باتت ويلات العمليات الجراحية التجميلية، بما فيها من أخطاء بشرية ومضاعفات ومخاطر قد لا يعلم مداها مبضع الجراح، تعجل بضرورة البحث عن الحلول غير الجراحية، والتي تتصدرها في الآونة الأخير تقنية البلازماج Plasmage الثورية. «زهرة الخليج» تلقي الضوء على مميزاتها وعيوبها، خاصة مع تزايد انتشارها في مجتمعاتنا العربية. 

فكرة التقنية

تتردد على أسماعنا عدة ادعاءات تسوقها إلينا بعض عيادات التجميل، وهي أن البلازماج يمحو التجاعيد ويقضي على الخطوط التي تصيب محيط العينين ويشد الجفنين ويرفع الحاجبين ويصغر الأنف من دون أي تدخل جراحي، بل ويزيل تجاعيد (خطوط المدخن) التي تصيب المنطقة الواقعة فوق الشفة العلوية، والطيات الأنفية الشفوية (من جانبي الأنف إلى الفم)، والندوب وعلامات التمدد وتلون الجلد والبقع والبهاق وخطوط العنق والذقن المزدوج والأورام الليفية. والبلازماج لا يضر بالطبقات العميقة من الجلد، ولا يسبب أي نزيف، ونتيجته تكون سريعة وفعالة وتدوم طويلاً وبفترة نقاهة قصيرة نسبياً، وتكلفته أقل بكثير من الليزر. ويتم اللجوء إليه في مواضع دقيقة كمحيطي العينين اللتين لا يناسبهما الليزر. 

لكن في الحقيقة البلازماج هو اسم الجهاز الطبي الذي فجر هذه الفكرة غير المسبوقة، ولكن الاسم بات ينسحب مجازاً ليشمل التقنية ذاتها، غير أن بعض عيادات التجميل السيئة، تستخدم أقلام كي وحرق زهيدة الثمن، مدعين أنها تعمل بنفس الفكرة، مما ينطوي على أضرار جسيمة. وهناك العديد من الشركات العالمية الرائدة في نوعية ممتازة من الأجهزة التي تعتمد هذا الأسلوب، مثل: Plasmage وJett Plasma وJ-Plasma وPlexr.

آلية العمل 

يعتمد جهاز البلازماج على البلازما، التي تعد الحالة الرابعة للمادة بعد الحالة الصلبة والسائلة والغازية، وتسمى الغاز المتأين، وتكون فيه الإلكترونات حرة وغير مرتبطة بالذرة أو بالجزيء. وتعمل التقنية على تبخير نقاط صغيرة للغاية من الطبقة السطحية للجلد، بحرقها أو كيها، عن طريق تأين جزيئات الهواء الملامسة لسطح الجلد. وهذه النقاط الحرارية تجعل الجلد الزائد ينكمش، فتبدو المنطقة مشدودة أقرب إلى الملساء بعد أن كانت فيها تجاعيد وثنيات. والجهاز له 6 مستويات من الشدة و4 درجات من (الفراكشنال) بلازما، التي تقلل فترة تعافي البشرة وتجعلها تتخلص بسرعة من آثار النقط البنية والتي تستغرق عادة أسبوعين. 

معلومات مغلوطة

يتم الترويج للبلازماج بأنه آمن تماماً ولا ينطوي على آي مخاطر. لكن الحقيقة أنه مثل أي إجراء تجميلي توجد فيه احتمالات للخطأ، قد ينجم عنها مثلاً ألا تختفي النقاط الداكنة التي يحدثها السن الرفيع لهذا الجهاز على الجلد، أو أن يصبح لون الجلد داكناً، أو ألا يتم الحصول على أي نتيجة غير القشور والإحمرار والتورم والألم ولا تختفي التجاعيد بالمرة. وفي بعض الأحيان قد لا يفلح الليزر في علاج الأخطاء التي خلفها البلازماج وراءه، ويصبح التشوه دائماً. 

اقرأ أيضاً:  أفضل أنواع الشامبو الخالية من السلفات
 

من المهم معرفة أن جميع أقلام البلازماج ليست سواسية، إذ يعتمد التأثير السريري لأجهزة البلازما على الجلد على عدة عوامل: الطاقة التي يصدرها الجهاز، ونوع التيار الكهربائي المستخدم، وتصميم سن القلم والمادة المصنوع منها، وخبرة الطبيب المستخدم للجهاز، وتحضير البشرة قبل بدء العلاج. وتستخدم أجهزة البلازماج الطبية طاقة عالية التردد مما يعني شعور أقل بالألم، في حين أن الأقلام الرخيصة تصدر طاقة منخفضة التردد لعدم احتوائها على محول كهربائي، مما ينتج عنه شعور بالألم ونقاط بنية دائمة لا تختفي نظراً لسهولة احتراق الجلد، وافتقاد القدرة على التحكم في ضبط مسافة 1 مللي بين كل نقطة وأخرى، أو في مدى عمق ملامسة السن للجلد أثناء عملية الكي. 

 شروط مهمة

يحقق البلازماج نتائج باهرة سواء في شد الوجه أو تصغير الأنف السمين الممتلئ بأنسجة تحتاج إلى تنحيف، أو لمحو تجاعيد اليد، والعنق وأعلى الساعد، لكن وفق شروط مهمة، هي: الإقبال فقط على العيادات التي تستعمل أجهزة البلازماج الأصلية وليست أقلام الكي المزيفة. والتأكد من مهارة الطبيب بتحري تلقيه التدريب اللازم لاستخدام الجهاز من جهات معتمدة، وأن خبرته في هذا المجال ليست مبنية على المحاولة والخطأ، وكذلك طلب التواصل مع حالات خضعت للإجراء ذاته لدى نفس الطبيب. ومن المهم عدم الوثوق بصور (قبل وبعد) لأن أغلبها تفتقد المصداقية. ومن المهم أيضاً استشارة أكثر من طبيب قبل الخضوع للبلازماج لأنها لا تصلح لكل الحالات.

موانع البلازماج

هناك موانع طبية، لا يجب على أصحابها الخضوع للعلاج بتقنية البلازماج، أبرزها: الحمل أو الرضاعة، وفي حالة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية أو الأورام الخبيثة، وفي حالة استعمال جهاز تنظيم ضربات القلب أو مضادات تخثر الدم، وأيضاً في حالة الإصابة بالتهاب أو عدوى أو أي اضطرابات جلدية أخرى.