اليوم.. يفتخر تقويم عشقنا بإعلان عام جديد!

هذا التقويم الذي تقلبت فيه فصولنا بين وجع شتاء وكآبة خريف وحيوية صيف وبهجة ربيع.. ثم هذا الفصل الخامس الذي اخترعناه.. وسميناه بيننا «نسيان»!

في فصل «نسيان» خاصتنا يخلع كل منا رداء ذكرياته بحلوها ومرها فتعود غريباً.. وأعود غريبة.. نلتقي لأول مرة من جديد فتسحرنا هالة قدسية كبعث بعد عدم..

يتحدثون عن تقلب الحب بين سحر البدايات وفتور الوسط ولوعة النهايات.. دعني إذن أحبك كل مرة كأنها أول مرة، فلا وسط ولا نهاية.. فقط بداية!.. بداية لا تمل من تكرار الحكاية..

عُد غريباً.. تتوهج عيناك بشغف الانبهار الأول، وتبادر شفتاك بـ«كيف حالك؟» حذرة.. تعلن ملامحك حالة تأهب قصوى.. ويرفع حاجباك رايات غازٍ مقتحم..

وسأعود غريبة.. تتلعثم شفتاها بـ«لا» تشبه «نعم».. و«نعم» تشبه «يا ليت».. و«يا ليت» تشبه «كن لي»..!

عُد غريباً.. يستكشف المجهول بروحي فيعلن داخلي قارة جديدة يسميها باسمه.. يتسلق الجبال ويقطع الصحارى ويهزم البحار ثم يعيد رسم خريطتي كما يشاء فلا يبقى فيها سوى وديان حب خضراء.

وسأعود غريبة.. خطفتها النظرة الأولى فصار كل عالمها يثمر «أنت»! الحوائط، الوسائد، شاشات التلفاز والهاتف، حلاوة الشوكولاتة، و«وش» القهوة!.. كل الأغاني فجأة صارت عنك، كل الأخبار تنتظر أن تسكبها شفتاي على أذنيك، وثوب الحب الذي طالما اختبأ بغلافه داخل خزانتي الآن يغازل قماشه نعومة أناملك.

عُد غريباً.. يجرب لأول مرة كيف يقطف بجسارة لأجلي زهور حلم أعجبتني.. يتشاجر بهمجية مع نظرة رجل عبرتني.. يصغر بين ذراعيّ طفلاً يشتهي عفوي متى خاصمت.. ويكبر بينهما كهلاً يحتوي ضعفي إذا تراخيت.

اقرأ أيضاً:  تعافي هند صبري من كورونا
 

وسأعود غريبة.. تغامر بدخول كهفك راضية وتغلق خلفها مدخله بصخرة يقينها «المتشكك» فيك.. وما ألذها مغامرة!

عُد غريباً.. يراني من جديد.. يعشقني من جديد.. يصهرني من جديد.. ويعيد تشكيلي من جديد..

وسأعود غريبة تتعثر بك صدفة فتتمناك قدراً وترتجيك معجزة..

هيا لندرك قبل تقلب الفصول فصلنا الخامس «الاستثنائي».. «نسيان»!

نسيانٌ حميد يعيد كلاً منا لسكرة الحب الأولى فتتشابك أيدينا باختيار نجدده ولا يعنينا بعدها بأي حائط خيبة سيرتطم بنا العمر..

عُد غريباً.. وسأعود غريبة.. ما يضيرنا؟! مادام كلانا يعلم أن له في صاحبه دوماً وطناً لا يخون.