استضاف نادي الفجيرة للسينما التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، خلال ندوة عقدت عن بعد، المخرج السينمائي الإماراتي عبد الله خليفة الكعبي، وفيلمه "الفيلسوف"، الحائز جوائز محلية ودولية، أبرزها، جائزة أفضل فيلم إماراتي طويل في مهرجان دبي السينمائي الدولي الـ 13، وجائزة "المحترف السينمائي" من مؤسسة الشارقة للفنون عام 2020.

 

وقال الكعبي، خلال الندوة التي أدارتها المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، المشرفة العامة على النادي، إن السينما الإماراتية تطوّرت بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وصار الجمهور يبحث عن أفكار فريدة من نوعها غير ما اعتدناه.
وكشف الكعبي، الذي يملك في رصيده 5 أفلام روائية ووثائقية قصيرة وطويلة، عن أنه يسعى لخلق آفاق جديدة للسينما الإماراتية، ورفع اسم الدولة في المحافل الثقافية حول العالم، أبرزها مهرجان كان السينمائي، والوصول إلى جائزة الأوسكار وإهدائها للإمارات الحبيبة.
وذكر أن عرض فيلمه "الفيلسوف" في أولى فعاليات "الفجيرة للسينما" أعاد لذاكرته بداياته الفنية قبل 11 سنة خلت، وقال: "رغم فخري بفيلم الفيلسوف الذي كان خطوتي الأولى في المجال السينمائي، إلا أنني إذا عدت للماضي لاتخذت قرارات مختلفة إزاء هذا الفيلم، فصناعة السينما حياكة والمخرج يتطور في كل عمل سينمائي يقدمه، لافتاً إلى أن فيلمه الجديد "دموع الجمل" سيكون علامة فارقة في مسيرته الفنية.


تحديات صناعة الأفلام
وعن التحديات التي تواجه صناعة الأفلام، قال الكعبي "إن السينما حقل إبداعي مليء بالتحديات أهمها التمويل والتوزيع وندرة المؤسسات الثقافية المنتجة للأفلام، فضلاً عن غياب المظلة الوطنية الحاضنة والداعمة والمساندة للمبادرات والمشاريع السينمائية الإماراتية، والتي من شأنها تمكين المبدعين وصناعة أسرة إماراتية سينمائية متكاملة من فنانين ومخرجين وتقنيين وغيرهم، للوصول إلى الريادة العالمية في صناعة السينما الإماراتية".


التجربة السينمائية الإماراتية
وقال خالد الظنحاني رئيس الجمعية في كلمته الافتتاحية للجلسة: "أطلقنا نادي الفجيرة للسينما كمنصة داعمة للحراك السينمائي في دولة الإمارات، بهدف نشر ثقافة السينما الجادة، وتسليط الضوء على الفرص والتحديات التي تواجه صناعة الأفلام؛ للارتقاء بالتجربة السينمائية الإماراتية وتعزيز حضورها على المستوى المحلي والعربي والعالمي."

 

الالتزام الفني 
وقالت المخرجة نجوم الغانم: "إن نادي الفجيرة للسينما يسعى إلى الارتقاء بوعي المشاهد، كنوع من الالتزام الثقافي والفني، ونحن نقدر ونجل التجارب السينمائية الشابة في وطننا ونسعى للدفع بها نحو النضج والتألق"، مشيرةً إلى أن الإمارات تملك طاقات سينمائية واعدة وبيئة إبداعية خصبة، تستدعي استيعاب التحديات بمختلف أصنافها بشكل حاسم، لوضع المبدع الإماراتي على طريق التميز والعطاء لمضمونه الثقافي وتراثه وحضارته العريقة.


محفزات للانطلاق
وشهدت الجلسة مداخلات عدد من الحضور، حيث أشار الدكتور سليمان الجاسم العضو الفخري للجمعية إلى أن تجربة الفنان عبد الله الكعبي تكشف عن تجارب سينمائية قيمة في الإمارات التي بحاجة اليوم إلى البدء في الاستثمار في هذه الطاقات الإبداعية الخلاقة، مضيفاً أن دولتنا تملك استديوهات متكاملة وقاعات سينما كثيرة، فلا بد أن تكون هذه الفضاءات حافزاً للانطلاق بقوة في صناعة تجربة سينمائية محلية مميزة وإعداد كادر كامل للسينما الإماراتية.


دور القطاع الخاص
وشددت الفنانة صباح بن زيادي، مديرة مهرجان ميغرارت السينمائي في إيطاليا على ضرورة إشراك القطاع الخاص في تمويل صناعة الأفلام الإماراتية، لافتة أن الإمارات تحتضن شباب موهوبين في هذا الحقل الإبداعي فلا بد من منحهم أرضية للعطاء وإثبات الذات والوصول بالسينما الإماراتية إلى جميع أنحاء العالم.


مؤسسة للسينما 
ومن ناحيتها، أوضحت الكاتبة عائشة سلطان: "أن إيجاد مؤسسة وطنية متخصصة سينمائياً تكون تحت مظلة وزارة الثقافة والشباب، سيدعم إلى حد كبير صناعة وإنتاج الأفلام في بلادنا، وهو ما سينعش إلى أبعد الحدود التجربة السينمائية الإماراتية ويذلل التحديات التي تحيط بها."
فيما اقترح المنتج السينمائي على المرزوقي أن يخصم نسبة محددة من سعر تذاكر الدخول إلى عروض الأفلام العربية والأجنبية التي تعرض في دور السينما في مختلف إمارات الدولة، لدعم صناعة الأفلام الإماراتية.