في حين قد يبدو الأمر بسيطاً، إلا أن التفكير، لا سيما الإفراط فيه، كثيراً ما يؤثر في المشاعر ويحفز حتى على الشعور بالقلق وظهور المشاعر السلبية.
ويعد الإفراط في التفكير بمثابة فخ نقع فيه معظم الأحيان، ولا ندرك أنه يؤثر بقوة في الصحة النفسية، لذلك نشرح لك ماهية الإفراط في التفكير وكيف يمكن أن تتعاملي معه:

ماهيته
عادة ما يرتبط الإفراط في التفكير Overthinking، بالتركيز على أحداث في الماضي نتجت عنها عواقب سلبية بجانب التفكير في احتمالات وأمور مستقبلية وخاصة بنظرة تشاؤمية، إذ يتم التركيز على الأمور التي قد تسوء في المستقبل، الأمر الذي يؤثر بقوة في النفسية والسلوك، كما يعيق أهداف الشخص ويسبب مشاكل طويلة الأمد.

تأثيراته

الإجهاد العقلي
يمكن للإفراط في التفكير أن يسبب إجهاداً عقلياً نتيجة ما يتعرض له الدماغ من إرهاق أو تعب بسبب التفكير الزائد، مما ينعكس بدوره على الجسم ويحفز الشعور بانعدام الرغبة.

أفكار سلبية
يؤثر الإفراط في التفكير أيضاً في أفكارك وطبيعتها، إذ يعيق التفكير المثمر والإيجابي وإمكانية التفكير في شأن حلول مفيدة للمشكلة، مما يؤثر بالتالي من ناحية أخرى في النفسية.

الثقة بالذات
يمكن أيضاً أن يؤثر الإفراط في التفكير في ثقتك بنفسك مما ينعكس على علاقتك بالشريك وطريقة تعاملك معه، كما أن تفكيرك هذا سيؤثر في الشريك نفسه ويؤدي إلى توتر العلاقة بينكما. 

القلق والاكتئاب
يؤدي الإفراط في التفكير إلى الشعور بالغضب والإصابة بالقلق أو الاكتئاب نتيجة التفكير في شأن المستقبل والماضي، وهذا ما ينتزعك من حاضرك ويجعلك حبيسة مشاعرك السلبية والتي كثيراً ما تكون ناتجة عن التفكير في مجرد احتمالات ومواقف لم تحدث بعد. عليكِ عدم الاستهانة بهذه الاضطرابات، لأنها في كثير من الحالات تتحول إلى أسلوب حياة وتصبح مزمنة.


الحلول

عدم التأجيل 
تأجيل الأمور يعد من محفزات الإفراط في التفكير والقلق، وأفضل طريقة للتعامل مع ذلك هي تجنب التأجيل قدر الإمكان، وفي حال كان الموقف موتراً، يمكنك التعامل بخطوات صغيرة لحل الأمر وإنهائه.

حددي العوامل
من المهم تحديد وتسجيل العوامل أو الأسباب التي تحفز إفراطك في التفكير والشعور بالقلق. راقبي إذا ما كانت هناك عادات معينة يمكنك تغييرها ترتبط سواء بالوقت أو المكان وتسهم في إفراطك في التفكير.

التأمل الذهني
يساعد تمرين التأمل الذهني على التركيز على مهام بسيطة ويعتمد على الحواس لتصفية وتنشيط الذهن، وفي حين قد يبدو الأمر بسيطاً، إلا أنها فعالة للغاية.

ليست لكِ سيطرة
من المهم جداً إدراك أنكِ لست مسيطرة على كل شيء وتفاصيل حياتك، فهناك العديد من الأمور خارجة عن سيطرتنا ولا تحكّم لنا فيها، فاستيعاب ذلك سيساعدك كثيراً، لأنه عادة ما يكون أكثر العوامل تأثيراً.

لا تترددي في استشارة خبير
إضافة لما ذُكر أعلاه، لا تترددي أو تخجلي من استشارة أحد الخبراء، فعلى عكس ما قد تتوقعين، استشارة الخبراء تفيد حقاً وتساعد على تحسين الأمور وخاصة ما يتعلق بتعاملك مع مشكلة الإفراط في التفكير، إذ يساعدون في علاجها بجانب تعزيز أسلوبك في التفكير وغيره. واعلمي أن اللجوء لخبير نفسي لا يعني أنك تعانين اضطراباً عقلياً كما قد تظنين، فتلك الخطوة تعد ذكية وأساسية أيضاً للتعامل مع المشكلة.