تعد الرضاعة الطبيعية من الأشياء الشديدة الأهمية التي تفيد الرضيع، وتؤثر في مراحل نموه المختلفة. لكن قد لا تعرف بعض الأمهات الجديدات الطريقة الصحيحة لإرضاع أطفالهن، أو كيفية القيام بذلك، وهنا يوضح أخصائي طب الأطفال حديثي الولادة، الدكتور أشوين سابو، أهمية تعلم الرضاعة الطبيعية حتى خلال فترة الحمل، مقدماً بعض النصائح في هذا الحوار:

  • الدكتور أشوين سابو

 

* كيف تُرْضِعُ الأم الحديثة الولادة بطريقة صحيحة؟
- تعد الرضاعة الطبيعية أمراً سهلاً بالنسبة لكثير من الأمهات، فهي تتويج طبيعي للحمل، ولا تحتاج إلى مساعدة طبية، لكن بالنسبة لبعض الأمهات لا تكون الرضاعة الطبيعية تلقائية كما قد تبدو. وبالتالي، عند القيام بذلك لأول مرة سيبذلن جهداً كبيراً؛ من أجل الإرضاع بطريقة طبيعية صحيحة، لاسيما أن الاستعانة بالطبيب في هذه الحالة ستكون من الأمور المهمة جداً؛ نظراً لخطورة الإرضاع بطريقة خاطئة على المولود.

* ما الخطورة التي يتعرض لها الوليد، إذا لم يتم إرضاعه بطريقة صحيحة؟
- قد تتسبب الرضاعة الطبيعية غير الصحيحة في عواقب صحية خطيرة على الطفل، قد يكون بعضها طويل الأمد، لذلك من المهم للغاية، أن يكون لدى الأم فهم أساسي حول الخطوات الأولية للرضاعة الطبيعية، من خلال تعلم الطرق الصحيحة التي يمكن للأم الحديثة الولادة، من خلالها، الحصول على معلومات أكثر دقة، تتماشى مع العصر الحديث، وآخر ما توصل إليه العلم في هذه المرحلة.

* ما الإرشادات الواجب اتباعها للحصول على رضاعة طبيعية.. مرضية للطفل، ومريحة للأم؟
- تتلخص هذه الإرشادات في: أن تبدأ الأم عملية الرضاعة الطبيعية للطفل بأسرع وقت ممكن بعد ولادته. وأن تجعل الطفل يتعرف عليها، من خلال التلامس الجسدي؛ حيث إن الأطفال لديهم حاسة شم قوية. علماً بأن معدل الرضاعة الطبيعي يراوح بين 8 و12 مرة، في الأيام الأولى.

علامات مهمة
* ما العلامات التي تدل على حاجة الطفل إلى الرضاعة؟
- يعتبر التقلب أثناء النوم مع تمديد الجسم والتثاؤب بشكل مستمر من أهم العلامات، أيضاً لعق الشفتين، ووضع اليد داخل الفم. وعلى الأم أن تتأكد أنها إذا لم تستجب بشكل سريع للعلامات السابقة، فسيبدأ الطفل بالبكاء. ولأن الرضاعة تحتاج إلى صبر؛ يرجى اتباع الخطوات بشكل سليم ليستفيد الطفل ويصل إلى مرحلة الشبع، وعلى الأم أن تنتبه، أيضاً، إلى ضرورة تغيير الحفاضات أولاً بأول، وغسل اليدين جيداً، مع إبقاء كأس من الماء بجوارها، فشرب الماء ضروري جداً خلال مرحلة الرضاعة، وكذلك من الضروري إعطاء الطفل مهلة للرضاعة من كلا الثديين مع التبديل بينهما، والنظر إلى الطفل أثناء الرضاعة مع مراعاة دخول الحلمة كاملة للفم دون الضغط أو السماح بدخول الهواء إلى المعدة. وننصح، بعد إتمام عملية الرضاعة، بحمل الطفل مع دعم الظهر، والاستمرار في الفرك، أو الطبطبة على الظهر؛ لمساعدته على التجشؤ، والتخلص من الهواء الزائد في المعدة، أيضاً للحفاظ على ظهر الأم ينصح باختيار وضعية مريحة للجلوس، مع حمل الطفل من الكتف وليس الرأس. 

* ما النصائح التي تقدمها إلى الأم الحديثة الولادة؟
- لابد من التواصل مع طبيبتك؛ حتى خلال فترة الحمل وقبل الولادة، لاسيما أن الطبيبة النسائية لديها الكثير من الخبرة، فهي ليست خبيرة فقط بجميع مشاكل قبل الولادة، لكن لديها، أيضاً، معرفة هائلة بالقضايا المتعلقة بالرضاعة الطبيعية الصحيحة. وأيضاً من المهم جداً أن تقرأ الأم كثيراً عن موضوع الرضاعة قبل الولادة، وأن تطرح أكبر عدد من الأسئلة حول الرضاعة الطبيعية، لاسيما أن معظم وحدات الأمومة في المستشفيات لديها برامج جيدة لتثقيف الأمهات قبل الولادة، ويمكن أن يكون هذا مصدراً آخر للنصائح العملية الرائعة، في ما يتعلق بالرضاعة الطبيعية. وعلى الأم الحديثة الحمل والولادة أن تعلم أن استيعاب المعلومات الكافية سيتطلب الكثير من الوقت؛ لذلك عليها أن تبدأ مبكراً؛ ما يساعد في وضع خطة تغذية تناسب الأم والطفل.

* وبِمَ تنصح الأم العاملة المرضعة؟
- يمكن للأم العاملة شفط الحليب من ثدييها، والاحتفاظ به، حيث يتم تقسيمه على رضعات عدة، مع تخزينه في وعاء نظيف عليه الاسم والتاريخ، وينصح بشفط الحليب 6 مرات على الأقل على مدار اليوم، بالإضافة إلى الرضاعة الليلية، والجدير بالذكر أنه يمكن تدفئة الحليب مرة أخرى عن طريق وضعه في حمام ماء دافئ لبضع دقائق، بشرط ألا يصل إلى مرحلة الغليان؛ حتى لا تتغير خصائصه الوظيفية، ويجب استخدام الحليب المذاب خلال 24 ساعة.

تغذية الأم
* ماذا عن تغذية الأم خلال فترة الإرضاع؟
- يجب على الأم الحديثة الولادة تخصيص بعض الوقت لإعداد نفسها بشكل جيد، فربما هي التي اختارت أن تكون لديها خطة للولادة، لكن من المهم، أيضاً، أن تكون لديها خطة للتغذية، وتسليمها إلى فريق التمريض عند الوصول إلى المستشفى للولادة، لاسيما أنها ستكون محاطة بخبراء المعرفة بالموضوع، على مدار الساعة. إذ يجب عليها أن تهتم بغذائها اهتماماً بالغاً؛ حفاظاً على صحتها، وأيضاً صحة وليدها.

* ما كمية الحليب التي يحتاج إليها الطفل في الأيام الأولى من الولادة؟
- المولود في أيامه الأولى، يحتاج إلى القليل جداً من الحليب، بالإضافة إلى ذلك تكون ممرضات الأمومة، من خلال خبرتهن الواسعة، مدربات جيداً على الرضاعة الطبيعية، وسيكنَّ دائماً متاحات للحصول على مساعدة إضافية؛ لذا لا يجب التردد في طرح الأسئلة عليهن.

* هل من فائدة لبقاء الطفل مع أمه في الغرفة نفسها بعد الولادة؟
- أظهرت الأبحاث العلمية الحديثة فوائد بقاء الأم والطفل معاً في الغرفة نفسها بعد الولادة؛ وهذه العملية تسمى Rooming-in. وهي تساعد على ترسيخ الرضاعة الطبيعية، وتسهل الترابط بين الطفل وأمه أثناء وجودهما في الغرفة نفسها؛ نظراً لأن الأم قد تشعر ببعض الألم؛ وهذا هو الوقت المناسب الذي يمكن أن يقدم فيه الزوج، أو أيّ فرد من أفراد الأسرة، مساعدة كبيرة أثناء وجودها في المستشفى. في بعض الأحيان، ورغم التعلم والممارسة، قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل الإرضاع الفعال (إفراز الحليب)، ويعد التحلي بالصبر من أهم الأمور في ذلك الوقت؛ لأن الضغط نفسه قد يعيق الرضاعة الطبيعية.