في إطار الفعاليات التي تنظمها «أبوظبي للإعلام»، خلال شهر رمضان المبارك، استضافت مجلة «زهرة الخليج»، مؤخراً، ورشة عمل عبر المنصات الافتراضية، بعنوان: «التوازن في عجلة الحياة»، بمشاركة الدكتورة ياسمين المهيري استشاري ومدرب حياة، والدكتورة أمل السويدي مستشارة أسرية واجتماعية، والاستشارية لميس نايل مدربة تطوير الذات ومعالج نفسي، وقدمتها الإعلامية إيمان زينل.

مفهوم التوازن
في بداية الورشة، تحدثت لميس نايل عن كيفية تحقيق التوازن النفسي، وأهمية أن يوازن الإنسان بين أدواره في الحياة من دون أن يهمل أحد الأدوار، مستعرضة أهمية التوازن بالحياة لمساعدة الأفراد على تخطي العقبات والأزمات والاستمتاع بالصحة النفسية التي تنعكس على أدوارهم في المجتمع وبالتالي جودة الحياة.
وتناولت خلال الورشة تدريباً عملياً حول هذا الموضوع، بأن يرسم الحضور عجلة مكونة من 8 خانات، ويكتب كل شخص داخلها أولاً جانب العمل، ويسأل نفسه باستمرار هل يؤدي عمله على أكمل وجه كما ينبغي؟ الفراغ الثاني يتعلق بجانب الروحانيات وعلاقاتنا برب العالمين، ومشاركاتنا في المجال التطوعي، أما الفراغ الثالث فيتعلق بالصحة، وعلى كل إنسان أن ينتبه لحالته الصحية، هل يمارس الرياضة بصفة مستمرة ويشرب الماء ويتناول الطعام الصحي؟
في الفراغ الرابع، شددت على ضرورة أن يكون للحب جانب في حياتنا، وأن يتساءل الإنسان عن علاقته بالطرف الآخر، وأهمية أن تكون لديه علاقة متزنة، والفراغ الخامس للمرح والتفاؤل، وضرورة أن يكون في حياتنا الكثير من الأشخاص المتفائلين الذين هم سبب مباشر في إسعادنا.
الفراغ السادس يتعلق بجانب الأمور المالية، وعلينا أن نعرف قيمة المال في حياتنا وماذا يمثل بالنسبة لنا، والفراغ السابع علينا أن نكتب فيه تطوير الذات، وأن نتساءل: هل نطور أنفسنا باستمرار، ونحاول الوصول إلى الأفضل دائماً.
وأخيراً الفراغ الثامن يخصص لجانب الأصدقاء والأسرة والعائلة والأشخاص المحيطين، ولابد أن نسأل أنفسنا هل نعطي كل ذي حق حقه؟ وهل علاقتنا بالمحيطين علاقة سوية متزنة.
وخلصت إلى أن الإنسان إذا اتبع هذه العجلة وأجاب عن التساؤلات الموجودة فيها، فيمكنه أن يقيم نفسه تقييماً حقيقياً، ويجيب على سؤال موضوع الورشة: هل عجلة حياتي متزنة، أم أن هناك خللاً في أحد الجوانب يحتاج إلى تقويم وتغيير؟

 

 

 

توازن العلاقات الاجتماعية
تحدثت الدكتورة ياسمين المهيري عن العلاقات الاجتماعية وأهميتها في العمل، وضرورة التوازن في العلاقات من خلال التوازن بين النفس (الأنا) والمجتمع وشبكة علاقات الفرد، بأنواعها: (الاجتماعية، والعاطفية، والمعرفية، والمعنوية، والمادية).
كما تناولت المهيري التوازن بين علاقات التواصل الاجتماعية والأصدقاء والعمل، وتأثيره الإيجابي في سعادة وصحة الإنسان وحالته النفسية والمزاجية.
وأوضحت المهيري أن نسبة الاكتئاب ازدادت في الآونة الأخيرة، عندما اجتاح العالمَ فيروس كورونا، بسبب انتشار مشاعر الخوف والقلق والتوتر، وأيضاً بسبب الحجر المنزلي الذي أدى إلى العزلة المجتمعية. وشددت على ضرورة تخفيف مشاعر التوتر والقلق والتمسك بالإيجابية والتفاؤل، كي يستطيع الفرد مقاومة الأمراض والفيروسات، خاصة أن الجسم يفرز هرمونات تُضعف الجهاز المناعي في حالة التوتر والخوف والقلق.
وأكدت أن الحل الأمثل لهذه الأزمة هو العمل على تفريغ المشاعر السلبية بالتواصل المستمر مع الأقارب والأصدقاء، حتى لو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فالأشخاص الذين يشعرون بأنهم أكثر قرباً وتواصلاً مع أصدقائهم أقل عرضة للأمراض، وعلى الفرد أن يتمسك بأشخاص سعداء في حياته، معتبرة أن السعادة عدوى صحية.

الأمراض «النفسجسدية»
تناولت الدكتورة أمل السويدي موضوع الأمراض «النفسجسدية»، وتأثيرها في التوازن النفسي بالحياة، موضحة أنواع الأمراض النفسية، مثل: القلق والوسواس والهستيريا والاكتئاب، لاسيما أنها من الأمراض النفسية التي تؤثر في الجسم، فيشعر الإنسان بسببها ببعض الأعراض المرضية، مثل: الصداع واضطرابات الجهاز الهضمي والسمنة والضغط والسكري.
ونبهت السويدي إلى ضرورة تجنب القلق قدر المستطاع، لأنه يؤثر أيضاً في نقص مناعة الجسم، موضحة أنه يصاحب الإنسان في كل مراحل حياته.
وتضيف: قد يشعر الإنسان بالقلق بشأن بعض الأمور التي يرغب في تحقيقها، أو بشأن الأشخاص الذين يحبهم، ويعتبر هذا النوع من القلق أمراً طبيعياً، لأنه بسبب معين، ولأسباب حقيقية تستدعي القلق، لكن القلق الذي يمكن أن يقال عنه «القلق النفسي»، هو الذي يشعر به الشخص بطريقة دائمة، ويصبح ملازماً له في كل أمور حياته، ويحدث دون سبب حقيقي أو مقنع لدرجة إعاقة مجرى حياته الطبيعية، والتأثير فيها بالسلب، ويعكر صفو حياته.