لم يكن مطرباً عادياً بل كان استثناء، فصوته وفنه جعلا منه أيقونة فنية ليس لها مثيل، جعلته يحافظ على مكانته ومقعده في عالم الغناء رغم رحيله منذ 44 عاماً، فمن منا لا يعرف العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي ولد في 21 يونيو 1929 وغادر عالمنا في مثل هذا اليوم 30 مارس 1977 عن عمر ناهز 48 سنة بعد معاناة شديدة مع المرض.

معاناته في طفولته
هو عبد الحليم علي شبانة ولد في محافظة الشرقية بمصر، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة، توفيت والدته بعد ولادته بأيام وبعدها والده ليعيش اليتم قبل أن يشعر بحنان والديه، لينتقل حليم بعد وفاتهما لبيت خاله، وكان يلعب في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمّر حياته.
التحق حليم في سن مبكرة بالكتاب ومنه للمدرسة وهنا تجلى حبه للموسيقى والذي دفعه لأن يلتحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين وعمره 14 سنة، وبعد إتمام دراسته أصبح مدرساً بعدد من المدارس ثم قدم استقالته والتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفاً على آلة الأوبوا.

بدايته بالإذاعة وشهرته
اكتشف عبد الحليم شبانة الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلاً من شبانة، وأُجيز في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة "لقاء".

رفض الجمهور له
شعر حليم بخيبة أمل كبيرة حينما رفضه الجمهور عقب غنائه (صافيني مرة) 1952، حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقّي هذا النوع من الغناء.
في يونيو عام 1953، أعاد حليم أغنيه "صافيني مرة" وحققت نجاحاً كبيراً، ثم قدّم "على قد الشوق" ومع تعاظم نجاحه لُقّب بـ"العندليب الأسمر".

لقاؤه الأول بحبيبته
داخل مصعد عمارة «سيدي بشر» بالإسكندرية، كان اللقاء الأول بين العندليب وحبه الأول، فعندما شاهدها وقع في غرامها، ومن شدة إعجابه بها سار خلفها بسيارته حتى «الشاليه» الخاص بعائلتها ولكنه لم يتزوجها ولم يتزوج من غيرها كما هو الشائع.

تاريخه الفني
قدم عبد الحليم للسينما حوالي 16 فيلماً ومسلسلاً إذاعياً واحداً، وأكثر من 230 أغنية و11 ابتهالاً دينياً ومن الغريب أن هناك أغنيات بحوزة بعض أصدقائه وهي غير متاحة للتداول التجاري.

مرضه
أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد وكان هذا التليف سبباً في وفاته وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956م عندما أصيب بأول نزيف في المعدة وكان وقتها مدعواً على الإفطار بشهر رمضان لدى صديق له، وبعدها بدأت معاناته مع المرض والتي استمرت طيلة حياته وحتى رحيله.
توفي يوم الأربعاء في 30 مارس 1977 في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاماً، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملاً معه التهاباً كبدياً فيروسياً (فيروس سي) الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر.

 

جنازة مهيبة
شيع جثمان حليم في جنازة مهيبة وبلغ عدد مشيعيه حوالي 2.5 مليون شخص ولم تشهد مصر جنازة كهذه سوى جنازتي الرئيس المصري جمال عبد الناصر وأم كلثوم.