كشف مؤشر إيدلمان للثقة لعام 2021، عن مستويات الثقة العالية في قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبرزت الحكومة باعتبارها إحدى المؤسسات التي تتمتع بأعلى معدلات الثقة بنسبة 80%، متجاوزة بذلك الشركات والمنظمات غير الحكومية بنسبة تزيد على 10%، بما يُشكل زيادة في معدّل الثقة بمقدار 4 نقاط عن العام الماضي. وقد تعززت مكانة حكومة الإمارات كواحدة من أكثر الحكومات التي تتمتع بالثقة حول العالم، بعد المملكة العربية السعودية والصين اللتين سجلتا معدّل ثقة بنسبة بلغت 82%.

وشغلت الحكومة الإماراتية مركز الصدارة على صعيد الكفاءة والأخلاقية، باعتبارها القائد المجتمعي الوحيد الذي حظي بثقة أكبر من العام الماضي. وأوضح أكثر من 7 بين كل 10 مشاركين في استطلاع إيدلمان ثقتهم بالأداء السليم للقيادات الحكومية، في حين تخلفت جميع قيادات المجتمع الأخرى وحظي العلماء بمعدل الثقة الأكبر بنسبة 79%، مع تراجع بمعدل 4 نقاط عن العام الماضي.
ومن جهة أخرى، كشفت الأبحاث عن أن جائحة "كوفيد-19" زادت من المخاوف الشخصية والمجتمعية، إلا أن فقدان الوظائف يعتبر الهاجس الأكبر ومصدر قلق رئيسي (بنسبة 88%) متجاوزاً بذلك مخاوف الإصابة بفيروس "كوفيد-19" (نسبة 63%). وأشارت نسبة 74% من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم شهدوا عمليات تسريح للموظفين أو تخفيض في القوى العاملة نتيجة للجائحة في الشركات التي يعملون فيها، في حين أظهرت نسبة تتجاوز نصف المشاركين (56%) قلقها من تسبب الوباء بزيادة في فقدان الوظائف نتيجة لعمليات الأتمتة.
وفي معرض تعليقه على النتائج، قال عمر القرم، الرئيس التنفيذي لإيدلمان الشرق الأوسط: "أسهمت المخاوف المتسارعة الناجمة عن الجائحة في تغيير أولويات الناس إلى حد كبير، مع تزايد الشعور بالحاجة الملحة إلى إيجاد حلول للمشكلات المجتمعية الحرجة. وفي حين زادت ثقة سكان الإمارات بقدرة الحكومة على القيام بذلك، تعتقد نسبة 71% ممن شملهم الاستطلاع أن على الرؤساء التنفيذيين التدخل كقيادات مجتمعية، وأكد 6 من كل 10 مشاركين أن على الرؤساء التنفيذيين المبادرة لتولي زمام الأمور نحو التغيير".

  • عمر القرم

ومن ناحية أخرى، أدت التأثيرات الناجمة عن الجائحة إلى تحول في توقعات أصحاب العمل، مع زيادة كبيرة في التركيز على مجموعة من المزايا الخاصة، مثل برامج التدريب على المهارات الوظيفية (زيادة بأكثر من 51 نقطة)، وسلامة العاملين/العملاء (زيادة بأكثر من 49 نقطة)، إلى جانب الاهتمام بالتنوع في القوى العاملة (زيادة بأكثر من 48 نقطة) والتواصل المنتظم مع الموظفين (زيادة بأكثر 46 نقطة).
وأضاف القرم: "لا شك في أن العام الماضي لفه الغموض والقلق حول المستقبل، وتراجعت الثقة بمصادر المعلومات، حيث أشار حوالى نصف المشاركين في الاستطلاع إلى أن التواصل مع صاحب العمل هو المصدر الأكثر مصداقية للمعلومات، متجاوزاً وسائل الإعلام التقليدية، بينما حلت مصادر المعلومات الحكومية في المركز الثاني. ومع ذلك، يبدو أن المحافظة على هذه الثقة وزيادة معدلاتها في عام 2021 سترتبط بشكل مباشر مع المقاربة التي تعتمدها المؤسسات وقياداتها في تلبية احتياجات المجتمع الجديدة، حيث سيكون تجديد المهارات وصقلها، واتخاذ المواقف والسلوكيات الهادفة من الأمور بالغة الأهمية".
ترتكز نتائج النسخة الحادية والعشرين من مؤشر إيدلمان للثقة لعام 2021 على دراسة أجرتها شركة إيدلمان الاستشارية التي تعنى بالبيانات والتحليل. وشملت دراسة هذا العام أكثر من 33 ألف مشارك في 28 بلداً بمشاركة نيجيريا للمرة الأولى.