توضح الأخصائية التربوية نور وليد أن تربية الأبناء على تحمل المسؤولية تبدأ من خلال حرص أولياء الأمور على غرس قيمة المسؤولية في نفوسهم منذ الصغر، ليكون الطفل قادراً على مواجهة كافة تحديات ومصاعب الحياة. فالمسؤولية تعني التزام الشخص بما يصدر عنه من قول أو فعل، أن يتحمل نتيجة قراراته واختياراته العملية من الناحيتين الإيجابية والسلبية، أمام الناس والمجتمع. 

أسباب عدم تحمل الطفل المسؤولية:
توضح الأخصائية نور أن الأساليب الخاطئة في التربية هي السبب الرئيسي في عدم تحمل الطفل المسؤولية، وأن ولي الأمر عليه أن ينتبه لعدم التدخل في اختيارات الطفل ويترك له مساحة من الحرية في الكلام والمأكل والمشرب حتى لا يصبح شخصية اعتمادية تنتظر دائماً رأي ومشورة الأكبر سناً ولن تتقدم خطوة للأمام إلا بعد أن يحصل على التوجيه المناسب وهنا سوف يفقد أيضاً صفات الإبداع والابتكار. كذلك قد يرى ولي الأمر نفسه في أبنائه وبالتالي يرغب في أن يصبح ابنه وسيلة لتحقيق حلمه القديم الذي لم يتحقق، سواء في اختيار المجال الدراسي أو غير ذلك من الأمور وبالتالي يلغي شخصية الطفل تماماً ولا يمنحه الفرصة للتفكير ووضع الأهداف والأحلام ومحاولة الوصول إليها لأنها ببساطة ليست أحلامه هو، بل أحلام الأب أو الأم.

طرق مساعدة الطفل على أن يكوّن شخصية قوية مسؤولة:

تقول الأخصائية التربوية إنه حتى يعتمد الطفل على نفسه ويصبح شخصية مسؤولة في الحياة، علينا تدريبه منذ الصغر على أن يكون محل ثقة، لا سيما أن الاعتماد عليه في المشاركة في بعض الأمور قد يكون الحل الأمثل، فمثلاً لا بأس بأن يأخذ الأب ولده إلى الميكانيكي لإصلاح السيارة، وإذا كان أكبر سناً يمكننا تكليفه بشراء بعض المنتجات بحسب ذوقه الخاص، والاهتمام بأمور المنزل وغيرها مثلما يفعل رب المنزل. ولا بد من تعويد الطفل منذ الصغر على أنه إنسان مسؤول قادر على تحمل الصعاب ومواجهة التحديات، فمثلاً يمكن أن يبدأ بإنهاء الواجبات المدرسية بمفرده من دون مساعدة من أشقائه الأكبر سناً، أيضاً ارتداء ملابسه وحذائه بمفرده من دون مساعدة، فضلاً عن الاستحمام بمفرده عندما يبلغ 9 سنوات فما فوق والاهتمام بنظافته الشخصية.

أسلوب الأوامر
تشير نور وليد إلى أنه يمكن كذلك أن نروي للطفل قصصاً عن الشجاعة والبطولة التي خاضها الآخرون حتى نبث في نفسه الحماس لمحاكاة تلك القصص ومن المهم جداً أن نغرس في الطفل القيم الإيجابية ومكارم الأخلاق عن طريق القصص والأفلام الكرتونية من دون استخدام أسلوب التلقين المباشر والأوامر، بل علينا غرس القيم الإيجابية بداخله عن طريق القصص والحكايات والأفلام الكرتونية والأغاني، فهذه الوسائل تنجح مع عقلية الطفل ويستجيب لها بصورة أكبر وتدفعه لمحاكاتها.


قيمة الوقت 
تلفت الأخصائية التربوية نور وليد النظر إلى أن تعليم الطفل قيمة الوقت وأهميته من الأمور الضرورية جداً كي تجعل منه شخصاً مسؤولاً في المستقبل، وذلك من خلال تدريبه على تقسيم أوقاته بين الدراسة وممارسة الأنشطة الرياضية والترفيه، والالتزام بمواعيد التمرين مع الفريق الذي يعزز من شعور الطفل بالمسؤولية ويجعله أكثر احتراماً للوقت والتعاون مع الآخرين. 

الأعمال المنزلية
تشير نور وليد إلى أن تشجيع الطفل على المساعدة في الأعمال المنزلية سوف يعلمه أن لديه دوراً أساسياً في المنزل لا بد من تأديته ليعتاد الأمر، وعليه أن يتعلم منذ الصغر إعادة الأشياء إلى أماكنها، فضلاً عن ترتيب غرفته بعد انتهائه من اللعب، أو الاستيقاظ من النوم، ويمكنه أيضاً أن يساعد في وضع الأطباق على مائدة الطعام وغير ذلك، أيضاً يمكنكِ أن تطلبي منه طي ملابسه، وتجميع جواربه حتى لو أعدت طيها لعدم إتقانه ذلك، أيضاً من الضروري تعويد الطفل على فرز ملابسه القديمة والتبرع بها لمساعدة المحتاجين.

ماذا عن الطفل عديم المسؤولية؟
تقول نور وليد إن التدليل المفرط عن الحد يصنع من الطفل إنساناً مستهتراً غير قادر على تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة، فضلاً عن استخدام البعض لمصطلحات قديمة وبالية، مثل: شؤون المنزل من مهام الفتاة وليس الذكر. مع الوقت لن يستطيع الطفل تحمل مسؤولية أخطائه وسوف يلقيها على الآخرين دائماً.

صفات الطفل المسؤول
من صفات الطفل صاحب الشخصية المسؤولة والحازمة التالي: قدرته على التحكم في الوقت وإنجاز المهام وعدم الاعتماد على الآخرين، احترام الذات والثقة بالنفس، التحلي بالشجاعة وعدم التردد في اتخاذ القرار، أيضاً سيكون طفلاً محبوباً بين الأطفال ولديه مهارة المرونة وتقبل الأوضاع التي تفرضها علينا الحياة مثل تقبل تغيير المنزل أو المدرسة وهكذا.


كيف يمكننا تدريب الطفل على تحمل المسؤولية؟
توضح نور وليد بعض النقاط مثلاً: عندما تطلبين من ابنك إنجاز عمل ما وتدربينه عليه، حددي له مدة معينة لإتمامه، كي يعتمد على فكرة تحقيق الأهداف ضمن إطار زمني محدد. كذلك، عليك توجيه طلباتك لابنك بهدوء وبتعليمات واضحة ومباشرة، واستخدمي مصطلحات يقتدي بها مثل "لو سمحت" من فضلك و"شكراً لك". أيضاً من المهم جداً مدح الطفل عند إنجاز المهام، وتوجيه الانتقاد إذا أخفق بأسلوب مبسط وغير محبط.