يقع بركان دالول، داخل منخفض داناكيل، في إثيوبيا، في واحدة من أكثر الصحاري غير الصالحة للعيش والأكثر تطرفاً على هذا الكوكب. وهو عبارة عن فوهة بركان قديم،  يشكل عالماً معدنياً مكوناً من الحمم الساخنة والينابيع الحمضية، التي تنبعث منها أبخرة كبريتية سامة غالباً ما تكون مميتة لأي شكل من أشكال الحياة.

تتكون الألوان والأشكال الملهمة التي تشكل هذا المشهد المذهل بسبب الوجود القوي للكبريت الذي جلبه "الفومارول" و"أكسيد الحديد" والمعادن الأخرى إلى السطح.

المساحات الهائلة لمخاريط الملح، والبراكين الغازية الصغيرة، وخزانات الحمض المفصولة بإطارات من البلورات المالحة ورواسب "كلوريد المغنيسيوم" أو" الصودا الصلبة "، تخلق سيناريو من ألف لون، عالم رائع يتغير باستمرار مع كل إضطراب للمراجل في الغليان.

إقرأ أيضاً:  الخط والتجريد ربط بين الثقافات
 

في هذه الأرض الصحراوية الشاسعة، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 60 درجة مئوية، وعلى الرغم من الحرارة الشديدة، فإن سكان "عفار" الرحل، الذين يعيشون في مكان قريب، كانوا دائماً نشطين   في استخراج ألواح الملح الأحفوري يدوياً، والتي ينقلونها بعد ذلك على ظهور الجمال إلى الهضبة الإثيوبية والسودان.

يعتبر الملح بمثابة الذهب الأبيض لعفار، وهو المصدر الاقتصادي الوحيد لهذه المنطقة السريالية، أما الصحراء المقفرة، المكونة من الملح والحمم البركانية، والمغمورة في واحدة من أكثر الأماكن "الجهنمية" على هذا الكوكب، لا تزال واحدة من آخر الأراضي الأفريقية القادرة على إيقاظ الفضول لدى من يرغبون في اختراق المجهول، واستكشاف عالم "غريب" ذي سحر وجاذبية هائلين.