صنعت لنفسها وبنفسها جزءاً كبيراً من تاريخ الفن المصري خلال عقوده الأخيرة، وعلى المستويين السينمائي والفني تمتلك عشرات الأعمال التى عبّرت عن قضايا وهموم المجتمع المصري، ويحسب لها أنها أعادت الأسرة المصرية لشاشة التلفزيون خلال السنوات الأخيرة.
استطاعت النجمة يسرا تحقيق نجاح منقطع النظير العام الماضي في منافسات دراما رمضان من خلال مسلسلها "خيانة عهد" الذي جذب المشاهدين لتناوله إحدى القضايا الاجتماعية المهمة مثل خيانة الأشقاء.
وتعود يسرا مجدداً للدراما الرمضانية هذا العام من خلال مسلسل "حرب أهلية" الذي كشفت لـ«زهرة الخليج» عن كواليس تجربتها. وعن منافسات الموسم الدرامي المقبل وعن مشاركة باسل الخياط كان هذا الحوار.

تعود يسرا في دراما رمضان من خلال "حرب أهلية" فهل سنرى جرعات من الأكشن أو الإسقاطات السياسية ضمن أحداث المسلسل؟ 
دعني أخبرك أنني في البداية سعيدة بهذه التجربة لأنها تحمل مفاجآت جديدة تهم الأسرة المصرية كلها، ولكن في البداية اعترضت على اسم المسلسل "حرب أهلية" إلا أنه وبعد أن قرأت السيناريو كاملاً أقتنعت به لأنه يعبر عن الحالة الاجتماعية الخاصة بكل البيوت المصرية. وتشبيه اسم ممكن تعتبره مجازياً، فهو يتناول الحروب التي تندلع بين الأسر المصرية والخلافات الشديدة التي لو تجاهلناها قد تندلع نيرانها مثل الحروب.
لكن المسلسل ليس فيه أكشن ولا إسقاطات سياسية، وإنما من الممكن أن تكون هناك إسقاطات على القضايا التى نراها يومياً داخل عدد من العائلات المصرية.

* لماذا استقررتِ على المخرج سامح عبد العزيز والمؤلف أحمد عادل؟
سامح عبد العزيز من المخرجين الذين لديهم ملكة فنية جيدة، وعملنا معاً أول مرة العام الماضي فى مسلسل "خيانة عهد" وقدمنا تجربة ناجحة جداً وقدمني بطريقة مختلفة للجمهور وكذلك المؤلف أحمد عادل عنده طريقة تفكير مختلفة ويقدم حكايات كثيرة ويدخلك فى موضوعات وينقلك من مشهد للتاني وأنت تحافظ على نفس الشغف أثناء المشاهدة من دون الشعور بملل وكنت محظوظة بتكرار التعاون معهما.

* قدمتِ ملفات وقضايا صادمة خلال خيانة عهد.. ما الجديد في "حرب أهلية"؟
المسلسل مليء بالمفاجآت ولا أستطيع حرق الأحداث لأني دائماً ضد فكرة أن يخرج الفنان ليتكلم عن تفاصيل دوره والعمل الفني وأتساءل وماذا سيشاهد الجمهور إذا سمع القصة قبل العرض، لكن المسلسل أقول إن به مفاجآت فى الشخصيات نفسها، فأروى جودة وجميلة عوض ستصدمان الناس في الشخصيتين اللتين تجسدانهما، كما سيسلط الضوء على قضايا كثيرة أهمها الصدمات التي يحدثها الأشخاص المحيطون بنا، إضافة إلى فكرة وجود نماذج كثيرة في حياتنا نعتقد أننا نعرفها حق المعرفة، لنكتشف فجأة أنها شخصيات غريبة عنا ولا نعرف عنها شيئاً. 

* هل سيناقش المسلسل قضايا عيادات ومستشفيات التجميل؟
ليس هذا بالتحديد، ولكن شخصية مريم التى أجسدها وظيفتها طبيبة تجميل وتمتلك مستشفى خاصاً وتصبح من الأطباء المشاهير في هذا المجال. غير أن المسلسل اجتماعي ويتناول قضايا أخرى خاصة بالأسر المصرية مثلما قدمت في معظم أعمالي الدرامية خاصة في آخر 3 أعمال، فأنا أهتم بما يدور داخل البيت وما يهم الأسرة المصرية.

* هل تم الاتفاق على مسلسل حرب أهلية أثناء تصوير مسلسلك السابق خيانة عهد؟
ثمة حقيقة ما في جزء من سؤالك، بمعنى أدق هو أنني أثناء تصوير "خيانة عهد" كان هناك اتفاق مبدئي مع المؤلف أحمد عادل على أكثر من فكرة من بينها كانت فكرة مسلسل "حرب أهلية". وبعد انتهاء شهر رمضان 2020 بفترة قليلة، بدأنا بالعمل على الفكرة وتحمست لها جداً لأنني وجدت أن الواقع مليء بالحكايات وأن هذا النوع من الدراما يهم المشاهد من الدرجة الأولى.

* لماذا هذا الميل إلى المسلسلات الاجتماعية، رغم نجاحك في قوالب فنية مختلفة على مدار سنوات طويلة في السينما والدراما التلفزيونية؟
لأنني أحب تقديم مضمون يجذبني مثل المشاهد العادي وهذا سر النجاح. إذا شعرت بصدق شديد مع الشخصية والقصة كلها، الجمهور سيصدقك وسيحب مشاهدتك، وأنا أقدم مسلسلاً تلفزيونياً للناس الذين يحبون الدراما، خاصة جمهور شهر رمضان، وهم يميلون أكثر إلى الحكايات التي تعبر عنهم والدراما منذ سنوات طويلة في مصر قائمة على القصص الاجتماعية.

 

* مَن تنافس النجمة يسرا في الماراثون الرمضاني المقبل؟
أنافس نفسي فقط ، فأنا لا أعترف بالمنافسة وشخص أفضل من الثاني، كلنا نقدم فناً والجمهور من حقه أن يجد أعمالاً كثيرة مختلفة من حيث الأفكار والأبطال. والحمد لله الدراما المصرية حالياً في عافيتها ومستوى المسلسلات والفنانين مطمئن جداً على مستقبل الصناعة .

* ما الأعمال والنجوم التي تحرص يسرا على مشاهدتها من وقت لآخر؟
العام الماضي استمررت فى تصوير "خيانة عهد" حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان ولم أتمكن من مشاهدة مسلسلات بشكل كامل ولكن أعجبني "الاختيار" جداً لأنه واجب وطني قبل أن يكون ملحمة فنية ناجحة جداً ولديّ شغف لمشاهدة الجزء الثاني هذا العام وأيضاً كنت سعيدة جداً بالنجاح الذي حققته نيللي كريم في 100 وش وأنها قدرت تقدم محتوى كوميدياً مختلفاً وتثبت أن الكوميديا في مصر ما زالت موجودة.

* هل تركيزك على المسلسلات الاجتماعية أبعدك عن تقديم أعمال كوميدية؟ 
بالعكس تماماً، أنا أتمنى تقديم مسلسل كوميدي، ومن قال إن الكوميديا لا تعبر عن قضايا وأحلام البسطاء؟! نحن في مصر محترفون في ذلك، خاصة أننا معروفون بأننا نتخطى همومنا بالسخرية منها. لكن الحقيقة هي أنني لم أجد نصاً كوميدياً مناسباً يجعلني أخوض التجربة، فأنا أميل إلى نوعية كوميديا الموقف وليس كوميديا الهزار، وأكثر مؤلف قدمني في الكوميدي هو تامر حبيب في مسلسل "شربات لوز" وكتب سيناريو باحترافية شديدة وأتذكر أنني وقتها كنت لا أحذف جملة أو "إفيه" من السكريبت المكتوب، والمسلسل وقتها حقق نجاحاً كبيراً ومن وقتها وأنا اتحدث مع تامر حبيب لكي نعيد التجربة مرة أخرى.

* على مدار سنوات طويلة جسدت شخصيات كثيرة عبرت عن قضايا وأحلام كثيرين، هل ذلك يصعب عليك مهمة البحث عن التجديد؟
هي ليست صعوبة لأن الواقع مليء بالقصص والشخصيات التي لم تقدم حتى الآن، ولكن هناك مجهود كبير أبذله لكي أصل لفكرة غير متوقعة ويساعدني على ذلك المؤلف. أحمد عادل بعد كتابته "خيانة عهد" و"حرب أهلية" وجدت أن المؤلفين الشباب لديهم الكثير وستجد خلال السنوات المقبلة، أفكاراً قدمت وحققت نجاحاً جماهيراً كبيراً كان كتابها من الشباب.

* ماذا تقول يسرا لجمهورها بعد تعافيها في رحلة الإصابة بوباء كورونا؟
الحمد لله أصبحت بخير بفضل دعوات كل الناس وتعلمت كثيراً من هذه التجربة القاسية التى مر بها الملايين على مستوى العالم. وأستطيع القول أن كورونا غيّرت حياتنا كلنا حتى من لم يصابوا بالفيروس فقد أصيبوا بحالة من الخوف، فأصبحنا نخشى من كل شيء حتى السلام بيننا، وأصبح فكرنا مختلفاً، فالعالم قبل كورونا شيء وبعد كورونا أصبح شيئاً آخر. وتجربتي جعلتني بعد الشفاء آخذ احتياطاتي كلها رغم أنه مرت ثلاثة أشهر على الإصابة، إلا أن من يصاب بها لا يعود إلى حياته الطبيعية مرة أخرى بسهولة. وأتمنى أن يأخذ الناس حذرهم حتى من تم شفاؤهم من الفيروس لأنه وارد أن يصاب مرة أخرى.

* بعد آخر تجاربك في فيلم "صاحب المقام" .. ماذا عن السينما؟
لدي مشروع سينمائي جديد وهو مع المؤلف أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز، هناك أيضاً فيلم "ليلة العيد" أعود من خلاله إلى المنتج أحمد السبكي بعد آخر مشروع سينمائي قدمناه سوياً "حقي برقبتي" ومن المقرر أن نبدأ تصويره قريباً بعد انتهاء شهر رمضان.
أما عن تجربتي الأخيرة في "صاحب المقام"، فكنت سعيدة جداً بها لأنني تعاونت مع الكاتب الكبير إبراهيم عيسي والمخرج ماندو العدل الذي قدم معالجة سينمائية أعجبت كل من شاهد الفيلم. عندما عرض السيناريو علي لم أتردد فى الموافقة رغم أن الشخصية التي جسدتها كانت مكتوبة لرجل وليس لأنثى وتم تغيير النص بعد ذلك.

* أخيراً.. هل ترى يسرا أن المرأة أصبحت الآن محظوظة في الدراما من حيث إعطاؤها مساحات أكبر وبعضهن صعد للبطولات المطلقة؟
لا أتفق معك بهذه النقطة، فالمرأة مازالت تعاني في السينما ولم تحصل على حقها من حيث البطولات النسائية. السينما باتت موجهة أكثر للرجال مقارنة مع ما كان قائم منذ أكثر من 15 عاماً حيث كان هناك وجود للمرأة بشكل أكبر. ولكن في التلفزيون وخلال السنوات الأخيرة، بتنا نرى أن المرأة أخذت مساحات أكبر وأصبحت موجودة ولها تأثير قوي، وأتمنى أن ينعكس ذلك على السينما أيضاً.