يحتفل الوطن العربي اليوم 5 أبريل بذكرى ميلاد الفنان اللبناني الراحل ملحم بركات، أو كما كان يُلقَّب بـ"أبو المجد" أو "الموسيقار" نسبة لما حققه من نجاحات كبيرة في مجال الأغنية اللبنانية، سواء كمطرب أو ملحن، تاركاً خلفه إرثاً عظيماً من الأغاني التي تركت بصمة حتى بعد رحيله.

نشأته وحياته الشخصية 
ولد ملحم بركات عام 1942 في قرية كفر شيما بضواحي العاصمة اللبنانية بيروت لأسرة متوسطة الحال، ولديه شقيقتان هما ليلى ونوال.
شغفه بالموسيقى دفعه لترك المدرسة عندما كان في السادسة عشرة من عمره عام 1960، وقرر الالتحاق بالمعهد الوطني للموسيقى من دون علم والده، ومع إصراره وقوة موهبته استسلم الوالد للأمر الواقع.
تعلم الصولفيج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود لمدة 4 سنوات في المعهد الوطني للموسيقى على يد كبار الفنانين وهم سليم الحلو وزكي ناصيف وتوفيق الباشا.

بداياته الفنية
بدأ ملحم بركات مسيرته الفنية مع الأخوين رحباني في عام 1960، ثم تركهما بعد عدة سنوات ليكمل طريقه الفني وحيداً، فكانت أغنيته الأولى "الله كريم" من كلمات الشاعر توفيق بركات، ألحان فيلمون وهبي.
ثم غنى "سافر يا هوى" وهي أغنية من كلمات مصطفى محمود وألحان فيلمون وهبي، ثم "يا أسمر" من كلمات مارون نصر وألحان فيلمون وهبي أيضاً، من ثَمَّ انتشرت أغانيه وألبوماته في أنحاء العالم العربي.
لكنه بعد أربعة أعوام، وتحديداً في عام 1968 ترك الأخوين رحباني، كي يشقّ طريقه الفني ويبني شخصيته الموسيقية الطربية والتلحين لما يمتلكه من موهبة في هذين المجالين.

أعماله
كانت بدايته بأغنية "الله كريم" التي كتبها الراحل توفيق بركات ولحّنها جاره الراحل أيضاً فيلمون وهبي.
اتبع ملحم بركات اللغة العامية في معظم أغانيه ولحّن لكبار المطربين منهم: وديع الصافي، صباح، سميرة توفيق، ماجدة الرومي، وليد توفيق، باسكال صقر، ربيع الخولي، أحمد دوغان، وميشلين خليفة، إلخ.
كانت أولى ألحانه: "بلغي كل مواعيدي" (ثنائي بينه وبين جورجيت صايغ)، ثم ألحان مسرحية "حلوة كتير" للمطربة صباح، وبعدها لحّن: "المجوز الله يزيدو"، "صادفني كحيل العين"، و"ليش لهلق سهرانين".

أفلامه السينمائية 
"آخر الصيف" في عام 1980، شاركه البطولة الفنان وحيد جلال، وليد حنا، حكمت وهبي، وسيلفيا شافيلك، ثم "حبي لا يموت" في عام 1984 إلى جانب الفنانين هلا عون، داليدا رحمة، عبد الله حمصي، جان خضير، وعصام الشناوي، وفيلم "المرمورة" في عام 1985 إلى جانب الفنانين: كريم أبو شقرا، خالد السيد، صونيا إيليا، هلا عون، وفؤاد العبد الله، من تأليف كريم أبو شقرا، إخراج وئام الصعيدي.

مسرحياته
"ست الكل" في عام 1974 مع الفنانة صباح وماجد أفيوني، ومسرحية "الأميرة زمرد" في عام 1976 مع الفنانة سلوى القطريب وعبدو ياغي، ومسرحية "الربيع السابع" في عام 1984 إلى جانب الفنانين: رونزا، ميريام، وفايق حمصي، و"مشيت بطريقي" في عام 1990 إلى جانب الفنانة داني بسترس.
كما أحيا حفلات فوق مسارح عربية وعالمية في فرنسا، وأميركا، وأستراليا، وكندا، وقرطاج (تونس) وجرش (الأردن)، وغيرها من البلدان.

زيجاته
تزوج الموسيقار 3 مرات في حياته، المرة الأولى من المطربة سعاد فغالي شقيقة الشحرورة الراحلة صباح، ولكن لم تستمر طويلاً وانفصلا من دون إنجاب أطفال.
والمرة الثانية تزوج من رندة عازار وأنجب منها 3 أبناء: مجد ووعد وغنوة، ثم طلقها ليتزوج للمرة الثالثة من الفنانة مي حريري التي أنجبت ابنهما ملحم جونيور.

آراؤه السياسية
كان دائماً يطالب بفصل الفن عن السياسية ويرفض اتهامه بأنه يغني لفئة معينة أو لحزب، فهو فنان يغنِّي لكل لبنان ولا ينتمي لأي جهة طائفية أو حزبية، كما كان يطالب الفنانين بحمل راية توحيد اللبنانيين.

وفاته
توفي الموسيقار ملحم بركات يوم الجمعة في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2016 داخل مستشفى أوتيل ديو في بيروت إثر إصابته بمرض السرطان.