تعتبر مرحلة المراهقة من أهم المراحل في حياة الإنسان، إذ تبدأ هذه الفترة من عمر 13 إلى 19 سنة، وفيها يبدأ جسم المراهقين بالتحول إلى جسم شخص بالغ، وتزداد التغيرات الهرمونية بشكل كبير، وتكون ذروة النمو في تلك المرحلة، ويزداد طول المراهق بطريقة سريعة بحسب أخصائية التغذية، ولاء راتب، مديرة قسم التغذية بمركز "ذا هيلث تيم" الطبي بمدينة العين، وتوضح لنا التغذية الصحيحة التي يحتاج إليها الطفل في مرحلة المراهقة:

فترة تشكيل المناعة

تلفت أخصائية التغذية إلى أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، في بداية هذه الفترة الحساسة من العمر، فهي بداية أساسيات بناء جسم سليم وصحي وخالٍ من الأمراض، كما يبدأ الجسم أيضاً بتشكيل المناعة التي سترافق الشخص مدى حياته، لاسيما أن كمية الطعام التي يتناولها المراهقون في هذه الفترة من العمر تكون كبيرة نسبياً، وعلينا نحن البالغين إرشادهم إلى نوعية الطعام المناسب لهم غير الضار بصحتهم.

التشبث بالرأي

تقول راتب: يميل المراهقون في تلك الفترة من العمر إلى التشبث بالرأي والعناد، وفرض آرائهم حتى لو كانت خاطئة، وبالتالي يرفضون تناول الطعام الصحي، ويفضلون الوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية، بسبب مذاقها الشهي وألوانها، وإضافة منكهات الطعام التي تمنحها مذاقاً متميزاً.

مخاطر الوجبات الجاهزة

وعن كيفية التعامل مع المراهقين لحل تلك المشكلة، توضح أخصائية التغذية أن الخطوة الأولى التي لابد ان نتبعها تكون يتوعية وإرشاد المراهق بخطورة الوجبات الجاهزة على صحته حالياً، وفي المستقبل بالطرق التي تناسب تفكيره، وأهمية توضيح مخاطر تلك الوجبات؛ لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية، وفقيرة جداً في الفيتامينات والمعادن المفيدة للجسم، أيضاً المشروبات الغازية تحتوي على نسبة عالية من السكريات وتناولها بشكل يومي بكميات كبيرة قد يؤدي إلى هشاشة العظام على المدى البعيد.

إقرز أيضاً:  كيف يعزز الرسم والتلوين صحة طفلك النفسية؟
 

دور الأم

تلفت راتب النظر إلى أن الأم تلعب دوراً مهماً في مساعدة المراهق على تناول الطعام الصحي، وتعويده على ذلك منذ الصغر، وتشجيعه على تناول الطعام الصحي من خلال طهي الطعام بطريقة جذابة، وإضافة البهارات والألوان الصحية وتلوين الصحن وتقديمه بطريقة شيقة وجذابة، لاسيما أن العين تأكل قبل الفم، ولا بأس من إعداد البطاطا المشوية والمعكرونة المسلوقة، وإضافة اللحم المفروم والصوص، فضلاً عن القليل من جبن الموزريلا، أيضاً يمكن إضافة الزبادي الى الفواكه التي يفضلها المراهق، وإعداد مشروب صحي منعش، أو إعداد سلطة الفواكه الطبيعية، وإضافة القليل من الآيس كريم عليها، بدلاً من شراء المأكولات الجاهزة التي تحتوي على الكثير من المواد الحافظة.

دور الأسرة

وتنصح أخصائية التغذية أولياء الأمور بأن ينتبهوا لمأكلهم ومشربهم، فهم القدوة والمثل الأعلى للأبناء، وسيقوم الطفل منذ الصغر بمحاكاة ما سيراه من الأكبر سناً ويعتاده، فاتباع الآباء لنظام حياة صحي يعتبر دليلاً لطفلك المراهق لاتباع نفس النظام، ومن الضروري جداً تعويد الطفل على ممارسة الرياضة منذ الصغر، ولا بأس بمشاركة أولياء الأمور للابناء في مثل هذه الأنشطة الرياضية، التي تحسن الصحة النفسية والجسدية، وتساعد على حرق السعرات الحرارية والاحتفاظ بوزن مثالي، والابتعاد عن الخمول والكسل.

وتلفت أخصائية التغذية ولاء راتب النظر إلى أن الطفل المراهق في تلك المرحلة يحتاج إلى التعامل برفق ولين، وأن نضع في اعتبارنا التغيرات الهرمونية التي يمر بها، وعليهم نصح الأبناء باستمرار بالاعتدال في تناول الطعام وتشجيعهم، وإثابتهم إذا قاموا بعمل حمية غذائية صحية، أيضاً لا بأس بالسماح لهم بتناول الوجبات الجاهزة والحلويات والمشروبات الغازية على فترات متباعدة.