أن يُفتح باب الحوار بين النجمتين السورية سلافة معمار واللبنانية نادين نجيم معناه أن تأخذ الصراحة بعداً إنسانياً تُقرأ فيه الحياة ببعد صداقي بعيداً عن القيل والقال وثرثرات السوشيال ميديا وما تؤججه من خلافات بين النجوم، فنحن هذه المرة نسمع حالة من البوح ونعرف الكثير عن حياة هؤلاء وأمهاتهن وطفولتهن فنفاجأ بالمعاناة والتحدي وما زرعته الأمهات من شجرة صبر وتحدٍّ في حياتهن، "بصراحة" هذا البرنامج الذي يجمع النجوم خلال ساعة تلفزيونية كي نكون وجهاً لوجه أمام سؤال وجواب يفتح باب الصدق والصراحة وقراءة الزمن والأحوال وكأننا في فصل روائي يشدنا إلى قراءة كل لحظة مرت بها هاتان النجمتان لا سيما الحرب وصورة الأم، فقد عرفنا أن نادين نجيم أمها تونسية وقد شبهتها باللبؤة التي تحمي صغارها من ظلم وويلات الحرب. 

نادين طفولة هادئة
وصفت نادين نجيم طفولتها بالهادئة وقالت إنها لم تكن طفلة متطلبة وكانت أكبر من عمرها في تفكيرها وقراءتها لما حولها وكأنها أرادت أن تصبح تلك المرأة القوية وصاحبة القرار.

سلافة طفلة متمردة
في رحلة فتح باب الصراحة بينهما، تحدثت سلافة عن طفولتها التي لا تعرف عنها نادين نجيم شيئاً ووصفت نفسها بأنها من أسرة بسيطة لكنها تلك الطفلة المتمردة، وكأنها في هذا الوصف تشير إلى البنت المختلفة والتي تحمل بذرة الفن، فالتمرد هو مساحة لتأكيد الأنا والاختلاف عن الآخر والبحث عن الخصوصية أيضاً، وقالت سلافة: "الطفل المتمرد يكون في رحلة بحث واكتشاف، ويرفض أشياء وعنده رغبات ولكن المهم أن يكون هناك من يستوعبه".
وبعد أن باحت سلافة عن طفولتها، علقت نادين بأنه رغم الاختلاف في طفولتيهما إلا أن هناك قاسماً مشتركاً وهو انتماؤهما لعائلتين بسيطتين.

قصة الطلاق
وانتقل الحديث بينهما من الطفولة إلى الطلاق، "ماذا يعني الطلاق لامرأة فنانة متزوجة من فنان وكيف واجهت حياتها بعده وبالأخص أنها أم لطفلة؟"
جواب سلافة كان يحمل بعداً واقعياً لامرأة تؤمن بأنها تزوجت لا لتصل إلى لحظة الطلاق، مشيرةً إلى أنها كانت تجربة صعبة وخاصة خلال العامين الأولين، وقالت سلافة: "بعيداً عن الرجل والمرأة، فإن إيجاد الصيغة للتعامل مع الأولاد بعد الطلاق هو موضوع صعب وحساس ومهم جداً".
أما نادين فقد انهارت بالبكاء بعد تذكرها الصعوبات التي مرت بها، وقالت: "بكيت لأن هذه السنة كانت بشعة، ولأن الكثير من الأقاويل لاحقت إعلان طلاقي".
وأكدت أن وقع الطلاق خلال الأشهر الأولى كان صعباً جداً حيث إن انتقالها إلى بيت جديد وعيش تجربة مختلفة كان صعباً، وقالت: "في ليالي بكيت فيها كثيراً، في ليالي ما أقدر آكل حتى".
وكشفت نادين عن أن شقيقتها ساعدتها كثيراً وانتقلت للعيش في بيتها لمساندتها مع أطفالها، وقالت: "هذه السنة لم يمر عليّ شهر واحد جيد".
الحب
وتطرقت النجمتان للحديث عن الحب، وقالت نادين: "لماذا نقع في الحب إذا كنا سنتعذب؟"، فأجابتها سلافة إن الحب والألم مرتبطان ببعضهما ولا يمكن أن يكون الحب حلواً إذا لم يترافق بالألم.
وأكدت النجمتان أهمية وضرورة بل وإمكانية أن تبدأ المرأة علاقة جديدة بعد تجربة طلاق، وكان جواب نادين أن وجود رجل في حياتها هو ضرورة حتى لو كان ضمن إطار الصداقة، ولكن ماذا لو تحولت هذه الصداقة إلى علاقة حقيقية وخاصة مع وجود نصف عائلة هم أطفالها.
ما طرحته نادين نجيم وكأنها أمام حيرة وقلق، فهي تريد أن يكون لها إنسان يساندها ولكنها تخاف أن تأخذها هذه العلاقة إلى نتائج غير محببة، وكأنها تطرق باب المغامرة، وكانت في قراءتها لنفسها قراءة امرأة متصالحة مع ذاتها وترصد الغد وتعيش اللحظة.
سلافة رأت أن جواب نادين يجعلها تنظر إلى تجارب نساء كثيرات واستعرضت عدداً من الحالات وكأنها ترصد عوالم النساء في الشريحة التي تنتمي إليها، ورغم إعلان حاجتها للرجل في حياتها لمساندتها إلا أنها قالت: "ربما تعودت أن أكون لوحدي من دون رجل ولي مساحتي من الحرية".