اختيرت العراقية باسمة عبدالرحمن، لتكون من بين الفائزات الثماني في "مبادرة كارتييه للنساء 2021"، التي تنظمها دار "كارتييه" للمجوهرات الفاخرة سنوياً، وذلك خلال احتفال رقمي ختامي لثلاثة أيام من التجمع الافتراضي حول موضوع "التأثير المتموج". وتولت لجنة تحكيم دولية مستقلة اختيار الفائزات الثماني، من بين 876 مشتركة من أكثر من 142 دولة.
واستطاعت العراقية باسمة عبدالرحمن صاحبة مشروع "KESK"، أن تخترق قائمة الفائزات لتكون العربية الوحيدة بينهن.
وحملت عبدالرحمن، معها في هذه المبادرة، مشروعاً مميزاً، يقوم على إدخال مفهوم تصميم المباني الخضراء إلى العراق، والانضمام إلى الحركات العالمية للتحول إلى المباني المقتصدة في استخدام الموارد.
وفي عام 2018، أسست مبادرة "KESK"، وهي أول مبادرة لتقديم خدمات استشارات تصميم المباني الخضراء المستدامة العالية الأداء، من أجل مواجهة تحدي توفير التكييف خلال الصيف في العراق، حيث تصل درجة الحرارة إلى 48 درجة مئوية أو أكثر، في وقت تعاني فيه شبكة الكهرباء المحلية مشاكل عدة، ولا تلبي الطلب المرتفع على الطاقة في البلاد، ما يفرض على المواطنين استنباط حلول مرتجلة، لضمان تزويد منازلهم بمكيفات تستفيد من ساعات الكهرباء القليلة التي يحظون بها. وكانت باسمة عبدالرحمن تعرفت على مفهوم المباني الخضراء، ونظام تصنيفها المعروف باسم الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، خلال دراستها في الولايات المتحدة قبل أن تطلق شركتها للاستشارات الهندسية والتصميمية، بهدف استقدام مفاهيم الريادة في الطاقة والتصميم البيئي إلى العراق، والعمل على معالجة نقاط الضعف في منظومة الكهرباء التقليدية. كما يشمل عملها الخاص تطوير دورات ومواد للطلبة والمهنيين حول استراتيجيات وآثار تصميم المباني الخضراء. وتقول عبدالرحمن: "نريد تقديم حلول لا تتسم بكونها مستدامة فحسب، وإنّما أيضاً ذات تكلفة معقولة لنتيحها أمام الأسرة العراقية العادية مقابل أقساط شهرية". وتتابع: "اعتقدنا أننا إذا ركزنا فقط على التكييف بالطاقة الشمسية، فإننا سننجح في تقليل التكلفة، وبالتالي نستغني عن البطاريات نهائياً".

وتهدف "مبادرة كارتييه للنساء"، في نسختها هذا العام، إلى استكشاف كيفية إنشاء واستدامة "التأثير المتموج"، الذي أطلقته صانعات التغيير، ما يمهد الطريق لعالم أفضل للأجيال القادمة.
وتتشارك الفائزات في هذه المبادرة التزاماً ثابتاً بإحداث تغيير إيجابي في العالم، من خلال الاستجابة لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لتعزيز الصحة الجيدة والرفاهية، والحد من عدم المساواة، وتشجيع الإجراءات المناخية، بالإضافة إلى الاستهلاك والإنتاج المسؤولين.