تباين حول دور وسائل التواصل الاجتماعي

فيما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً مهماً من الحياة اليومية للشباب الإماراتي، فقد تباينت آراؤهم حول دورها، حيث يرى (49%) من الشباب الإماراتي أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل غالباً قوة دافعة للتقدم، بينما يرى قسم كبير منهم (39%) أنها غالباً تضر أكثر مما تنفع.
ويستخدم الشباب الإماراتي في حياتهم اليومية تطبيق "واتساب" بنسبة (84%)، وبعده كانت أكثر أربع منصات للتواصل الاجتماعي يتم استخدامها من قبل الشباب الإماراتي: "انستجرام" (73%)، و"سناب شات" (72%)، و"يوتيوب" (43%)، و"تويتر" (40%).
وباتت هذه الوسائل أيضاً المصدر الأكثر شعبيةً للأخبار بالنسبة لأربعة من كل خمسة شبان وشابات إماراتيين تقريباً (79%)، أي ما يعادل قرابة ضعف مستخدمي مصادر الأخبار المتخصصة على الإنترنت (43%)، بينما تميل نسبة أقل بكثير إلى مصادر الأخبار التقليدية مثل التلفزيون (22%)، والصحف (10%)، والإذاعة (6%).
ويتوقع كثير من الشباب الإماراتي تزايد دور وسائل التواصل الاجتماعي في المستقبل، إذ يراها(24%) كأحد أقوى عشرة محركات للتغيير العالمي خلال الخمسين عاماً المقبلة، بالتساوي تقريباً مع تغير المناخ (25%)، 
الطاقة المتجددة أبرز قطاعات المستقبل
يعتبر الشباب الإماراتي الطاقة المتجددة كأحد أفضل القطاعات لمسيرتهم المهنية، عدا كونها محركاً مهماً للتغيير الإيجابي عالمياً. وأعرب نحو اثنين من بين كل ثلاثة طلاب جامعيين إماراتيين (62%) عن اهتمامهم بإيجاد فرصة عمل في قطاع الطاقة المتجددة، وهو ثاني أكثر القطاعات شعبيةً بعد التكنولوجيا (66%)، ويليهما في المراتب التالية قطاعات الرعاية الصحية والطيران (52%) لكلّ منها، والتعليم (50%)، والنفط والغاز (47%). 
كما أظهر أغلبية الطلاب (82%) الذين يدرسون العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) رغبتهم في الحصول على فرصة عمل في قطاع الطاقة المتجددة.
ويعتبر (33%) ثلث الشباب الإماراتي قطاع الطاقة المتجددة أحد أكبر محركات التغييرات التي سيشهدها العالم خلال الخمسين عاماً المقبلة لتأتي بذلك بعد التقدم التكنولوجي (38%)، والتقدم العلمي (35%) واستكشاف الفضاء (34%). 

المشاكل الدراسية وجائحة "كوفيد -19" من مسببات الضغوطات النفسية
بعد زيادة الاهتمام بالصحة النفسية عقب الضغوط التي فرضتها جائحة "كوفيد-19"، بحث الاستطلاع في العوامل التي تسبب الضغوط النفسية للشباب، ووصف الغالبية العظمى من الشباب (75%) مستوى صحتهم النفسية وسعادتهم بأنها ممتازة أو جيدة، قال واحد من كل أربعة (25%) إن صحتهم النفسية حالياً "غير جيدة أو حتى سيئة". كما قال قرابة نصف الشباب (44%) إن الجائحة أثرت سلباً في صحتهم النفسية، بينما وصف (66%) منهم صحتهم النفسية بأنها ليست جيدة أو سيئة.
وتظهر الدراسة أن الجائحة ليست المسبب الوحيد للاضطرابات والتأثيرات السلبية على الصحة النفسية للشباب الإماراتيين. فعند سؤالهم عن العوامل المسببة للاضطراب في حياتهم اليومية، أشار ثلاثة أرباع الشباب (78%) إلى "الضغوط الدراسية"، وتبع ذلك "القلق حول فرص العمل في المستقبل" (50%)، وفيروس كوفيد 19 (53%). 
ويهدف مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، والذي ينظمه مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، إلى توفير نموذج مبتكر ومستدام لإرساء تواصل مستقر بين شباب البلاد وقيادتها، وإلى ضمان توظيف جميع الوسائل والموارد المتاحة لتدريب الشباب الإماراتيين على خلق فرص أفضل للمستقبل.