عاد الصيف.. وعادت معه أجنحة الطائرات تحلق في السماء، وتأخذنا معها إلى حضارات بعيدة، وثقافات مختلفة، لنعود أكثر معرفةً وإبداعاً وانفتاحاً على الآخر.. وأيضاً أكثر جرأة واعتماداً على النفس.. وهي من بين أشياء كثيرة تمنحها تجربة السفر لمن يريد المغامرة والاستكشاف، وما أحوجنا في هذا الوقت، تحديداً، إلى أن نضع نقطة بآخر السطر.. ونبدأ من جديد!

نحن حينما نسافر نظن أننا فقط نرحل إلى بلاد بعيدة.. لكننا في الحقيقة نسافر أيضاً إلى أنفسنا.. نتعرف أكثر على ذواتنا من الداخل.. نعيد ترتيب أولوياتنا، وقد نغير من خططنا في الحياة.. وربما أهدافنا.

قد تكون أزمة «كورونا» حرمتنا مغادرة حدود دولنا الجغرافية، لكنها أهدتنا فرصة اكتشاف بلادنا.. رأينا جمالها الحقيقي.. وفهمنا أسباب زيارة الآخرين لنا.. سافرنا إلى ماضينا.. وازداد فخرنا بحاضرنا.. وارتفع منسوب الأمل في مستقبلنا.

وكإماراتية أفخر بأن تكون بداية التعافي السياحي العالمي من بلدي، حيث استضافت دبي، مؤخراً، فعاليات «سوق السفر العربي» الحدث السياحي الأكبر عالمياً منذ تفشي الجائحة، والذي أقيم تحت شعار «بزوغ فجر جديد لصناعة السفر والسياحة».

نعم فجر جديد.. أدعوكم فيه إلى السفر والمغامرة واكتشاف المدن والجبال والغابات والبحار والعادات وأنواع الطعام، ومن قبل ذلك اكتشفوا أنفسكم.

في عدد يونيو.. اخترنا لكم 4 رحالة من السعودية والكويت والبحرين والإمارات.. مغامرون يخوضون تجارب سفر لا تشبه إلا نفسها.. يسافرون ببوصلة مختلفة، وأعين ترى ما لا يراه غيرها، حتى لو ذهبوا إلى المكان نفسه.. فهم لا يزينون غلاف «زهرة الخليج» فقط، بل إنهم يحملون لنا تجارب تحفز روح المغامر بداخلنا؛ ليكونوا مرجعاً مهماً لمن يقرر بدء رحلة الاكتشاف.

كما نلتقي مغامرين آخرين، ومحترفي تصوير، قاموا بتوثيق المشاعر الإنسانية خلال أسفارهم حول العالم، في مقدمتهم المبدعة البحرينية نجاة الفرساني.

إقرأ أيضاً:  لولوة المنصوري تكتب: الفلسفة.. تُبقي المرء شاباً
 

وفي العدد، أيضاً، نحتفي بمرور 10 سنوات من رحلة العطاء والخير لمبادرة «عطايا»، التي أسهمت في إحداث فارق إيجابي بحياة الكثير من الناس. لعل من أبرزها تقديم 200 منحة دراسية ممولة بالكامل لممرضات في 7 دول.

كما نقرأ حواراً خاصاً مع شابي نوري، التي تتمتع بمواهب قيادية، وصفات استثنائية، أهلتها لتكون أول امرأة تُعين في منصب الرئيس التنفيذي لدار المجوهرات الراقية «بياجيه»، إضافة إلى زيارة قمنا بها إلى ورشة إصلاح سيارات تعمل بها هدى المطروشي، التي سجلت دخول المرأة الإماراتية مجالاً كان حكراً على الرجال.

وكلَّ صيف وأنتم سعداء بالسفر..!