احتفل المكتب الدولي للمعارض، في أول مايو 2021 بالذكرى 170 لإقامة أول إكسبو دولي، بينما يضع "إكسبو 2020 دبي" اللمسات النهائية استعداداً للانطلاق في أكتوبر.

في 1851، أقيم "المعرض العظيم" في لندن، حيث احتضنته قاعة كريستال بالاس الأخاذة، ليصبح أول نسخة من إكسبو الدولي. والآن، وبعد 170 عاماً، تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة دول العالم وشعوبه في النسخة القادمة من إكسبو الدولي، لتكون هذه المرة الأولى التي يقام فيها بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

ويتطلع "إكسبو 2020 دبي" لقيادة الإلهام والابتكار والتعاون في أول حدث ضخم يشهده العالم منذ بدء جائحة "كوفيد-19"، الذي سيمثل تجمعاً عالمياً، يحتضن أكثر من 200 جهة ودولة، لإلهام التحرك وتقديم حلول فعالة للتحديات التي نعيشها في الوقت الحالي.

وللمرة الأولى في تاريخ إكسبو الدولي، سيكون لكل دولة جناحها الخاص. وبالإضافة إلى ذلك، لن تُقسم أجنحة الدول على أساس جغرافي، بل ستتوزع حسب تركيزها على أي من الموضوعات الثلاثة الرئيسية في "إكسبو 2020 دبي": الفرص والتنقل والاستدامة، التي تمثل المحركات الأساسية لبناء مستقبل أفضل للجميع.

ومنذ انطلاقها، قدمت دورات إكسبو الدولي للعالم الكثير مما نستخدمه اليوم في حياتنا اليومية، كأجهزة التلفزيون الملون، والهواتف المتحركة، وسحّاب الملابس، بل وحتى صلصلة الطماطم (الكاتشب). ويبرز استمرار هذه الأشياء وتاريخها مدى أهميتها لمن عاصروا طرحها، وللأجيال التي تلت. ومنذ 1851 في لندن، تنقلت دورات إكسبو الدولي بين وجهات متنوعة بينها: سانت لويس وباريس ونيويورك وأوساكا وشنغهاي، حيث استضافت زوارها من مختلف أنحاء العالم، وستضيف دبي ودولة الإمارات اسميهما إلى هذه القائمة الطويلة، بمساهماتهما التي ستكون فريدة وتاريخية.

وقال ديميتري كيركِنتزس، الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض: "في 1851، احتفل المعرض العظيم بالعجائب الصناعية لعالم سريع التغير، وقدم نموذجاً جديداً للتعاون والتقدم العالميَين. وعلى مدى 170 عاماً تلت ذلك، كانت دورات إكسبو الدولي علامات ميزت العصور وشكّلت المدن، وتقدمت طليعة توقعات التغيرات العالمية".

وأضاف "وبينما يواجه كوكبنا تحديات لا سابق لها، بات من المهم للعالم أكثر من أي وقت مضى أن يلتئم لمشاركة ألمع الأفكار والابتكارات وأفضلها. وعندما ينضم الزوار إلى الدول والجهات المشاركة في وقت لاحق هذا العام تحت شعار (تواصل العقول، وصنع المستقبل)، سيعرض (إكسبو 2020 دبي) أفضل ما لدى البشرية، حينما نعمل معاً من أجل مستقبل أفضل".

وقالت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لإكسبو 2020 دبي: "مع احتفالنا بلحظة تاريخية بحق، فإننا جميعاً في إكسبو 2020 دبي نشعر بفخر بالغ، لكوننا جزءاً من هذه السلسلة المرموقة لنسخ إكسبو الدولي. وبوصفنا أول دولة تستضيف إكسبو دولياً في المنطقة، فإننا نتطلع بشغف لأن نسطر الفصل القادم في هذا التاريخ الرائع، وتعزيز التعاون في المسائل ذات الأهمية العالمية، بينما ندعو مئات المشاركين وملايين الزوار إلى الانضمام إلينا لنصنع معاً عالماً جديداً".

وقالت لورا فوكنر، المفوض العام للمملكة المتحدة لدى إكسبو 2020 دبي: "منذ المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم الذي أقيم في كريستال بالاس عام 1851، وحتى أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي في إكسبو 2020 دبي، اقترن اسم المملكة المتحدة بإكسبو الدولي. إننا نتطلع لمواصلة هذه العلاقة الراسخة مع المكتب الدولي للمعارض ودولة الإمارات العربية المتحدة، واستكشاف جوانب مشتركة، مثل التقنية والسفر للفضاء، مع دول رائدة في هذا المجال. وسيكون الابتكار في صميم رسالتنا للعالم، تماماً مثلما كان منذ الأيام الأولى لإكسبو".

وتأسس المكتب الدولي للمعارض، الجهة الدولية المنظِّمة لشؤون معارض إكسبو الدولية، عام 1928، بمهمة أساسية هي ضمان جودة دورات إكسبو الدولي وحماية حقوق منظميها والمشاركين فيها. ومنذ إنشائه، وضع المكتب الدولي للمعارض قضايا التعليم والابتكار والتعاون في صلب جميع دورات إكسبو.

وسيقام إكسبو 2020 دبي بين أول أكتوبر 2021 وآخر مارس 2022، وسيدعو الزوار من مختلف أرجاء العالم إلى المشاركة في أن نصنع معاً عالماً جديداً، بينما يتعرفون على الابتكارات التي ستغير شكل العالم وتترك بصمة هادفة وإيجابية على البشر وكوكبنا.

وعقب بدايتها بعرض ابتكارات الصناعة، تطورت دورات إكسبو الدولي لتصبح منصات عالمية للمناقشة، تهدف إلى تقديم حلول لأكبر التحديات التي تواجهها البشرية. وإلى الآن نُظِّم أكثر من 50 إكسبو دولياً ومتخصصاً تحت رعاية المكتب الدولي للمعارض، وجذب نجاحها أعضاء جدداً كل عام، ليصل عدد الدول الأعضاء في المكتب إلى 169 بلداً.

إقرأ أيضاً:  إبداعٌ وفقر.. «قلبي اطمأن» يروي قصصاً من حياة فناني الشوارع
 

وبعد المعرض العظيم في لندن عام 1851، استمر الزخم بإصدار المفوض العام للجناح البريطاني بإكسبو 1867 في باريس مذكرة تفاهم لتأسيس إطار عمل تنظيمي مشترك وقع، عليها بعد ذلك نظراؤه من النمسا وبروسيا وإيطاليا وروسيا والولايات المتحدة. وحددت المذكرة ثلاثة أهداف رئيسية، هي: ضبط حجم دورات إكسبو الدولي ومدة كل منها، وتأسيس نظام للتناوب بين الدول الأعضاء، وتوضيح الأنواع المختلفة من إكسبو وضمان جودة معارضها.

وبعدها تأسس المكتب الدولي للمعارض في 1928، وأصبحت اتفاقية 1928 سارية على جميع المعارض الدولية ذات الطبيعة غير التجارية، والمعارض غير الفنية، والتي تستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع.

وسيقام إكسبو 2020 دبي بداية من الأول من أكتوبر 2021 حتى 31 مارس 2022، وسيدعو الزوار من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في صنع عالم جديد، والاطّلاع على الابتكارات التي ستترك بصمة هادفة وإيجابية على البشر وكوكب الأرض.