بعد عام على إطلاق دار هيرميس Hermès قسم الجمال Hermès Beauty باكورة مجموعاته من أحمر الشفاه Rouge Hermès، استكملت تلك المجموعة بإطلاقها تشكيلة أحمر الخدود Rose Hermès  المستلهمة أيضاً من إرث الدار الغني وتصاميمها وتقديرها لهذا اللون الأنثوي بامتياز. «زهرة الخليج» التقت «آنييه دو فييه» Agnès de Villers الرئيسة التنفيذية لـ Hermès Perfume & Beauty، القوة الدافعة التي انضمت إلى الدار بعد مسار مهني مضيء في عالم التجميل، ودار حوار ممتع حول مكونات المستحضرات الرائعة وعبواتها المستوحاة من تصاميم أوشحة الدار الحريرية الأيقونية.

•  أخبرينا عن تركيبة الرائحة الرائعة التي نشتمّها في مجموعة المستحضرات الجديدة؟

ـ هي عبارة عن مجموعة من المكونات الرائعة، فاستعنا بعطارة الدار «كريستين ناجيل» لابتكار روائح مجموعة المكياج الجديدة، وبدورها قررت الذهاب نحو المصادر النباتية والمواد الخام، فتناغم خشب الصندل مع زهرة العطاس وأنجليكا، مضافاً إليها القليل من الشاي الأخضر الطازج الذي يدخل أيضاً في صناعة البودرة.

•  فلنعد إليك، أخبرينا عن وصولك إلى Hermès؟ 

ـ كانت لحظة رائعة منذ 6 سنوات عندما انضممت إلى Hermès، وحينها كانت الدار قد بدأت التفكير في مشروع التجميل، وللإطلاع والتعرف على مجموعة Rouge Hermès  ذهبت إلى مدينة ليون حيث يوجد مصنع لصناعة الحرير ويتم ابتكار وصنع الألوان، ويطلق عليه اسم بنك لون الحرير. هناك تشاهدين وتذهلين بكل ألوان الحرير منذ تأسيس الدار، وتتضمن 75 ألف لون مختلف توضع في صناديق خشبية مصنفة حسب الألوان، ثمة مئات الألوان من الأزرق، والزهري والأحمر والأصفر وكل الألوان اللازمة لمشروع التجميل. Hermès هي دار فناني الألوان، ولدينا خبراء رائعون في هذا المجال، وهذه كانت أول رؤية وتبصّر لي. ومن ثم أجريت محاورات جماعية مع الزملاء في الدار، لأنه في الدار يختلف مسار وطريقة الابتكار عن غيرها من دور الأزياء، فالمنظومة تعمل بشكل جماعي لإطلاق أي مشروع جديد، فتجرى حوارات رائعة مع أشخاص مختلفين يجلبون عصارة رؤاهم الفنية وخبراتهم حول الطاولة لمناقشة الأفكار والعمل معاً على ما يمكن أن تُحدثه وتضيفه الدار في عالم التجميل. لا سيما أن «أجسام هيرميس» هي من أساسيات الدار. ومنذ البداية قررنا أن تكون الأجسام زهرية اللون وهو من الألوان الأساسية بالنسبة للدار، فضلاً عن المواد الخام المستخدمة وتطبيق مبادئ التنمية المستدامة. فنحن آخر دور الأزياء التي تطلق منتجات تجميلية، ولهذا أردنا أن تكون الأفضل، فكان الأمر شبيهاً بصفحة بيضاء وضعنا عليها كل ما هو مناسب ورائج وكل ما يحترم إرث وقيم الدار الأساسية.

إقرأ أيضاً:  Liza Soberano
 

•  كيف هو شعورك عندما توائمين نفسك مع رؤية الدار منذ انضمامك إليها؟

ـ هذه الدار تهوى الحرية والاستقلالية في الابتكارات، مما يسمح للمرء بجلب شخصيته وموهبته. وعندما سألت عن سبب إطلاق خط التجميل كان جواب المدير الفني لدى Hermès  بيير أليكسس دوماس «لأنها ستجعلنا أسعد».. فشعرت حينها بالسرور بأنني سأبتكر مستحضرات تجميل ومشروعاً سيظل ماثلاً في أذهان الدار لوقت طويل. وحينها قيل لي إن القيمين على الدار كانوا يفكرون في إطلاق أحمر الشفاه منذ 20 سنة وأخذوا كل وقتهم، وتبين لي أن الدار لا تضع نفسها تحت الضغوط، وينصب طموحهم على ابتكار أمر يكون مفخرة لهم، ويحمل القيم التي تقدمها Hermès في كل ابتكار. فحتى لو كان غرضاً صغيراً كأحمر شفاه، فيجب أن يكون على جودة عالية، ومعبّراً عن أفضل رؤية تجميلية ومريحاً. أعتقد أنها رؤية عالمية تريد أن تسهم فيها Hermès وهي جلب السعادة من خلال ابتكارات صغيرة، مشغولة يدوياً (فرش مشغولة يدوياً)، تعاد تعبئة عبواتها، وتعطي ثقة وشعوراً أفضل.

مفهوم التجميل الشامل

•  بعد النجاح الباهر الذي حققه إطلاق الفصل الأول من Rouge Hermès العام الماضي، هل كان من السهل إطلاق فصل ثانٍ يكمل هذا النجاح؟

ـ عندما أطلقنا الفصل الأول Rouge Hermès كنا نعمل في الوقت نفسه على الفصل الثاني، فكنا ننطلق من لون أحمر الشفاه إلى أحمر الخدود. وهي طريقة جيدة لجلب الألوان والحياة والفرح للوجه. وRose Hermès كان بطريقة ما بديلاً عن  Rouge H  الذي كان توقيعاً قوياً فكان أول لون أطلقته الدار في القرن الماضي في تشكيلة أزيائها الجلدية، وفكرنا في ابتكار أمر مختلف في التجميل، ربما قائم على لون جذاب طبيعي على الوجه، يضفي إشراقاً وشباباً.

•  صُنعت مستحضرات التجميل لتلبية متطلبات المرأة، ما هي احتياجات المرأة العصرية التي أخذتها Hermès Beauty في عين الاعتبار من حيث الصيغة والألوان والتعبئة في هذه المجموعة؟

ـ أعتقد أن العميل بحاجة لتقديم منتجات تحترمه وتتضمن تركيبة من أفضل المكونات الطبيعية، بالإضافة إلى أبعاد العناية الشمولية والشكل والتغليف الأحلى. الناس أيضاً تتوقع مصادر مواد موثوقة وعلى جودة عالية. أعتقد أن Hermès  تنتج مستحضرات تعيش إلى الأبد، فكرنا في شمولية مفهوم التجميل الشامل والمتكامل.

•  في رأيكِ، هل تغيرت صناعة مستحضرات التجميل مع العصر الرقمي؟ 

ـ نعم إنها ثورة ضخمة في عالم التجميل والمكياج، وليس فقط الرقمي ولكن أيضاً همّ التفكير بكوكبنا واحترام البيئة وتغير المناخ. لذلك كلتا الظاهرتين (تغير المناخ والعصر الرقمي) غيرا كثيراً في صناعة المكياج، وأيضاً لأن العملاء أصبحواً خبراء للغاية، يشاركون متابعيهم الكثير من الحيل والمعلومات، فلهذا العلامة التجارية على يقين بالمتوقع منها، والناس تطلب الشفافية والثقة بأننا نأتي بأفضل جودة للمستهلك مع مراعاة التنمية المستدامة.

ضغط المنافسة

•  ما الذي يمكن أن نتوقعه في المستقبل من خط Hermès Beauty الجديد؟

ـ كما قلت سابقاً نحن لا نعمل تحت ضغط السوق أو تحت ضغط المنافسة وتكمن رؤيتنا وطموحنا في تقديم عالم رائع من الجمال يعبر عن خبرتنا ودرايتنا ورؤيتنا الفنية. نريد في المستقبل أن نستمر في العمل على مناطق مختلفة في المكياج وحالياً لا يمكنني الإفصاح عن التفاصيل، نعمل على منتجات وألوان البشرة، ومن المثير العمل مع خبراء التلوين، والتجميل والبشرة. لأننا نريد دخول نطاق ألوان البشرة.

• ما رأيك في جمهور الشرق الأوسط؟

ـ النساء في الشرق الأوسط ملهمات لأنهن خبيرات في تطبيق مستحضرات التجميل. ولطالما كانت العلامة تحرص على فهم متطلبات الناس وتستلهم منها ابتكاراتها. وHermès  لا تفرض منتجاتها بل تفضل اللقاء بفنانين وخبراء من مختلف الثقافات، فتعاونا مع فنانين رائعين في أبوظبي فيما يتعلق بالعطور، ومع أفضل الخطاطين والشعراء، وأردنا إظهار غنى امتزاج الثقافات، وما يثمر عنه من روائع عطرية سنكشف عنها في أكتوبر المقبل.