ما إن يقترب شهر ابريل حتى تسرح المخيلات في فبركة اخبار «بيضاء»، تسلي ولا تضرّ، مسموح بها في يوم واحد فقط، هو الأول من ابريل. فهل «كذب» هذا اليوم غير كل أشكال الكذب في 364 يوما؟ وهل هناك كذبة بيضاء وأخرى سوداء؟ وماذا عن الكذبة المتوسطة، اي الرمادية؟ 

كثير من الأشخاص، يتشاركون في نشر الأخبار المزيفة، أو الكاذبة، من أجل مزيد من التسلية والمتعة أو الهروب من حقيقة ما. ولا يختلف كاذبان على طبيعة ذاك الإحساس الغريب الذي يعتري من يكذب حين يكتشف أن كذبته انطلت على الكثيرين. ويقال ان الإنسان يكذب 200 مرة على الأقل يومياً، بهدف أن يحمي نفسه من اللوم أو في سبيل تحقيق مأرب وغاية. صحيح أن نيتشه قال ذات يوم «أن الكذبة الأكثر إنتشارا هي كذبة الشخص على نفسه» لكن تبقى الكذبة ذات المفاعيل المزدوجة رائجة. وفي هذا كله يبقى يقين لدى البعض بأن لا أحد يستطيع أن يخبئ شيئا عندما ينظر في عين شخص آخر. وهنا يبرز دور علم لغة الجسد الذي يستطيع أن يكشف الكذاب. ولكن هل بالامكان امتلاك هذا العلم؟ وهل صحيح أن الكذاب المحترف يستطيع أن يتحكم في جسده فيعجز حتى الخبير عن كشفه؟ 

  • تشتهر ليندسي لوهان بالكذب على رجال الشرطة والقانون للهرب من المسؤولية عن أفعالها المتهورة.

 أصل الكذبة

كذبة الأول من ابريل،  ما أصل هذا اليوم؟ ومن أين أتت كذبته؟.. عربيا يُطلق على هذا اليوم «كذبة أول ابريل». الفرنسيون يسمونه Poisson D’avril  وفي الولايات المتحدة الأميركية يسمونه April fools’ day  وجميعنا نبتسم كثيراً لأكاذيب هذا اليوم حتى ولو كنا عالمين أنها ترجمة علنية لما يحياه كثيرون طيلة أيام السنة. في كل حال، تستمرّ الأصول الحقيقية ليوم كذبة أول ابريل غير معروفة، ويقال أنها «ضاعت» هذه الأصول تاريخيا. وأصبحت مناسبة تقليدية يخدع بموجبها الناس بعضهم البعض على أن يطغى على هذا النوع من الكذب والخداع روحية النكتة.

كثير من الأشخاص، يتشاركون في نشر الأخبار المزيفة، أو الكاذبة، من أجل مزيد من التسلية والمتعة أو الهروب من حقيقة ما. ولا يختلف كاذبان على طبيعة ذاك الإحساس الغريب الذي يعتري من يكذب حين يكتشف أن كذبته انطلت على الكثيرين. ويقال ان الإنسان يكذب 200 مرة على الأقل يومياً، بهدف أن يحمي نفسه من اللوم أو في سبيل تحقيق مأرب وغاية. 

صحيح أن نيتشه قال ذات يوم «أن الكذبة الأكثر إنتشارا هي كذبة الشخص على نفسه» لكن تبقى الكذبة ذات المفاعيل المزدوجة رائجة. وفي هذا كله يبقى يقين لدى البعض بأن لا أحد يستطيع أن يخبئ شيئا عندما ينظر في عين شخص آخر. وهنا يبرز دور علم لغة الجسد الذي يستطيع أن يكشف الكذاب. ولكن هل بالامكان امتلاك هذا العلم؟ وهل صحيح أن الكذاب المحترف يستطيع أن يتحكم في جسده فيعجز حتى الخبير عن كشفه؟ 

وحدها لغة الجسد تكشف الكذب وتظهر الحقيقة، كما يقول خبير لغة الجسد حبيب الخوري، الذي يجيب حاسما لمن يتحدث عن أن لغة الجسد قد تُخطئ بأن «الجسد مهما تدرب على الكذب لن يتمكن ان يمنع الآخر من كشفه، فلغة الجسد لا تُخطئ بل قراءة لغة الجسد هي التي قد تُخطئ». لذا تعلموا هذه القراءة ولن تنطلي عليكم كذبة الأول من ابريل ولا في أي يوم آخر كل كذبات الأرض.

اقرأ أيضاً:  من هي ناسيا دافوس الخبيرة النفسية التي تؤثر في ملايين الناس؟
 

وهنا نطرح السؤال البديهي: كيف نعرف أن أحدهم يكذب؟.. تظهر إشارات على كل شخص يكذب لأنه، بحسب الخوري: «يكذب من خلال الوعي، في حين أن حركات الجسد تحصل من خلال اللاوعي، وبذلك يكون الشخص كمن وضع المياه المثلجة على مياه ساخنة، فيحصل ما يُشبه «الصاعقة» التي تؤدي الى إشارات مختلفة بينها الإحمرار في الوجه أو الأنف أو الرقبة. وكل إنسان يكذب قد تظهر عليه إشارات تكون أقوى أو أقل من سواه، لكن لا يمكن أن ينجو من هذه الإشارات. وبالتالي لغة الجسد صحيحة دائما إنما قراءة هذه اللغة تختلف وقد تُخطئ أحيانا. 

وهذه الإشارات يفترض تحديدها. ومن هذه الإشارات المعترف بها: حكّ الأنف او الرقبة. وهناك من قد يسأل: لماذا هذا الإحمرار الذي يظهر على وجه وأذن وأنف الكذاب؟ جواب خبير لغة الجسد واضح: حين يكذب الإنسان تشتدّ الدورة الدموية وتنتفخ شرايين الرقبة ويحصل الإحمرار. وهذا ما نلاحظه على رجل يرتدي ربطة العنق ويكذب. نراه يشد بها الى تحت أو يفكها متضايقا منها بسبب إنتفاخ شرايين الرقبة. والظاهر أن السيدات حين يكذبن يحصل الإحمرار في منطقة الصدر. وهناك من يهزون، حين يكذبون، الكتف أو الكتفين معا، أو القدم أو القدمين معا، وذلك حين يُسئلون. أو لنقل في حالتي السؤال والجواب. بمعنى أنه إذا كان ذاك الشخص يتكلم في شكل عادي وسألناه سؤالا محددا وبدأ في هزّ كتفه أو شبك أصابعه ببعضها فقد يكون كاذبا. فتح كفّ اليدّ الى الخارج قد يكون هو أيضا إشارة الى كذب هذا الشخص». يُذكّر خبير لغة الجسد من جديد أن هذه الإشارات تكون في حالتي السؤال والجواب وليس في السلوك العادي.

 أنف «بينوكيو»

هو أشهر كذاب في العالم. هو أيقونة الكذب عبر التاريخ «بينوكيو» الذي اكتسب شهرته في دور البطولة في أفلام ديزني منذ العام 1940. وأصبح أحد أشهر قصص الأطفال (والكبار أيضا). وراح الأهالي يخيفون أطفالهم إذا تجرأوا على الكذب بأن أنوفهم ستطول وتطول كثيرا كما يطول أنف بينوكيو حين يكذب. 

في قصص بينوكيو كثير من العبر والدروس أهمها أن الله قادر على كل شيء، يستطيع تحويل الأحلام الى حقيقية، وأن الصدق يُنجي صاحبه ويحقق أمنياته.

اشارات الغضب

إذا حاول أحدهم أن يمرر إحدى كذباته علينا بحجة يوم الكذب العالمي فلنكن له بالمرصاد. فلنراقبه جيدا. فلنتحدث إليه بأمور أخرى ونحن نراقب حركات جسده قبل أن نعود الى الموضوع الذي نشعر بأنه يكذب علينا به. ولنسأله مجددا عنه. فإذا استخدم حركات لم يقم بها في المواضيع الأخرى يكون حتما يكذب. كأن يُمسك فجأة هاتفه المتحرك ويبدأ في تصفحه أو اللعب به بين كفيه أو إذا قامت المرأة بالنظر في حقيبتها او نظرت الى الأعلى، لناحية اليمين. لأن الإنسان الذي ينظر الى أعلى جهة اليمين حين يُطرح عليه سؤالا ما يكون كمن يحاول إختراع كذبة. لأن الجزء اليمين من الدماغ هو مكان الخلق والإبداع وطبعا الكذب. في حين ان الجزء الآخر، على اليسار، هو المكان العلمي في الدماغ. فالإنسان ينظر الى اليسار حين يُسأل عن رقم هاتف أو يُطلب منه جمع أو طرح عددين معا أو تحديد سعر سلعة ما». 

هل معنى ذلك أنه في كل مرة نطرح سؤالا على إنسان ما وينظر الى أعلى جهة اليمين يكون كاذبا؟ يجيب الخوري «إذا كان السؤال حول أمر «منظور» كأن يكون حول الساعة التي قام بها بعمل ما أو لون سيارته أو مكان الفستان في الخزانة فقد يعتبر الأمر طبيعيا. ففي المسائل المنظورة تعتبر هذه الحركة طبيعية صحيحة». 

ضروريٌ جدا إكتشاف سلوكيات الشخص قبل أن نقوم بقراءة لغة جسده. فهو قد يكون لديه عادات سيئة مثل هز اليدّ او القدم باستمرار. لذا لا يعتبر فعل ذلك عند سؤاله عن أمر ما دلالة الى كذبه. لكن إذا شبك اليدين بعد طرح سؤال عليه وهو لم يكن يفعل ذلك من قبل فهذه دلالة الى كذبه. ومثلها اذا وضع قدما فوق قدم، او كتّف اليدين، او عضّت إمرأة فجأة على شفتيها او بدأت تلعب في خصلات شعرها. وفي هذا الإطار يقول حبيب الخوري «أفضل طريقة لقراءة لغة الجسد هي مراقبة الشخص أثناء غضبه. وتحديد الإشارات التي يستخدمها حينها. لأنه في كل مرة يكذب فيها سيُكرر نفس الحركات التي سبق واستخدمها أثناء غضبه». ويضيف «إشارات الغضب والتوتر والكذب هي ذاتها. فالشخص الذي يرتجف ويحرك اليدين حين يغضب سيقوم بنفس الإشارات حين يكذب. لذا نصيحة الخوري الى النساء بأن يحفظنّ إشارات أزواجهن في لحظات الغضب وبهذا يسهل إكتشاف كذبهم. 

الكذب أنواع

خبير لغة الجسد يتحدث عن ثلاثة أنواع من الكذب هي: الكذبة السوداء، الكذبة البيضاء، والكذبة الرمادية. والفارق بين ثلاثتهم هو حجم الكذبة، بحيث تؤدي الى نفس الإشارات الجسدية، لكن قد تكون إشارات قوية في الكذبة السوداء وخفيفة قصيرة في الكذبة البيضاء. ويشرح «الكذبة تكون سوداء قوية كلما شعر من يكذب أنه قد يتجازى إذا بانت حقيقتها. كأن يكون قد خان زوجته او سرق او نفذ جريمة. هنا قد يستخدم كل قدراته من أجل ان تُمكنه هذه الكذبة من التخلص من خطأ قام به حتى ولو كانت أبعاد هذه الكذبة خطيرة. أما الكذبة الرمادية فهي لا تؤذي غالبا مطلقها بل الإنسان الآخر. وتكون الإشارات الجسدية في هذه الحالة متوسطة. كأن يكذب أحدهم بقوله الى ربّ العمل بأن زميله لم يأت الى العمل. أما الكذبة البيضاء فهي التي تمنحنا معنويات عالية كأن نقول عن قطعة ثياب إشتريناها بمائة درهم أننا اشتريناها بمئتين. الكذبة البيضاء هي التي يهدف من خلالها مطلقها الى زيادة ثقته بنفسه». 

مشاعر كاذبة

لا أحد أبدا يستطيع، بحسب خبير لغة الجسد حبيب الخوري، إخفاء كذبته بنسبة 100%، حتى ولو كان يملك أوسكارا في التمثيل. ويشرح «يمكن قراءة الكذب من خلال مراقبة أقسام الجسم الثلاثة: الرأس، الكتفان الى الخصرين، والخصران حتى القدمين. وفي هذا الإطار، يعجز أقوى الممثلين، عن السيطرة على هذه الأجزاء الثلاثة. فالسيطرة تكون على جزئين فقط من ثلاثة. لذا، يعمدون في عالم التمثيل، حين يؤدي ممثل ما دورا فيه كثير من المشاعر، الى تقريب الصورة (close up) على وجه الممثل والتركيز على هذا القسم من أجل التأثير في الآخرين. فلا يستطيع أي ممثل، أو من يُرسل مشاعر كاذبة، السيطرة التامة على أجزاء الجسد الثلاثة. لذا يجب أن نراقبها بأنفسنا وبإمعان إذا أردنا اكتشاف الحقيقة». 

إشارت صوتية

مفعول الصوت هائل. أصغوا إليه بدقة. فالصوت الجميل قد يسرقكم من أنفسكم ويعيدكم إلى أنفسكم. ونبرة هذا الصوت نفسه قد تكون، بحسب علم قراءة لغة الجسد، نواة إكتشاف الكذب والتأكد من الحقيقة. فالكذاب قد يرفع صوته عاليا، أو يخفض الصوت كثيرا. التأخر في الإجابة إشارة أخرى. ومثل ذلك التأتأة. ولعلّ الإنقباضات التي يشعر بها الكذاب وتتسبب بتقلص كمية الدم التي تضخّ في الحبال الصوتية، قد تتسبب بتموجات صوتية ورجفان في نبرة الصوت. فانتبهوا الى هذه النقطة أيضا للتأكد إذا كنتم ضحية كذاب. 

  • لوسى هيل

لوسى هيل

اختيرت الفنانة لوسى هيل لتلعب دورا فى سلسلة مسلسلات «الكاذبات الصغيرات الجميلات»، وقد حققت نجاحا كبيرا مما كان سببا في حصولها على جائزة «اختيار المراهقين» ومن هذا النجاح توالت أعمالها الفنية.