تقنيات عديدة تمتلكها الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات جعلتها تتبوأ مكانة مميزة بين الإعلاميات العربيات، بغض النظر عن الشاشة التي تطل من خلالها، وهي خلال مشوارها الإعلامي المتنوع استطاعت أن توظف هذه التقنيات لخدمة برامجها وبالتالي تقديم محتوى إعلامي متميز، فبالإضافة إلى إطلالتها الجميلة، تتمتع رابعة بسرعة بديهة وهي من الإعلاميات اللاتي يحضرن جيداً قبل الدخول إلى الاستديو، كما أنها تمتلك جرأة كبيرة في خوض نقاشات قد يخاف أو يبتعد عنها إعلاميون آخرون.زارت رابعة الزيات مؤخراً دولة الإمارات لتقديم دورة خاصة في الإعلام التلفزيوني بالتعاون مع مؤسسة «حرتك للتدريب»، ومن كواليس هذه الدورة كان هذا الحوار:

• مع تغير الإعلام بشكل عام هل ما زلتِ ترين مكانة لمقدم البرامج؟ وإلى متى سيستمر؟

- في بعض المجالات المذيع قد يستبدل بـ«روبوت» وحتى المحاور، ولكن لا أستطيع قياس المدة ليحدث هذا التغيير، فما زلت لم أرَ بديلاً عن حيوية الإنسان ليحل محله روبوت، ومما لا شك فيه أن تطور التكنولوجيا السريع سيسهم في تقليص دور المذيع التقليدي لذلك نحن جميعاً نجد بدائل ونواكب أين يوجد تطور للحاق به للتواجد.

• لو افترضنا أن هناك برنامجاً يقدمه روبوت هل تقبلين أن تكوني ضيفة فيه؟

- بالتأكيد، لا يمكن برأيي الشخصي أن تجافي التطور، يجب المواكبة ويجب استيعاب التكنولوجيا واختلاف الزمن رغم أن سحر التلفزيون له تأثير خاص ولكن هذا التأثير يتلاشى كثيراً.

• تجربتك مؤخراً على قناة «لنا» السورية، أخذت خطاً اجتماعياً فنياً، فكم استطعت أن تلامسي الشارع السوري وهمومه؟

- هموم الشعب السوري تتقاطع مع هموم الشعب اللبناني من حيث الأزمات الاقتصادية المشتركة، ولكن أحاول أن أتطرق لقضايا إنسانية تلامس كل مواطن عربي، أنا أتحدث عن الأمور التي تتعلق بالأوجاع الاجتماعية القاسية، قصص نجاح أو مرض، برنامج «شو القصة» يركز على الجانب الإنساني.

• في كل حلقة يتحدث الفنان الضيف عن موضوع بعيداً عن فنه، لماذا؟

- أنا لا أختار الموضوع وألقنه للضيف للحديث عنه، بل العكس ما يحدث، أنني أختار الضيف وكل واحد منهم لديه قصة يخبرنا بها، والتي قد تشبه أو لا تشبه قصصاً أخرى، ولكن كيفية تعاملهم مع قضاياهم من خلال تجاربهم وتعاملهم مع ما عبروا به هو الجديد والمميز بهذا الأمر، وهذه أول مرة أطرح هذا البرنامج وبهذه المقاربة وفي لبنان وسوريا أول مرة يحدث أن يتحدث فنانون عن هذه القضايا وأنا لا أسأل أحداً عن أعمالهم، ولكني أعلم بكل أمورهم، ولكني توجهت إلى مكان مختلف، وأعتقد أن هذا المميز في البرنامج. 

• من الفنان الذي تحبين استضافته؟

- زياد الرحباني وياسر العظمة الذي لا يخرج على الشاشة، عندي فضول لأعرف كيف يفكر وكيف يخرج بمواضيعه، بالإضافة إلى شخصيات كثيرة من لبنان وسوريا والعالم العربي كله، أحب أن أستضيف شخصيات بارزة لنقل قصصها.

• لو عدنا بالذاكرة ليوم 4 أغسطس 2020 أخبرينا عن هذا اليوم؟

- هذا اليوم كان أصعب يوم في حياتي، خرجنا للشارع مع العاملة والجيران والصراخ والزجاج المتداعي من البناية. كنت أصرخ بأني أريد ابنتي وهي بجانبي كنت بحالة هستيريا وأنا أخاف ولست جريئة ولم أرها بجانبي وحالة الناس بالشارع هي الصدمة والزجاج متناثر على كافة الأمكنة ومنهم من اعتقد أنها ألعاب نارية أو زلزال وبعدها بدأت تتضح الأخبار وكان يوماً صعباً تبعته صعوبات كثيرة.

إقرأ أيضاً:  نسرين طافش تشوِّق الجمهور لأحداث "المداح" بإطلالة ريفية.. وتعلق: اللي جاي ولا عالبال
 

• من الإعلامية الأولى في لبنان؟

- لا يوجد، ولم يحدث أن كان هناك إعلامية أولى.. يوجد إعلاميون جيدون ولا يوجد أول وثانٍ وثالث، فلكل إعلامي مميزاته وجهوده وعلاقاته، وربما يصل أحد لا يستحق والعكس صحيح.

• لو أردت استضافة رابعة في برنامج «شو القصة» ما القصة التي تخبرينها؟

- قصة حياتي صعبة، ولكن لو أردت آخذ منها سوف آخذ جزءاً عندما كنت بعيدة عن الإعلام وبعيدة عن كل أحلامي ولم أكن أعرف كيف أبدأ، الجزء الخاص بأبنائي تحدثت عنه كثيراً، وآخذ نقطة التحول من سيدة منزل تعيش في أفريقيا إلى امرأة دخلت عالم الإعلام.

• اليوم بعد زواج سنوات وولدين من زاهي وهبي ماذا تقولين له؟

- وجود زاهي بحياتي من قبل أن أتزوجه، كإعلامي وشاعر وإنسان ومن بعدها كزوج غير الكثير بحياتي، ولو لم يكن هناك تلقين مباشر وبمجرد أن تعيش مع شخص مثقف إنسان يشبه قصيدته ويدعم زوجته وأكبر دليل أنني أحقق نفسي بما أصنعه ولا يوم حاول تحجيمي أو حد من قدراتي أو غار مني ولكنه يغار عليّ ويثق بي وأشكره على وجوده بحياتي وأحترمه كثيراً.