امرأة عصامية، دمجت بين شغف المعرفة العلمية والعطاء اللامحدود من خلال عملها في المجال الطبي الاستشاري والسياحة الطبية، فكانت وجهتها أميركا، حيث أبدعت في إدارة الخطط العلاجية والرعاية الصحية، وقد نالت جائزة من "المؤسسة الدولية للمرأة الريادية (IWEC)" كأفضل رائدة أعمال في مجال عملها، إنها عبير صقر، الرئيسة التنفيذية لـ"‏شبكة ميموريال انترناشيونال للمرضى الدوليين".

* كيف تعرفين السياحة الطبية؟
- السياحة الطبية بمفهومها هي تلقي الرعاية الطبية سواء كانت علاجية إجبارية أو استشفائية انتقائية خارج بلدك لفترةٍ زمنية. وهذا القطاع ليس بجديد في عالمنا العربي وفي العالم أجمع. وتعتبر السياحة الطبية هي الفرصة الأنسب للبحث عن أطباء ذوي خبرة عالية يملكون طرقاً علاجية وبروتوكولات حديثة في المراكز الطبية المتطورة.

 

 

* هل تعتبر عبير صقر السياحة الطبية متوافرة لجميع الطبقات؟ 
- صحيح أن العلاج الطبي بالعموم مكلف خاصةً إذا كان يعاني المريض من أمراض مزمنة ويحتاج لفترة علاج طويلة الأمد حتى لو كان في البلد الأم، فكيف لو كان في الخارج؟! لكن السياحة الطبية تعتبر متوافرة لجميع شرائح الناس رغم كلفتها لكنها ليست مرهونة للطبقة الميسورة فقط! فهناك الكثير من المرضى غير المقتدرين الذين يقدمون على العلاج في الخارج من خلال دعم متوافر في بلدهم، أو يكون لديهم تأمين صحي دوليّ، أو بدعم من موظفي الشركات العالمية، إضافةً إلى أن هناك متبرعين من جهات ضخمة أو منظمات أو جهات للزكاة تدعم علاج غير المقتدرين. ودورنا أن نساعدهم في ترتيب التكلفة التقديرية وتأمين كل ما يلزم فيما خصّ الأطباء والمراكز الطبية المتطورة.

* تراجعت السياحة الطبية بسبب كورونا، ما الخطط التي أقدمتم عليها بعد هذه الجائحة؟
- من الصعب أن تتأثر الرعاية الصحية لأن الحاجة للعلاج والمرض لا ينتظران جائحة، ولكن هذا لا يعني أن بعض العراقيل، مثل صعوبة السفر بسبب توقف الطيران الخ.. أثّرت بطريقة أو بأخرى. ولكننا استطعنا الاستمرار بدعم مرضانا عبر الاستشارات المرئية ومتابعة علاجهم من خلال طاقمهم الطبي المتوافر وذلك استلزم منا مجهوداً كبيراً لأنه يحتاج إلى الدقة في تناول المعلومات الصحية. وفي حال قدوم المرضى إلى أميركا، تعلمنا تخطي العقبات الروتينية لصالحهم وإيجاد الحلول لكيفية التعامل مع القوانين الجديدة لدخول المستشفيات وحضور الاستشارات بهدف حمايتهم، فمثلاً استحدثنا جهازاً تلفزيونياً متنقلاً متصلاً مع قسم الترجمة حيث يستطيع المريض والطاقم الطبي التواصل مع مترجم شخصي على مدار الساعة.

* ما الخدمات التي تقدمينها في مجال السياحة الطبية؟ 
- نؤمن الخدمات العلاجية التي تتضمن مراجعة التقارير قبل وصول المريض، وتحديد الأطباء المتخصصين بالحالة المرضية وترتيب المواعيد وتنسيق الرعاية بين الاستشاريين، وتوفير إدارة علاجية مدروسة ومنظمة. كما نوفر خدمات الترجمة، بالإضافة لتأمين الإقامة والمواصلات والخدمات التكميلية من خلال تزويد المريض وعائلته بما يلزمه من معلومات وقوائم للأماكن والأنشطة والمطاعم وغيرها، كل ذلك بهدف تسهيل إقامته وضمان راحته وراحة عائلته النفسية. 

* هل تعمدون أيضاً للتعامل مع المرضى من الناحية النفسية؟
- نحن ندرك أن كل مريض لديه احتياجات خاصة لشخصه ولعائلته، لذا نعمد لتوفير التوجيه النفسي إن ألزم الأمر لكل حالة على حدة لنغطي كل جوانب العلاج بدقة، آخذين بعين الاعتبار العادات والتقاليد الحياتية والأمور الإنسانية. نحاول أن نهتم بكافة التفاصيل بجدية واحترام واحترافية.

* ما العلاجات التي تعملون أكثر عليها؟ 
- هناك علاج السرطان وجراحة القلب والصمامات وجراحة المفاصل وجراحة الأعصاب والعمود الفقري وجراحة المسالك البولية المتطورة باستخدام الروبوت وجراحة التجميل وإعادة الترميم.

* ذكرت عمليات التجميل، هناك من يسافر فردياً إلى أميركا ليجريها، هل من المفضل أن يسافر الشخص مع تخطيط مسبق وبـ"إدارة مريض" محكمة؟ 
- عمليات التجميل مضمار واسع وهي أحد أكبر التخصصات المطلوبة سواء كانت جراحة تجميلية بحتة أو ترميمية بسبب الحروق والحوادث. ولكنني أنصح شخصياً بالتحضير المسبق لمثل هذه العمليات، فنحن نوفر الاستشارات عبر الفيديو مسبقاً مع الجراح المتخصص لمعاينة الشخص ما مراده من الجراحة وإمكانية تنفيذه، ومعرفة فترة التعافي والتكلفة.

* هل تتعاملون مع أطباء خارج هيوستن مثلاً في لوس أنجلوس المشهورة في عمليات التجميل؟ 
- نعم، هيوستن ولوس أنجلوس مدينتان غنيّتان جداً في الجراحات المتقدمة والحديثة ونتائج العمليات حسب الإحصاءات فائقة النجاح.

* بدأت بالعمل مع مرضى السرطان واستمررت لمدة 25 عاماً، هل هذا الخيار كان بسبب مرض والدتك؟ 
- صحيح، حبي لها ومعاناتها مع مرضها علمني التعاطف ومحبة الناس. وقد قادتني الظروف دون تخطيط مسبق لما وصلت إليه اليوم. لا يكفي أن نكون على قيد الحياة فقط بل يجب أن نكون على قيد الأمل والتفاؤل أيضاً مهما كانت الصعاب.

* ما أكثر حالة تعلقت بها وشعرت بالتقرب منها وكأنها تذكرك بوالدتك؟
كل إنسان مريض سرطان يذكرني بوالدتي، فهي كانت قوية ومليئة بالأمل والتفاؤل، وهذا ما ساعدها في حربها الشرسة مع مرضها. الآن وبعد 40 سنة من التطور في طرق العلاج الحديثة وبأقل أعراض جانبية، أصبح مريض السرطان يعيش سنوات أطول، وباتت نسب الشفاء التام أضعاف ما كانت عليه في السابق حتى في الحالات المتقدمة.

* بماذا تنصحين رائدات الأعمال العربيات الطموحات بعدما حصلت على جائزة من "المؤسسة الدولية للمرأة الريادية (IWEC)" كأفضل رائدة أعمال عام 2017؟ 
- المرأة كائن يقسو على نفسه ولا يحب الفشل، وفي بعض الأحيان يحدّ ذلك من إبداعها. لذا أدعو النساء ألا تتزعزع ثقتهن بأنفسهن وأن يعتبرن فشلهن مجرد عثرة في طريقهن المهني والذي سيتحول فيما بعد إلى خبرة لا يستهان بها.