هو:

تُريدينَ انسحـابـاً في الظّـلامِ
بِصَمْـتٍ فـيه مَقْـبَــرَةُ الـكَـــلامِ

وإنِّي لا أُمــانِــعُ فَـافْـعَـلِيهـــا
وَغِيبي عَنْ عُـيونِي في سَـلامِ

وُجُودُكِ في حَياتِي صَارَ هَمّاً
وهَمِّي قـادَنِي نَحْـوَ السُّـقــــامِ

وأفْضَـلُ ما تَبَـقَّى لِي فِـــراقٌ
بهِ يَـرْتَـدُّ مَع نَفْسِي انْسِجـامِي

صَبَرْتُ وطالَ صَبْرِي دُونَ جَدْوَى
وَمَـلَّ لِسـانُ حـالِي منْ مَــــلامِ

ومَا عـادَ الحِـوارُ لهُ مَـكــــانٌ
وقَدْ بَـدَأَ التَّـراشُقُ بالسِّـهــــامِ

 

وكنتُ أظُنُّ أنّ غِـيـابَ شمْسِـي
سَيُورِثُنِي الظَّـلامَ على الـدَّوامِ

ومَـا أدْرَكْـتُ أنّ اللَّـيْـلَ يَبْـــقَـى
مُنِيـراً إنْ يَسِـرْ بَــدْرِي أمـامِي

وبَـدْرِي اليومَ حَـرْفٌ لمْ يُفارِقْ
يَـراعِي أوْ يَضِعْ بَيْـنَ الزُّحــامِ

وهذا الحَـرْفُ أوْفَى مِنْكِ عَهْـداً
وَلَـوْلاَ نــارُهُ مَـا مِنْ غَــــــرامِ

وحِينَ سَكَنْتِ قلبي بَشَّ حَـرْفِي
وأصْبَـحَ تُـرْجُـمـانـاً للهِــيـــامِ

فَسِيرِي عَنْهُ، عَنِّي في سَــــلامٍ
لأكتُبَ بـاسِـمـاً فَصْلَ الخِـتــامِ