البهجة والسعادة والفرح والحبور، كلمات ترتبط بعيد الفطر السعيد، وعادة ما يتم إعداد جميع تفاصيل هذا اليوم والعناية بها إلى حد الكمال، ويظهر فيه الجميع الحب والفرح ويشاركون بعضهم أطيب التمنيات، وعادة ما يكون وقتاً للتسامح والتعبير عن المحبة والتجمعات العائلية واللبس الجديد والمآدب النهارية الرائعة، وحين الحديث عنه فذلك يعني أن نرصد أفراح الروح حين إنعتاقها من أسر الروتين والعادة، وعيش أيام استثنائية من السرور تجسدها تقاليد الدول العربية وهي تحتفل بالعيد عبر مظاهر متعددة رغم تشابهها، إلا أن «زهرة الخليج» ومن خلال هذا «التقرير»، تلمس كثير من جوانب الاختلاف التي تميز كل مجتمع عن الآخر، وفقا لثقافته وبتأثير خاص من عاداته.

الإمارات.. حناء وفوالة وعيدية

 تتجلى الاحتفائية الشعبية بعيد الفطر في دولة الإمارات في عدة تفاصيل صغيرة، لكنها عامرة بالفرحة ابتداء من الإهتمام الذي تبديه النساء في أشكال حنائها والأطفال في لبس الجديد، وارتداء الرجال الملابس التراثية وإطلاق أغلى أنواع البخور في البيوت، وإفشاء التبريكات بعد صلاة العيد.

 ثم يأتي دور الطعام ليجعل من تقديمه شكلاً احتفالياً تجسده ما سماه الإماراتيون بـ(فوالة العيد)، وهي مائدة تذخر بألوان من الأكلات وأنواع القهوة، يجتمع حولها الأهل في مظهر تواصلي تميز به المجتمع الإماراتي، وهو ذات النزوع الرحيم الذي خص الطفل بما يعرف بـ»العيدية»، وهي إعطاء مالٍ للصغار يجعلهم في حال سعادة، فأصوات الأطفال البهيجة للهدايا التي يتلقونها، هي جزء من عادات عيد الفطر في الإمارات والبلاد الاسلامية.

السعودية.. دبيازة واحتفالات شعبية

لعبارة «عساكم من عوادة»، التي يصدح بها السعوديون مهنئين بعضهم البعض بقدوم العيد مسراها ومجراها، إذ تمخرعباب القلوب وتنشر المودة والفرح، وهم يتبادلونها وقد انتهوا من صلاة العيد، ميمنين شطر البيوت ليباركوا للأهل والأقارب، وبعدها يتحلقون في وجبة إفطار عائلية مع حلوى أساسية في العيد تسمى «دبيازة»، وهي مشهورة في الحجاز، وتتكون من قمر الدين والمكسرات والسكر، ومن حيث العناصر الغذائية الغنية جدا بالطاقة. وفي أيام العيد في السعودية تكثر كذلك  نشاطات المرح بالتخييم واستئجار الاستراحات لتقضي فيها العائلات أوقاتا سعيدة، حيث تعمر جلساتهم بالولائم والذبائح، وكذلك إنتشار تجمعات احتفائية في ساحات عامة وإقامة الرقصات الشعبية، خصوصاً في المساء.

الأردن.. معمول وفستق ومنسف

في شوارع الأردن، تغزو روح الاحتفال والفرح المنازل والعائلات بشكل  ملحوظ، جميعهم يرتدون ملابس جديدة في استقبال العيد، وبعد صلاة العيد يجتمع أفراد العائلة في منزل «كبيرهم» أو منزل «العيلة «، كما يسمونه، لتناول الوجبات والكعك، وعندما تدخل البيوت الأردنية للزيارة، فسوف تجد الموائد وقد تزينت بكعك المعمول بالتمر والجوز والفستق، وتقدم مع القهوة السادة، أما وجبة الغداء فيحرص الجميع على أن  يكون المنسف الطبق الرئيسي في يوم العيد الأول، ويقضي الأردنيون بقية أيامه في زيارات الأهل وإستقبالهم بهذه المناسبة.

السودان.. عصيدة وتقلية وأعراس     

 للعيد في السودان طعم ومذاق إستثنائي يخرق العادات ويكسر إيقاع الزمن الرتيب بمظاهر احتفالية تبدأ منذ العشرة الآواخر في رمضان، لتشرع النساء في تجهيزات الاحتفال به بصواني معبأة بشتى أنواع المخبوزات من الكعك، وعندما يحل أول يوم في العيد يهرع السودانيون لزيارة أهلهم ليبدأوا بمن طاف عليهم طائف الحزن فأفقدهم عزيزاً لديهم، وبعد ذلك تمتد الزيارات لباقي الأقارب، ولا ينسون الأطفال من العيدية، وبعد وجبة إفطار مميزة تزينها «العصيدة والتقلية «، وهي من الأكلات الشعبية،  يفيضون إلى ضفاف النيل حيث يغنون على ضفافه. كما يستغل السودانيون أيام العيد لإقامة المناسبات السعيدة والأفراح، مثل حفلات الخطوبة والأعراس وعقد القران.

إقرأ أبضاً:  علامات تشير إلى أن مديركِ يكرهكِ
 

مصر.. كعك وشربات وزيارات

 يتميز عيد الفطر في مصر بمزاج مهرجاني وارف التفاصيل، ليكون فيها الكعك «بطل» المشهد الرئيسي على طاولات عيد الفطر عند المصريين، وتعود أصوله إلى العصور الفرعونية القديمة، فتتبادل كل أسرة مع أخرى طبقا مليئا بجميع أنواع الحلويات المعدة للاستمتاع، كعلامة على الصداقة والأخوة. 

بعد صلاة العيد، يتم تحضير طبق يشمل هذه الحلويات لتناوله مع الشاي، إضافة إلى الأكلات الشهية المطبوخة وأنواع مختلفة من شراب «الشربات»، ومن المعتاد أيضا إعطاء طبق مليء بالحلويات للضيوف الذين يزورون المنزل لمباركة العيد، كما درج المصريون، على زيارة الأهل والخروج في نزهات والتمشي على كورنيش النيل والبحر وإعداد الرحلات الخلوية.

المغرب.. كعب الغزال وشاي بالنعناع

 في المغرب الأقصى يتأنق الرجال بلبس الجلباب التقليدي، وتزهو النساء بنقوش الحناء على أياديهن، ثم يشرعن في إعداد الحلويات المغربية التي من أشهرها «كعب الغزال» ويصنعن المملحات. ويهتم المغاربة في نهارات العيد بصلة الرحم والعطف على الفقراء والمساكين، ومن العادات الهامة أن تهدي أم العريس لعروسته هدية في ليلة العيد تسمى «التفكور». وبعد صلاة العيد، يذهب المغاربة إلى بيوتهم بشوق حيث تنتظرهم وجبة إفطار تتسيد المشهد فيها الحلويات والفطائر مثل «المسمن» و»البغرير»، وبعدها يدخلون في طقوس شرب الشاي المغربي بالنعناع.