تهدف الكاتبة والباحثة الإماراتية، الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، عضو المجلس الوطني سابقاً، من خلال ترجمة قصصها من العربية إلى اللغات الأخرى، إلى التواصل مع القراء من ثقافات العالم، وتعريفهم بالثقافة العربية، وتبادل الخبرات الثقافية عن عادات وتقاليد الأطفال حول العالم، وتأكيد قيم التواصل والتعايش وقبول الآخر، مشيرة إلى أن ترجمة القصص إلى اللغات الأجنبية هي أحد روافد ازدهار الأدب الإماراتي، وجواز مروره نحو العالمية.

 

 

تقول المزروعي، المتخصصة في كتابة قصص الأطفال، ومديرة مؤسسة ودار نشر حكايات للكتب والقرطاسية، لـ"زهرة الخليج"، على هامش معرض أبوظبي للكتاب، إنه سبق ان تمت ترجمة مجموعات قصصية عدة لها عام 2018، منها مجموعة قصصية بعنوان "نهار ظباء" من اللغة العربية إلى: الصينية، والألمانية والأوردو أيضاً.
وتضيف: في فترة المعرض الحالية، المقام في أبوظبي، من خلال مؤسسة حكايات للكتب والقرطاسية، وبالتعاون مع بيت الحكمة، تمت ترجمة 12 قصة من أدب الطفل من اللغة الصينية إلى اللغة العربية (سلسلة كاملة بعنوان بناء الطفل)، و(سلسلة بوبو يتعلم)، بهدف تعليم الطفل بعض المهارات الاجتماعية، وتعلم الرياضيات بطريقة سلسة ومبسطة، كما تمت سابقاً ترجمة 5 مجموعات من إصداراتي لقصص الأطفال من العربية إلى الإنجليزية.

 

 

المكتبة روح البيت
يتشابه الأطفال حول العالم في رغباتهم واحتياجاتهم الأساسية، ولهم نفس الحقوق، مع اختلاف البيئة المحيطة بهم، إذ تقول: المكتبة هي روح البيت، ولا يمكن الاستغناء عنها، مشددة على ضرورة انتباه أولياء الأمور إلى تشجيع وتحفيز الأبناء على القراءة التي لا تعني قراءة الكتب الورقية فقط، لكن يمكنهم الاطلاع من خلال الكتب الرقمية أيضاً، وضرورة التعلم والتفكر والتعرف على ثقافات الآخرين وتنمية المهارات، لاسيما أن السفر حتى لو افتراضياً من الأمور المهمة جداً، لتنمية شغف الطفل نحو التعرف على الآخر.

الأسرة قدوة ومثل أعلى
القدوة في الاطلاع بحسب المزروعي من الأمور المهمة جداً، لاسيما أن وجود مكتبة بالمنزل أو توفير أدوات الاطلاع من دون أن يشاهد الطفل أسرته وهم يقرأون ويتناقشون لن يفيد، ولابد من تدريب الطفل على القراءة منذ نعومة أظفاره، وضرورة أن تجلس الأم إلى جوار طفلها الصغير وتقرأ له، وعندما يكبر ويستطيع القراءة يقرأ لها ويناقشها في ما قرأ، أيضاً تلعب المدرسة دوراً كبيراً في تشجيع الطفل على القراءة، لاسيما أن دولة الإمارات أطلقت عام 2016 مبادرة عام القراءة، إيماناً منها بالأهمية الكبيرة للقراءة التي تنمي مهارات الأفراد وتسهم في تطوير المجتمع.

 

 

الألعاب الخشبية
وتقول المزروعي عن فكرة الألعاب الخشبية كإحدى الأدوات التحفيزية، التي تقدمها: تساعد تلك الألعاب الأطفال في التعلم، والتعرف على الحيوانات في البيئة المحلية، فضلاً عن حيوانات العالم، من خلال تلوين اللعبة الخشبية أولاً، ثم تركيبها بعد أن تجف، مشيرة إلى أهمية تعلم الأطفال من خلال اللعب، حيث يساعده ذلك على إدراك المفاهيم وتصورها بشكل ممتع في مخيلته، لاسيما أن اللعب أحد حقوق الطفل التي يجب عدم إغفالها حتى لو من خلال التعلم.

الأطفال حديثو الولادة
كما قدمت الدكتورة فاطمة المزروعي، هذا العام في معرض الكتاب، مجموعة من الكتب المصنوعة من القماش العالي الجودة للأطفال حديثي الولادة، تتضمن بعض الأغاني الشعبية التي ترددها الأمهات "هدهدة الأطفال" منذ القدم، ويمكن تعليقها في عربة الطفل، والهدف منها تعريف الطفل بالأغاني الشعبية الإماراتية، واستشعاره لها منذ ولادته، عندما يستمع إلى والدته وهي ترددها له كما كانت تفعل الجدات، وهذه الكتب تصدر أصواتاً لجذب انتباه الطفل، ومميزاتها أنها آمنة جداً، لأنها ذات ملمس ناعم، صنعت خصيصاً للأطفال في المهد، فالقراءة بحسب المزروعي لا ترتبط بسن أو مكان، أو زمان.