شهر رمضان شهر البركة والغفران، شهر له طقوسه الدينية والاجتماعية والنفسية والجسدية، وليس شهر الخلافات الأسرية والمشاحنات بين الأزواج، خاصة اذا كانت تنضوي على خلافات يكون السبب فيها مبررات واهية من الزوج واستخدام عبارة لتبرير العصبية مثل (أنا صائم)، لذا من الحكمة التحلي بذكاء شديد حرصاً على أمور هامة خلال الشهر الفضيل مثل العبادة، والسكينة والتراحم والتعاطف، بحسب المستشارة التربوية نعيمة قاسم، التي توضح أننا لن نتمكن من تحقيق تلك الأمور في ظل الضغوط النفسية، أو التشتت الذهني أو فقد الأعصاب، حينها سيؤدي هذا لدمار أسري بدلاً من ختامه بعيد الفطر والحصول على الأجر من الله.

اختبار للصبر

تنصح المستشارة التربوية، الزوجة والأم، أن تتذكر دائماً أن الجنة تحت أقدام الأمهات، ومأوى الزوجات الصالحات، وأن لا تنسى مخاض الولادة وشدته وما تحملت من الألم لرؤية فلذات أكبادها، قائلة: "رمضان أتى يحمل على كاهله للمرة الثانية كوفيد 19 ليختبر الله صبرنا وإرادتنا، فيكفينا ذلك التحدي، والصمود له باتباع التدابير الاحترازية، ومن ثم لابد من الحرص على مواجهة مشاكل الأسرة من خلال التحلي بهدوء الأعصاب والسكينة والاستغفار واستشعار روحانيات رمضان الجميلة من خلال إقامة الشعائر والعبادات".

الصدر الحنون

وعن أهمية الدور الذي تلعبه الزوجة في الحفاظ على هدوء وسكينة المنزل، وبالتالي تخطي الخلافات والمشاحنات الأسرية، تقول نعيمة قاسم: "الزوجة هي الصدر الحنون وقلبها يتسع للكون وما فيه، بصبرها وحكمتها وجلدها، لذلك عليها استخدام تلك المميزات، وعلى الزوج أيضاً مساعدتها في تحقيق ذلك، لاسيما وأن الرجل عماد البيت الذي يقوي برجولته وشهامته جدرانه حتى لا تنهار وتضعف، فالزوج هو السند والدعم".

وضع الحلول

وتشرح المستشارة التربوية نعيمة قاسم كيفية تحقيق التوازن بين الزوجين في تحقيق الهدوء والسكينة خلال الشهر الكريم، من خلال التفاهم وتنظيم أجندة الشهر من دون مغالاة في المصروف أو دعوة الأصدقاء أو الأهل للولائم، خاصة ونحن في توقيت لا يفضل فيه التجمعات حفاظاً على التباعد الجسدي، موضحة أن الاحتراز ليس فقط من تجمع الأفراد، بل من تجمع المشاكل واختلاقها، خاصة إذا كانت الزوجة والزوج يعملان خارج المنزل.

وتتابع: "يمكن أيضاً للزوجين تجزئة الأعمال وتوزيع المهام واستشعار لذة الحياة الزوجية، من خلال الانشغال في التعاون سوياً بدلاً من الانشغال بالخلافات، وعلى الزوجة أيضاً أن تستشعر تحديات شريك الحياة في العمل وتحمله أعباء الأسرة المادية التي قد تكون سبباً في انشغاله وتفكيره المتواصل سواء خلال شهر رمضان أو في شهور السنة العادية".

روحانيات الشهر

وتقول المستشارة التربوية إذا كانت "كورونا" قد باعدت بين العائلات جسدياً، علينا أن ندع شهر رمضان يجمعنا على مائدة الرحمة، نتذكر فيه الذكريات الجميلة وتتآلف قلوبنا بالدعاء، يجتمع الزوج والزوجة والابناء على صلاة الجماعة، والتراويح، وتخصيص وقتاً لتلاوة القرآن، ومساعدة الأبناء في التعلم عن بعد، مشددة على أهمية تجنب أسباب العصبية، التي تهدم كيان الأسرة، مؤكدة أن كل زوجة تعلم جيداً مفاتيح عصبية زوجها، فمنهم من لا يرغب بالتسوق نهاراً ومنهم من يرغب بالنوم عصراً، ومنهم من يتذمر من الطلبات الزائدة التي يمكن الاستغناء عنها، وأسباب أخرى قد تتعلق بالأبناء أو عمله أو محدودية دخله .

إقرأ أيضاً:  فندق «ذا تشيدي البيت، الشارقة».. أجواء رمضانية مفعمة بعبق الثقافة الإماراتية
 

وتتابع: "ما دمت أيتها الزوجة العاقلة قد عرفت الداء، فالعلاج لديك، إذا رغبت بشهر تتجلى فيه الرحمة، ويعم البيت الوئام، وهنا أثقل قليلاً على الزوجة لأنها أكثر تحملاً بطبيعتها رغم حجم المعاناة، فلكل نجاح ثمن ولذة وانتصار، وأجمل انتصار أن يرحل رمضان حاملاً ما قدمت من إنجازات عطرة، ومستقبلة العيد وأولادك ينعمون بدفء الحضن وتقدير الزوج ومغفرة الرحمن".