ريتا حرب تعترف: ابنتاي تريدان التخلص مني

تحتفل الإعلامية اللبنانية ريتا حرب بعيد الأم مع ابنتيها ستيفي وميشيل، للمرة الأولى، من دون وجود والدتها التي رحلت قبل شهرين. ريتا كانت انفصلت عن زوجها منذ سنوات طويلة وتفرغت لتربية ابنتيها اللتين اقتربتا من سن الرشد، وهي فخورة بإنجازاتها العائلية،

تحتفل الإعلامية اللبنانية ريتا حرب بعيد الأم مع ابنتيها ستيفي وميشيل، للمرة الأولى، من دون وجود والدتها التي رحلت قبل شهرين. ريتا كانت انفصلت عن زوجها منذ سنوات طويلة وتفرغت لتربية ابنتيها اللتين اقتربتا من سن الرشد، وهي فخورة بإنجازاتها العائلية، خاصة أنها لعبت دور الأب والأم في لسنوات طويلة.. بمناسبة يوم الأم، نلتقي ريتا التي ننفرد بنشر صورها مع ابنتيها، ونسألها:

* ماذا تعني لك الأمومة؟
- هي كل شيء بالنسبة لي، بعد انفصالي عن والد ابنتيّ أصبحت أماً عزباء، أربي ابنتيّ وحدي. وأمنحهما كل الوقت والرعاية. وهذه هي الإطلالة الأولى لي معهما في يوم الأم الذي يمر علينا من دون أمي التي رحلت قبل شهرين.
* ما الذي كانت تعنيه لك والدتكِ خاصة أنك نجمة ومشهورة والأم دائماً لها دور في هذا الأمر؟
- لعبت أمي دوراً مهماً في حياتي، إذ كنت الفتاة الوحيدة وصغيرة المنزل، ومنحت كل وقتها لي. كانت أمي بمثابة جدة لي كما لابنتيّ، وذلك يعود إلى أنني تزوجت في سن صغيرة مما يعني أن فرق العمر بيني وبين ابنتيّ معقول، بينما أمي تزوجت في عمر كبير وأصبح فرق العمر بيننا كبيراً، لهذا كنت أناديها أحياناً "تيتا". كنت أعتمد عليها في الاعتناء بابنتيّ في وقت غيابي عن المنزل بسبب عملي. والكل متعلق بها وزرعت في ابنتيّ التعاليم والعادات الحميدة، كانت حازمة في تربيتها على عكس تراخيّ معهما نظراً لمفهومي المختلف للحياة وهو ما عاد على البنات بالمنفعة.
* ما الذي تعلمته منها وتتمنين أن تحتفظ به ابنتاك؟
- علمتنا أهمية الترابط العائلي، إذ كانت ترفض أن يختلف الإخوة، وتشدد على أهمية الحفاظ على العائلة بالإضافة إلى أهمية العلم، وهذا ما تأثرت به ابنتاي. وما زلت أحافظ على جمع العائلة في المناسبات كما كانت تفعل أمي. 
* ابنتاكِ كبرتا وأصبحتا شابتين ألم تتمني أن يكون لديك صبي؟
- بصراحة لا، لطالما أحببت أن يكون لدي بنات وليس أولاد، وأشكر الله أن لديّ ابنتين فكوني أماً عزباء أشعر بأن تربية الفتيات أسهل على عكس تربية الأبناء الذكور الذين يكونون بحاجة على الأغلب لوجود أب. الأولاد يحتاجون أكثر لوجود رجل في حياتهم، وهنا أجد نفسي محظوظة كوني لدي فتاتان.

 

أم عزباء
* ما أصعب مرحلة شعرت بها كأم عزباء؟
- ليس من السهل أن أكون أماً عزباء، لكني تعودت على هذه المسؤولية كما أن دعم إخوتي الشباب ووقوفهم بجانبي ساعداني في مراحل كثيرة. من الطبيعي أن تؤدي الأم العزباء دورين، أضف إلى أنني أم عاملة فكان عليّ تنسيق الوقت بين عملي وأسرتي، والذي ساعدني في ذلك تحملي المسؤولية منذ الطفولة وأيضاً البرامج التي كنت أقدمها مثل "عيون بيروت" والضيوف من أطباء واختصاصيين الذين كنت أستضيفهم كانوا يساعدونني من خلال تجاربهم وكانوا يمدون لي يد العون في تربية ابنتيّ. أما أصعب مرحلة فهي الشعور بالضعف أو الاستسلام أمام ضغوط الحياة وكثرة المسؤوليات والشعور بالتعب أو عندما كانتا تجريان مقارنة بين أهل أصحابهما ونمط حياتهما وأسئلتهما عن غياب الأب، هذه المراحل هي الصعبة وفي كل مرة كنت أشعر بالاستسلام كنت أعود وأستمد القوة لنفسي وأتجاوز هذه المراحل الصعبة.

 

* ألم تفكري في الزواج مجدداً؟
- في مرحلة طفولتهما كنت رافضة فكرة الارتباط ولم أرغب في الزواج حتى لا أدخل رجلاً غريباً في حياة ابنتيّ وفضلت أن أكمل أنا وإخوتي وأمي مشوار التربية من دون دخلاء، هذا رداً على عدم إعادتي تجربة الزواج، فالبنتان لهما علاقة بهذا القرار حيث إن حالتيهما النفسية مهمة جداً بالنسبة لي، ولكنهما اليوم أصبحتا شابتين وبدأتا تسألانني لماذا لا أتزوج ولا أعلم سبب اهتمامهما بهذا الأمر ربما تريدان التخلص مني (تضحك) ولكنهما أصبحتا تطالبان بالأمر.
* ما النصيحة التي تقدمينها لابنتيك؟
- أن تتكاتفا مع بعضهما البعض وأن تكونا صديقتين ولا يفرقهما شيء أبداً وأن تعتمدا على نفسيهما حتى ولو كان الرجل مهماً، لكن الأساس أن تحقق الأنثى ذاتها وتنجح في دراستها وعملها وتحقق أحلامها، وهذا ما أجرب أن أزرعه في شخصيتيهما، يجب أن تكونا قادرتين على الاعتماد على نفسيهما وإن كان بوجود الرجل يجب أن تتمكنا من إكمال الحياة بكل اقتدار.
* كنت في السعودية لتصوير مسلسل "درب الرمل" أخبرينا عن تجربتك تلك؟ 
- هي التجربة الأولى وأتمنى ألا تكون الأخيرة برغم صعوبة الظروف إلا أنها تجربة جميلة وكان هناك انفتاح على جنسيات كثيرة شاركت معنا في المسلسل وكنت اللبنانية الوحيدة، وهو مسلسل جميل جداً مأخوذ عن رواية ولو أن ظروف كورونا لم تكن لتمكنا من إبراز جماليته أكثر ولكنه كان تحدي تصوير 30 حلقة في ظل ظروف الإغلاق والحجر، قصة العمل جميلة وتعرفت على السعودية والبيئة بين القصيم والرياض والفنان الكبير خالد عبد الرحمن والمخرج ماجد ربيعان، وكانت تجربة جميلة بكل تفاصيلها والدور الذي لعبته يجسد شخصية المرأة القوية والفاعلة بشكل إيجابي في مجتمعها وعائلة زوجها، وهذا الأمر يكمل الذي نتحدث عنه الآن خاصة أنها لم تفرق بين أبنائها وأبناء زوجها من زوجته الأولى وهو ما نستطيع ربطه بعيد الأم من حيث الأمومة التي قد تكون لغير أبنائنا.

 

مع عابد فهد
* قدمت برامج حققت نجاحات واضحة، ولكن بالتمثيل لم تحظي بالدور الذي تستحقينه، هل توافقين على هذا الرأي؟
- أنا بدأت عملي بالإعلام وبذات الوقت كانت تأتيني عروض كثيرة في لبنان ومصر للتمثيل ولم أرغب في تشتيت نفسي أو المشاهد وأكملت لسنوات طويلة حتى توصلت إلى حماية اسمي كإعلامية وأثبت جدارتي ومن ثم انطلقت لتحقيق شغفي في التمثيل وهذا كان في 2012 تقريباً، ولكي تعمل هذا التحول من امرأة تعمل بالإعلام إلى ممثلة يجب أن أعمل على نفسي وأخذت ورشات عمل وحظيت بالبطولات ولكن العالم لم يصدقني كممثلة حيث إن هذا الأمر سيأخذ وقتاً وفي حينها كانت هناك أسماء لها وجودها في عالم التمثيل وأنا حضرت متأخرة على عالم الفن وجميع البطولات كانت على صعيد لبنان وكانت أول نقلة لي في مسلسل "طريق" مع عابد فهد ونادين نسيب نجيم وهذه أول نقلة ومن ثم عملت مشاركات كضيفة شرف مثل "عروس بيروت" لولا ظروف السفر كنت معهم ولم أستطع إلا أن أكون ضيفة به بسبب سفري لباريس وارتباطي بعمل برنامج لرمضان أيضاً، ولكن هذا الدور علق بذهن المتابعين بحمد الله ، أما "درب الرمل" هي بطولة مطلقة لي.

 


* في النهاية ماذا تقولين للأم في عيدها؟
- الأم هي الحياة كلها وفي جميع الظروف لا أتخيل أن يربى طفل من دون أمه وطبعاً في هذه المناسبة لن ألغي دور الأب في حياة الأطفال وأعلم أن وجودهما معاً في حياة الطفل يخلق توازناً عاطفياً ونفسياً لديه، ولكن في حال غياب الأب لأي ظرف كان، فإن الأم تستطيع أن تخلق هذا التوازن. وأنا حاولت قدر المستطاع أن أخلق هذا التوازن العاطفي والاجتماعي لابنتي وأعتقد أنني نجحت بنسبة كبيرة.