ليس هناك دور ثانوي في العمل الدرامي "2020" فالكل أبطال، كل في طريقته على منصة هذا العمل الذي جعل الجمهور يتساءل: هل تدفعنا الدراما إلى تبرير التجارة بالمخدرات؟ وعلى طرف آخر، استوقف المتابعين الأداء الخاص والعالي للفنانة كارمن لبس التي تؤدي دور "رسمية"، الدور الذي يستوقفنا فيه دور المرأة في هذا الوضع الاجتماعي المتردي، المرأة التي تحولت إلى اليد والقلب المدافع عن رئيس عصابة تجارة المخدرات.

في هذا السياق، نقف أمام العمق الحقيقي للنص، نقف عند الحارة الشعبية، عند وكر صناعة طرق لتهريب المخدرات ووضعها في الخضار، هذا الوكر الذي تديره "رسمية".

مشاهد وصور وصراعات، تصل فيها الفنانة كارمن لبس بتعابير وجهها إلى وجوه طالما حفرت في السينما والمسرح معاً، وجه "الخادمتان" لجان جينيه، و"نساء في الحرب" لجواد الأسدي، ونساء موليير أيضاً.

هنا في هذا العمل تخلع كارمن لبس ثوب الأنوثة إلا في بعض لحظات الحب الذي يستيقظ أو الذي لا يغادر فيتجلى على شكل دمعة أو وردة أو لحظة عناق مع رئيس العصابة "الحوت" (فادي إبراهيم) في الحلقة 16.

إقرأ أيضاً:  نيللي كريم: شبهوني بنسخة مشوهة من نيللي وشريهان
 

في هذا العمل تمنح كارمن لبس بأدائها العالي الصمت معنى النظرة وملامح الوجه، الخطوات التي تخطوها كل شيء مرسوم بإتقان عالٍ يرصد العمق الداخلي للنفس البشرية، ودائماً يشكل الموت لحظة توقف، أين نحن من السعادة التي نتوخاها؟

و"رسمية" امرأة مجهولة النسب والهوية تعيش في حي شعبي، تحولها الظروف لتكون مشرفة أشبه بسجان، على مجموعة من الفتيات يعملن في إخفاء المخدرات بالخضار، وتؤدي دوراً جديدا تماماً متقناً مدهشاً، مهما مرت من لحظات انكسار وتحاول أن تبدو قوية.

وهنا يستوقفنا السيناريو الذي رسم الشخصيات والمخرج الذي استطاع بإتقان عالٍ أن يصور أعماق النفس البشرية في البيت والحارة والطريق.

مسلسل "2020" بطولة نادين نسيب نجيم، قصي خولي، كارمن لبس، فادي إبراهيم، حسين مقدم، رولا بقسماتي، جنيد زين الدين، ماريتا الحلاني، وبمشاركة رنده كعدي وفؤاد شرف الدين، من كتابة بلال شحادات ونادين جابر، إخراج فيليب أسمر ومن إنتاج شركة الصباح.