تتمتع دولة الإمارات بمنظومة صحية حديثة ومتطورة، تمكنت من خلالها من مواجهة جائحة "كوفيد-19"، بجدارة وفاعلية على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية. 
ويمثل مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، بكوادره وإمكاناته وإنجازاته وسمعته العلمية، قصة نجاح سجلتها الدولة في تعزيز المنظومة الصحية، في إطار هدفها الاستراتيجي للتحول إلى مركز علاجي إقليمي متقدم.
أبوظبي للخلايا الجذعية، الذي تأسس مارس 2019، يتخصص في توفير العلاجات عبر تقنيات الخلايا الجذعية والطب التجديدي، كما يتميز بإجراء أكثر البحوث حول الخلايا الجذعية تقدماً في المنطقة.

 

ويعمل المركز، الذي يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات، على تلبية الطلب المحلي والإقليمي المتزايد على الخدمات والعلاجات الطبية ذات التخصص الدقيق، وهو مزود بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية الأكثر تطوراً على صعيد المنطقة.

 

أهم التخصصات 
تشمل تخصصاته: علم المناعة، وأمراض الدم، والعلاج السريري للخلايا الجذعية، والبيولوجيا الجزيئية، والعلاج المناعي، وغيرها.
وفي ما يتعلق بجراحة المسالك البولية، يقدم المركز علاجات متطورة ذات مستوى عالمي لمجموعة الأمراض التي تصيب الجهاز البولي.
كما يقدم فريق جراحة العظام بالمركز، أيضاً، علاجات طبية متقدمة لحل المشاكل البسيطة، والمعقدة في مجال جراحة العظام، ومشاكل الجهاز الحركي والعضلي.
وفي هذا السياق، تم الإعلان، الشهر الماضي، عن نجاح المركز، بالتعاون مع مدينة الشيخ خليفة الطبية، في متابعة علاج أول مواطن إماراتي من خلال برنامج زراعة نخاع العظام (BMT-AD)، وقد تم إجراء عملية الزراعة في أبوظبي.
ويعتمد البرنامج العلاجي في المركز على الخلايا الجذعية لعلاج المرضى، الذين يعانون أورام الدم المختلفة، مثل: المايلوما المتعددة، وسرطان خلايا البلازما، وسرطان الغدد الليمفاوية في الخلايا B-Cell، وسرطان الغدد الليمفاوية، وكذلك أمراض المناعة الذاتية، وحالات أمراض الدم الحميدة، مثل الثلاسيميا، بالإضافة إلى أمراض أخرى.
وتمكن المركز في أقل من عام من معالجة ثمانية مرضى يعانون أنواعاً مختلفة من الأورام الخبيثة في الدم بنجاح.

 

طرق العلاج 
ويتضمن الإجراء العلاجي، الذي طوره مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، استخلاص الخلايا الجذعية من دم المريض، الذي يخضع بعد ذلك لجرعة عالية من العلاج الكيميائي للقضاء على جميع الخلايا السرطانية ومعظم النخاع العظمي، ثم يتم ضخ الخلايا الجذعية المستخلصة إلى مجرى الدم، حيث تُعيد الخلايا المدمرة، وعلى مدار أسبوعين تستأنف إنتاج خلايا الدم السليمة غير الخبيثة.
ومكنَت فاعلية هذا العلاج، بنتائجه المتميزة، مركز أبوظبي للخلايا الجذعية من السعي للحصول على اعتماد البرنامج من قبل هيئات الاعتماد الدولية، ويتوجه المركز إلى أبعد من ذلك، إذ يتخذ نهجاً شاملاً لضمان الاستخدام السليم للتكنولوجيا، وتفعيل الممارسات المستدامة والابتكارية، وتطبيق البحوث الانتقالية.

 

مختبرات متطورة 
ويضم المركز مجموعة من المختبرات، منها: مختبر تحضير الخلايا الجذعية، الذي يعد واحداً من أكثر مختبرات معالجة الخلايا تطوراً في المنطقة لتقديم أفضل الخدمات للمرضى، إضافة إلى المختبر العام، وهو مختبر الفحوص الطبية، الذي يوفر مجموعة شاملة من الفحوص تتكون من إجراءات الفحص العادية.

 

تجربة سريرية 
ومؤخراً، بدأ أطباء وباحثو المركز بحث وبداية تجربة سريرية لعلاج جديد، يعتمد على الخلايا المناعية لعلاج الحالات الحرجة جراء "كوفيد-19"، كما يقومون حالياً بأبحاث سريرية جديدة لمرض السكري والتصلب اللويحي، باستخدام الخلايا الجذعية، وعلاج ضوئي مناعي متطور.