منذ بداية جائحة "كوفيد-19"، هناك الكثير من الأسئلة التي تشغل بال المرضى وعامة الناس، وتتسبب في قلق البعض، خاصة تلك المتعلقة بأمراض العيون وتأثير "كورونا" فيها، الدكتور ياسر بيازيد، استشاري جراحة الشبكية والجسم الزجاجي، يوضح الإجابة في السطور التالية:

 

  • الدكتور ياسر بيازيد

 

* هل يمكن أن تنتقل عدوى فيروس كورونا عن طريق العيون؟
- نعم، ثَبتَ انتقال عدوى فيروس كورونا عن طريق العيون، ونسبة العدوى بهذه الطريقة تعتبر ضئيلة إلى حد ما لكنها واردة.

* كيف يمكن أن تنقل العيون فيروس كورونا؟
- يمكن ذلك عن طريق اللمس المباشر للعين بواسطة اليد أو الأصابع الملوثة بالفيروس، أو بواسطة الرذاذ الحامل للفيروس والموجود في الهواء، وقد اكتشفت بالفعل حالات إصابة بـ"كورونا"، رغم ارتداء المرضى أقنعة الوجه والقفازات الواقية (كما في حالة عالم الفيروسات الأميركي د. جوزيف ڤاير)، نتيجة انتقال فيروس كورونا عن طريق الرذاذ الذي يخرج من فم المصاب (عند الكحّة أو العطس مثلاً)، ويصل هذا الرذاذ الملوّث بالفيروس لعين إنسان آخر غير مصاب، ويستقرّ الفيروس على الأغشية المخاطية لعينه، ثم ينتقل إلى تجويف الأنف، ومن ثم إلى الحَلق، وهنا يتكاثر الفيروس ويحصل المرض.

* كيف يمكننا الوقاية من وصول "الفيروس" إلى العين؟
- يمكن ذلك عن طريق عدم لمس أو حك العين باليد أو الأصابع، وضرورة الالتزام بالتباعد في الأماكن العامة، تجنباً لانتقال الفيروس عن طريق الرذاذ الملوّث لأعين الأشخاص الأصِحّاء، ويفضل في بعض الحالات الخاصة والأماكن المزدحمة، استخدام النظارات الواقية للعيون، بالإضافة لقناع الوجه وقفازات اليد.

* هل يسبب فيروس كورونا ضرراً أو أذى للعين نفسها؟
- يمكن تقسيم الإجابة هنا إلى شقين: الضرر المباشر، والضرر غير المباشر.
أما الضرر المباشر، فلا توجد لفيروس كورونا تأثيرات خطيرة على العيون، وغالباً تنحصر هذه التأثيرات بحدوث التهابات بسيطة للملتحمة (نوع من الرمد البسيط)، يمكن عادةً السيطرة عليها بسهولة باستخدام بعض القطرات المضادة للالتهاب.
أما الضرر غير المباشر، فهو الأهم والأخطر، فكلّنا يعلم حجم التغييرات الكبيرة التي سببها وباء كورونا في حياتنا اليومية المهنية والاجتماعية والسلوكيّة، والتي لم يسلم منها حتى الأطفال، والتي كان لها للأسف أيضاً تأثيرات سلبية حتى على صحة العيون، مثل العمل عن بُعد والدراسة والتعليم عن بُعد وقضاء جزء كبير من أوقات الفراغ في البيوت أمام شاشات الكمبيوتر والأجهزة الذكية، نتيجة الإِغلاقات العامّة والحجر، والتي أدّت إلى حدوث إجهاد كبير للعيون، ومع مرور الوقت بدأت تظهر أعراض وأمراض للعيون لم تكن مألوفة، مثل: ازدياد مرض جفاف العيون، وارتفاع نسبة قِصر النظر عند الأطفال.

* ما النصيحة التي تقدمها لحماية العيون والحفاظ على صحتها؟
- في حالات العمل والدراسة لساعات طويلة أمام الكمبيوتر والأجهزة الذكية، يفضل استخدام الشاشات الحديثة ذات أنظمة حماية العيون (eye protection mode)، أيضاً تجنب العمل المتواصل لساعات طويلة، وأخذ قسط من الراحة لفترات قصيرة ومتكررة (كل عشرين دقيقة استراحة لمدة دقيقة)، فضلاً عن عمل فحوص دورية نصف سنوية في عيادات العيون للاطمئنان على صحة العيون، والاستمرار في استخدام القطرات المرطبة للعين بانتظام في حالة الشكوى من جفاف العيون.

* وماذا عن طرق حماية ووقاية عيون الأطفال؟ 
- لابد من تعريض الأطفال يومياً للهواء الطلق، للاستفادة من أشعة الشمس المفيدة، خاصة في الصباح المبكر، أو بعد العصر، أيضاً لابد من الحرص على عدم جلوس الأطفال لفترات طويلة أمام شاشات الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية، فضلاً عن تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية والصحية.