عقد البرلمان الإماراتي للطفل جلسته الافتتاحية الأولى من الفصل التشريعي الأول اليوم الاثنين 15 مارس 2021 في" قاعة زايد " بمقر المجلس الوطني الاتحادي، بحضور معالي صقر غباش، رئيس المجلس، وتحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "حفظها الله".
حضر افتتاح الجلسة الأولى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ومعالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، ومعالي جميلة المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، وسعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وعدد من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي والمسؤولين في الدولة وممثلي المنظمات الدولية.
وجاء انطلاق جلسات البرلمان الإماراتي للطفل ضمن احتفالات دولة الإمارات "بيوم الطفل الإماراتي، في إطار التزام الدولة بتنشئة الطفل وتهيئته لمتابعة مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة، وذلك اتساقاً مع برنامج التمكين الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" عام 2005.

 

وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، حفظها الله، في كلمة لها في الجلسة الأولى ألقتها سعادة الريم الفلاسي، أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة: يسعدني أن أتقدم إليكم بخالص التهنئة والتبريكات بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، والذي نؤكد من خلاله على حقوقكم الأساسية التي وضعتها دولة الإمارات العربية المتحدة بقوانينها وتشريعاتها، وتعزيزاً لدوركم ومكانتكم في قلوبنا، وإنه لمن دواعي سروري أن يصادف هذا اليوم الجلسة الافتتاحية للفصل التشريعي الأول للبرلمان الإماراتي للطفل.
وأكدت سموها أن إنشاء البرلمان الإماراتي للطفل يأتي تأكيداً على أنكم شركاء في عملية صُنع القرار والمستقبل، وأحد الأركان الأساسية في بنائه، وإنني أدعوكم من هذا المنبر إلى أن تكونوا أعضاءً برلمانيين مؤثرين وتمارسوا أدواركم بشكل حضاري للمساهمة الفاعلة في عملية البناء والتنمية التي تشهدها دولتنا الحبيبة، وتعبروا عن آرائكم وفيما يلبي طموحاتكم، وتنعموا دائماً بجميع حقوقكم، والتي لم ولن نتوانى عنها، وستظل حقوقكم في صدارة أولوياتنا وسنوفر لكم كل سبل الدعم والتمكين الشامل لضمان رفاهكم ومستقبلكم.
وقالت سموها: "إنني على يقين بأنكم ستقدمون نموذجاً برلمانياً مشرفاً، وعلى ثقةٍ كاملة بأنكم قادرون على الانطلاق للدفع بمسيرة التنمية على المستوى الوطني، سائلة المولى عز وجل أن يعينكم ويوفقكم لكل ما فيه الخير".

مكسبٌ جديد

وقال معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، في كلمة له في الجلسة الافتتاحية: إن برلمانَ الطفل هو ساحةٌ للأجيالِ الصاعدةِ للتربيةِ على القيمِ الوطنيةِ الأصيلة، وترسيخِ الهويةِ الوطنية، وهو منصةٌ لنشرِ ثقافة الحوار المتبادل والمفتوح، والقبول بالرأي الآخر بدون تحيزٍ أو تعصبٍ إعلاءً لمبادئ وقيم التسامح، تلك القيمُ التي غرسها الآباء المؤسسون للدولةِ، فسيرةُ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ومسيرتُه تُقدمُ لنا نموذجاً فريداً في استيعابِ وقبول الرأي الآخر، والتحاورِ البنّاءِ لإثراءِ الأفكار. 
وأضاف معاليه إن توجيه سمو "أم الإمارات" في عام 2018 بإنشاء المجلس الاستشاري للطفل كان نقطة الانطلاق لإنشاء برلمان الطفل حتى يتمكنَ الطفلُ الإماراتي من التعبيرِ عن أمانيه، وما يطمحُ إليه في مستقبلِ هذا الوطن. ولعل جهودَها ومبادراتِها لم تجعلْ من سموها رمزاً وطنياً فحسب، وإنما أصبحت سموها رمزاً عربياً وعالميا في البذلِ والعطاءِ المتواصل لبناءِ أجيالٍ يفتخرُ بها الوطنُ. 
وخاطب معاليه أعضاء البرلمان الإماراتي للطفل قائلاً: "إن برلمانَكم هذا مكسبٌ جديد يُضاف إلى حقوقكم المُصانةِ داخل دولتنا وفقَ أعلى المعايير الدولية والمؤشرات العالمية. لذلك فإنَّ عليكم مسؤوليةً أساسية في نجاحِ هذه التجربة وتثبيت أركانها من أجلِ أجيالكم ومن أجلِ الأجيال التي تأتي مستقبلاً، لتؤكدَ ما قامت به دولتُنا في حمايةِ حقوق الطفل، ولتؤكدَ الدورَ الذي قامت به سلطاتهُا في هذا الصدد، ومنها المجلسُ الوطني الاتحادي، ودورُه المهم من خلال إقرار التشريعات، وفى مقدمتها ما أقره في عام 2016 للقانون الاتحادي رقم (3) بشأن حقوق الطفل والمعروف بقانون "وديمة"، كما أن المجلسَ يُولي اهتماماً بالغاً من خلال توصياته وأعمال جلساته ولجانه لكلِّ ما يُرسخُ حقوقَ الطفل، وما يؤكدُ التلاحمَ الأسرى". 
وقال معالي صقر غباش: "نصيحتي لكم أبنائي الأعزاء إنه إذا كانت منصةُ برلمان الطفل غايتُها تكريسُ الهوية والمسؤولية الوطنية، فإن هذه الغايةَ تتطلبُ إقبالكم على دروسِكم بجديةٍ وإصرارٍ، وأنْ تبذلوا قُصارى جهدكم في استيعاب كل ما هو حديثٌ ومتطور في ميادين العلم والمعرفة، فالمواطنةُ الإيجابية تتطلبُ منكم أن تُسابقوا العصرَ في اللحاقِ بركب الثورات العالميةِ في التكنولوجيا وعلومِ المستقبل، وأن تتمسكوا بهويتنا العربية الأصيلةِ من خلال الحفاظ على لغتنا العربية، وأن تتعرفوا، أيضاً، على مختلفِ ثقافات العالم، وأن تتواصلوا مع كلِ مفيدٍ منها". 
واختتم معاليه كلمته قائلاً: "أتمنى لكم أداءً برلمانياً مُتميزاً يعكس ُحقيقةَ أن أطفالَ دولة الإمارات سيكونون دائماً مُتسلحين بالعلمِ وبالانتماءِ والهويةِ الوطنية، ومُستعدين لاستشرافِ المستقبلِ الواعدِ والزاهرِ لكم جميعاً بعونِ الله وتوفيقهِ". 

 

استكمال مسيرة التنمية

من جانبها قالت سعادة الريم بنت عبد الله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة إن انطلاق البرلمان الإماراتي للطفل يأتي تأكيداً من دولة الإمارات على أهمية مشاركة الطفل في جميع المجالات والحرص على أداء أدواره بمسؤولية وبكفاءة واقتدار لاستكمال مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة. واليوم جاء انطلاق برلمان الطفل تتويجاً لجهود الدولة ومناسبة تضاف إلى قائمة منجزاتها في الاهتمام بالإنسان باعتباره أولوية لدى قيادتنا الرشيدة، وأن برلمان الطفل يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز المشاركة السياسية للأطفال نحو البناء والمشاركة برأيه في خدمة قضاياه.
وأكدت أن برلمان الطفل يرسخ مكانة دولة الإمارات في نهج الشورى الذي أسس دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويسهم بشكل كبير في دعم مسيرة الطفولة ويمثل نقلة نوعية في الاهتمام بالطفولة ومنصة لتعبير الأطفال عن آرائهم ومنبراً مهماً سيسهم في تنشئتهم ورفع الوعي لديهم، لا سيما أن أطفال اليوم هم شباب الغد وعماد المستقبل.

وألقى الطفل سعيد بن عمر المطيوعي أكبر الأعضاء سناً كلمة قال فيها: نزرع ونحصد، ننجز ونحتفل، الإمارات تُسابق العالم بالسنوات، نبدأ اليوم حقبة جديدة، ملهمة، نكتب من خلالها تاريخ الخمسين عاماً المقبلة محتفلين باليوبيل الذهبي للدولة الفتية، حاملين معنا أحلام أطفالنا، وأحلام زايد وجيل المستقبل، الذي سيقود مهمة اللا مستحيل، بوصولنا المريخ حققنا هدفاً من أهدافنا، نمتلك مقومات تمنحنا الكثير لنحققه.
وأضاف: "وهنا تأتي كلمات الشكر، وقوافي الشعر عاجزةً عن إيفاء حق سمو الشيخة فاطمة (أم الإمارات) من التقدير والعرفان شكراً كثيراً مديداً بما لا يعد ولا يحصى، وحرصاً على حصول الطفل الإماراتي على منصة تدعمه، وتسمع صوته ليبدي فيها رأيه في اتخاذ قرارات ستؤثر حتماً، على حاضره ومستقبله تم إنشاء برلمان الطفل الإماراتي، ليكون مكملاً لقانون وديمة وللمجهود الكبير والمشاريع والمبادرات التي قامت بها حكومة وقيادة دولة الامارات العربية المتحدة".
وقال الطفل المطيوعي هنا تبدأ رحلة التغيير رحلة النجاح ونعاهد ونلتزم بالقوانين والتشريعات التي تحمي الطفل، وصوناً لكرامته التي لطالما كانت أولوية لدى حكومة البلاد سنسعى كأعضاء تحت هذه القُبة على العمل بالشفافية والمصداقية ونقتدي بحكامنا الذين تعلمنا منهم الدروس وسنحرص على التفاني في العمل ببذل ما نملك في خدمة الوطن وسعياً لتطوير ملف الطفل في كافة القطاعات.