جسر "تشيين" أو "السلاسل" أحد أهم رموز "بودابست" وأقدمها. تأسس في عام 1849، بعد عام من الثورة المجرية، ربط "بودا" و"بيست" لأول مرة، عندما كانتا مدينتين منفصلتين، مقسومة على نهر الدانوب. يبلغ طوله 375 متراً وعرضه 16 متراً وامتداده المركزي لأكثر من 200 متر، وكان أول الجسور الثمانية الموجودة في بودابست التي تعبر النهر اليوم.

قبل بنائه، اضطر أولئك الذين أرادوا السفر عبر ضفاف نهر الدانوب إلى ركوب زوارق خشبية، وفي فصل الشتاء، على المشي على السطح المتجمد، بشرط أن تكون درجات الحرارة منخفضة بدرجة كافية. في تلك الأيام كان من السهل الوقوع في الجانب الخطأ من النهر، والذي أصبح غير عملي بسبب تغير المناخ المفاجئ. في الواقع، في عام 1820، وبسبب عدم قدرته على عبور النهر لحضور جنازة والده، قرر الكونت إستيفان سيشيني، إنشاء مؤسسة لتمويل بناء جسر دائم.

عُهد بالمشروع إلى المهندس الإنجليزي ويليام تيرني كلارك وأشرف عليه الاسكتلندي آدم كلارك، في حين تم نحت الأسود الحجرية المهيبة التي تحرس كلا الطرفين في عام 1852 من قبل يانوس مارشالكو. ويعود اسم الجسر المبني بالحجر إلى السلاسل الطويلة المصنوعة من الحديد المطاوع التي تربط البرجين، وكأنه يمثل اتحاداً لا ينفصم بين حقيقتين، رباط روحين ملتزمتين بلعب دور تاريخي مهم جداً للمدينة.
دمر الألمان جسر تشين، مثله مثل جميع الجسور الأخرى في بودابست، خلال الحرب العالمية الثانية، لكن سرعان ما أعيد بناؤه وأعيد فتحه في عام 1940، أي بعد 100 عام بالضبط من تاريخ الافتتاح الأول. اليوم، يقف هذا النصب الرائع بكل جماله، وهو رمز للفخر الوطني العظيم لجميع المجريين. مشهد لا يُفوت، قادر على إعطاء كل مسافر صورة شاعرية لعالم خالد