يعلم الجميع أن التماسيح من أخطر الحيوانات المفترسة على هذا الكوكب، ومع ذلك في "بازولي"، بوركينا فاسو، عاش السكان بسلام معها لأجيال. وهي قرية يبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألف نسمة، ويقال إنهم أحفاد محاربي "موسيس"، وفيها تعيش التماسيح بحرية وتدخل وتخرج من المنازل، ويتم إطعامها، وهناك من يسبح بجانبها، حيث لن تجد هذه الكائنات في مكانها المعتاد في حديقة الحيوانات أو حتى في حديقة مائية، فالتعايش سلمي، حتى لو بدا هذا الوضع شاذاً إلا أنه بالتأكيد يجذب السياح.

 

 

وتعتبر التماسيح مقدسة في "بازولي"، بسبب أسطورة يتداولها الناس هناك، تفيد بأنه خلال فترة جفاف شديدة بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر، قادت مجموعة من هذه الزواحف الكبيرة نساء القرية إلى مصدر مياه لايزال مجهولاً للبشر، وبالتالي أنقذت السكان من العطش. لهذا تشكل التماسيح نوعاً من الحماية بحسب معتقدات أهل هذه المنطقة، إذ تُرى أنها روح الأجداد، وتقام احتفالات في هذه المناسبة، التي يقطع السكان نذورهم ويطلبون من الزواحف الكبيرة أن تمنحهم أمنياتهم في ما يتعلق بالصحة الجيدة والازدهار والمحاصيل الجيدة.

 

 

وعلى الرغم من أنه ليس من السهل الوصول إلى القرية، فإنها منطقة جذب سياحي يتوق كثير من المغامرين للوصول إليها، إذ يحصل السائحون على طُعم (دجاجة كاملة) لإطعام التماسيح، والتقاط صورهم مع هذه الزواحف المرعبة.