درس الممثل اللبناني الوسيم كارلوس عازار الموسيقى والغناء الشرقي، ثم اتجه إلى عالم التمثيل، حيث شارك في الدراما اللبنانية والعربية، فوصل إلى قلب الجمهور وحقق نجومية خاصة. قدم كارلوس عدداً من الأعمال، منها (دفعة بيروت)، (غربة)، (لا حكم عليه)، إلى جانب مسلسل (حادث قلب) الذي يعرض حالياً. في حواره مع «زهرة الخليج»، يتحدث عن خصوصية التجربة والأدوار والانتقال من الرومانسي إلى أداء الشخصية المركبة، وأشياء أخرى.

• حققت نجومية كبيرة، ما صفات النجومية وإلى أي درجة مرتبطة بالشكل والكاريزما والثقافة؟

- النجومية أمر رباني وغير مرتبطة بشطارة النجم إنما يتم منحها من الجمهور، وربما يأتي هذا اللقب نتيجة مجموعة صفات تكون أصلاً في شخصية الفنان، مثل الحضور والكاريزما والشكل الخارجي والذكاء الفطري أو المكتسب أيضاً والثقافة. كل هذا مضافاً إليه صفة الجدية في العمل وحب ما نقوم به. فالشخص إذا لم يعمل على تطوير نفسه بشكل جدي، ولم يكن موهوباً وممثلاً جيداً في الوقت نفسه، فلا شيء من هذه الصفات سينفعه على المدى البعيد. فالنجومية لحظات تحت الأضواء يثبتها تراكم النجاحات والاستمرار وهو الأمر الأصعب.

• قدمت الكثير من الأعمال خلال الفترة الماضية، وحققت نجاحات متتالية، كيف يمكن أن تحافظ على ضوء النجاح، وهل تعتبر نفسك محظوظاً؟

- النجاح هدف أي إنسان طموح، فالنجاح لا يقف عند تجربة واحدة ولا شخص واحد، من هنا أسعى دائماً إلى معرفة السيناريو والشركة التي تقف وراء أي عمل، والمخرج والمنتج، كل هذا أحد معايير النجاح، فهم شركاء النجاح والإخفاق، لأن فن التمثيل مثل فرقة موسيقية تحتاج إلى مايسترو وفريق عمل متكامل لتقدم عرضاً مدهشاً للجمهور. وشخصياً أعتبر نفسي محظوظاً في انتقاء النصوص والأدوار المناسبة، وهذا مهم جداً لأنني أختار القريب من روحي، والذي يقنعني كنص وحوار. وأجسد كل هذا المزيج بلغة الجسد والروح، بالحركة، بلحظات الصمت، بملامح الوجه والعيون، بالصوت، بدراسة أي شخصية بعمقها وتركيبها النفسي. ورغم ذلك أنا مؤمن بأنه لا يوجد أحد لا يخطئ في خياراته.

 

دور صعب

• قدمت شخصية مفاجئة في (لا حكم عليه)، حدثنا عنها وهل أنت راضٍ عن ردود الأفعال؟

- شكل المسلسل التعاون الأول بيني وبين شركة (الصبّاح إخوان)، التي وضعت ثقتها فيّ من خلال دور صعب ومركب. أما من ناحية تعاوني مع المخرج فيليب أسمر فهي ليست المرة الأولى، عملنا معاً عدة مرات، أحب طريقة عمله والهوية التي يضعها في أعماله، أحب عدسته وعينه وحساسيته وتعامله مع الممثل، أمور كثيرة مجتمعة حفزتني لأداء دور (غسان) الذي استفزني، فهو من الأدوار التي يحلم أي ممثل محترف بتجسيدها. والدور أخذ مني مجهوداً لرسم الشخصية، بسلوكها وتصرفها وردود أفعالها مع محيطها. والحمد لله ردود الفعل من النقاد والجمهور كانت ممتازة،.

• كيف تصف التجربة مع قصي خولي؟

- قصي صديق قديم، فقد التقينا أول مرة في تصوير مسلسل (الولادة من الخاصرة)، ولا أنفي أنني أحب العمل معه كونه من الممثلين الذين يعملون على تطوير أنفسهم دائماً، كما أنه يتحلى بإيجابية عالية خلال التصوير، وداعم لكل من حوله من الممثلين، وأتمنى أن نجتمع مجدداً في أعمال أخرى.

 

فنان مهضوم

• جسدت في مسلسل «دفعة بيروت» شخصية (مازن)، لماذا اخترت أن تكون ضيف شرف؟

- جذبني الإطار الخليجي للمسلسل، فعندما عرضت شركة (إيغل فيلمز) الدور عليّ كان يفترض أن أكون ضيفاً من لبنان، ووافقت لأن المساحة حلوة فيه وأستطيع أن أقدم شيئاً، وخاصة أنه يتجه قليلاً نحو الكوميديا السوداء وهذا ساعد شخصية (مازن) على أن تحفر كثيراً لدى الجمهور.

• كيف وجدت أداء الممثل علي كاكولي؟

- في عالم بات فيه التعصب والعنف والتطرف، الذي تكمن أسبابه بالدرجة الأولى بالجهل والانفصال عن الثقافة، يأتي دور الدراما كوسيلة ثقافية، لتضيء العتمة التي تأكل عقول بعض الشباب. في هذا السياق أحكي عن دور الممثل علي كاكولي، وأدائه الذي لفتني جداً، أحببت أداءه كثيراً فقد استطاع أن يوصل رسالة العمل. 

• ما بين الدراما القائمة على بعد تراجيدي ودراما الكوميديا، أين تجد نفسك أكثر؟

- أديت الكوميديا على المسرح والتلفزيون وأيضاً أديت الأدوار التراجيدية، لا توجد لديّ مشكلة في أي منهما، برأيي أن الممثل المحترف يملك القدرة على تنويع الأداء، والانتقال من الكوميدي إلى التراجيدي، وأشير إلى أن صعوبة الكوميديا تكمن في أن الممثل يجب في الأساس أن يتمتع بروح كوميدية، فهناك شعرة فاصلة بين الممثل (الثقيل) كما نقول في لبنان و(المهضوم)، والكوميديا فن السهل الممتنع.

• لماذا عدت إلى الأدوار الرومانسية في (حادث قلب)؟ 

- أكثر ما شدني إلى الدور هو تركيبته، والكثير من النواحي المشتركة بين شخصية (فادي) وشخصيتي الحقيقية، ولا شك في أن أي شخص لا يستطيع إنجاز أي عمل من دون حب، الحب مفتاح للوصول لأي دور، وللوصول إلى قلب المشاهد أيضاً.

 

 أبحث عن الكيمياء

• ماذا عن الثقافة التي أتيت منها، وكيف تعمل على تطوير اللغة البصرية، اللغة الجسدية، والموسيقى أيضاً؟

- الثقافة غير مرتبطة بالدرجات الجامعية التي يصل إليها الشخص. أنا حاصل على دبلوم دراسات عليا في التمثيل من معهد الفنون الجميلة في بيروت، وأيضاً درست ست سنوات غناء شرقياً في الكونسرفتوار الوطني، وتعلمت على آلة البيانو خمس سنوات في جامعة الكسليك، وليس بالضرورة أن يكون كل شخص دارس مثقفاً والعكس صحيح، ولكن بالنسبة لي فإن الثقافة هي التي تجعل الشخص متفتحاً ليفهم نفسه جيداً ويدرك ما ينقصه. 

• مَن مِن الممثلات تتمنى أن تقف إلى جانبها؟

- كل ما يهمني هو وجود الكيمياء بيني وبين الممثلة، فالكيمياء والانسجام ينعكس على الأداء ويؤثر في النتيجة التي سيتلقاها المشاهد، كما حصل في مسلسل (حادث قلبي) بيني وبين النجمة ستيفاني عطا الله في أولى بطولاتها.

• ما جديدك؟ هل ثمة أعمال مشتركة ستكون بها؟

- أعمل على تصوير مسلسل لبناني سوري من إنتاج (غولد فيلمز)، من بطولتي والنجمة السورية ريم نصر الدين وهي ممثلة رائعة، نعمل معاً على تقديم عمل من القلب حتى نصل لأكبر شريحة من العالم ولينال أعجاب الجمهور. كما أنني انتهيت من تصوير فيلم سينمائي بعنوان (Fake book) سيعرض قريباً ضمن دور العرض السعودية وبعض المنصات الإلكترونية. وهناك أيضاً مسلسل بعنوان (خيبة أمل) وهو عمل مشترك لبناني سوري مصري من بطولتي أنا وأحمد كرارة من مصر وطلال مارديني من سوريا وجوي سلامة من لبنان، وهو مسلسل بوليسي رومانسي تشويقي.