عادةً يبكي الرضيع، خاصة مساءً، وتحتار الأم في سبب بكائه، لاسيما أن كثرة بكاء الطفل مساءً، وعدم النوم، يعنيان شعور الرضيع باضطرابٍ ما، وقد يؤثر ذلك في فترات نومه، الدكتورة وفاء نجاح، الطبيب العام بقسم الأطفال وحديثي الولادة، بمستشفى «إن إم سي»، توضح أسباب اضطراب النوم لدى الرضيع وعلاجها.

  • الدكتورة وفاء نجاح

أسباب البكاء

تقول الدكتورة نجاح: عندما يبكي الرضيع، ولا يستطيع النوم، تكون لديه أسباب منطقية لذلك البكاء، مشيرة إلى أن الرضيع لا يمكنه أن ينام طوال الليل بشكل متصل؛ فمن الطبيعي أن ينام الطفل خلال الـ6 أشهر الأولى بعد الولادة من 16 إلى 18 ساعة، وفي الستة أشهر التالية ينخفض عدد ساعات نومه إلى 13 ساعة تقريباً، ويقل عدد الساعات تدريجياً، حسب احتياجات كل طفل مع تقدم السنوات.

وعن أسباب اضطراب النوم بأول 3 أشهر من الولادة، توضح نجاح: يجب الانتباه إلى وجود بعض الاحتياجات التي تتسبب في اضطراب نوم الرضيع، مثل: الجوع، والبلل، واحتياجه إلى تغيير الحفاضة، مشيرة إلى أن معظم الأطفال، خاصة من يتناولون الحليب الاصطناعي، يعانون تقلصات بالمعدة، يشعر معها الطفل بعدم الارتياح، نتيجة الخمائر الموجودة في الحليب الاصطناعي. كما أن الاحتياج العاطفي إلى حضن الأم؛ حتى تضمه إلى صدرها، حاجة من حاجات الرضيع، التي قد تتسبب في اضطراب نومه؛ فالرضيع يظل مرتبطاً برائحة أمه، ويشعر بضربات قلبها، والدفء المنبعث من جسدها، مثلما كان في بطنها أثناء الحمل. وقد يكون اضطراب النوم لديه لأسباب مرضية، مثل: ارتفاع درجة الحرارة، والكحة، وانسداد الأنف، وغير ذلك، وهنا لابد من استشارة الطبيب.

أصوات ثابتة

وتقول الدكتورة نجاح عن طرق التعامل مع اضطراب النوم عند الرضع: إن اتباع طريقة «الضوضاء البيضاء»، التي تعني أن يتم تشغيل أصوات متكررة بنمط ثابت؛ حيث تساعد الأطفال حديثي الولادة، وحتى عمر السنة، على النوم بشكل منتظم، وتلك الأصوات، مثل: تشويش التلفزيون، أو صوت مجفف الشعر، أو زخات المطر، أو صوت تدافع أمواج البحر. كذلك يمكن وضع قطعة من ملابس الأم بجانب الرضيع؛ فيشعر بوجودها في المكان، ويغفو سريعاً.

وتكمل: لابد أن تهتم الأم بإرضاع الطفل قبل النوم مباشرة، وعليها أن توقظه كل 3 ساعات ليتناول رضعته، لمدة 20 دقيقة على الأقل، وتنصح بضرورة الرضاعة الطبيعية، لاسيما أن الأبحاث العلمية أثبتت أن تركيبة حليب الأم تختلف مكوناتها في الرضعة الواحدة، فمثلاً في بداية تناول الطفل للحليب خلال الدقيقة الأولى يحصل على مكونات فاتحة للشهية ومنشطة، وفي منتصف الرضعة يحصل على مواد غذائية مهمة لنموه، وفي نهاية الرضعة يحصل على مواد مهدئة تساعده على الشعور بالشبع والاسترخاء والدخول في النوم العميق، وهذا يفسر نوم الرضيع في نهاية كل رضعة.

أخطاء شائعة

وتوضح الدكتورة نجاح: من التصرفات الخاطئة، التي قد تلجأ إليها بعض الأمهات لتهدئة الطفل حتى ينام، تحضير رضعة من اليانسون، أو الكراوية، وبعض الأعشاب المهدئة، أو ما يسمى «ماء غريب»، كل هذه المشروبات غير مفيدة لنمو الطفل، وإنما فقط تقوم بملء معدته بالماء العشبي، الذي يؤدي إلى فقدان وزنه، دون أن يحصل على المكونات والعناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاج اليها لينمو بشكل صحيح.

إقرأ أيضاً:  كيف نتجنب مشاكل السمع والنطق عند الأطفال؟
 

وتشير الدكتورة وفاء نجاح إلى أن الحالة النفسية للأم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحالة الرضيع؛ فإذا كانت الأم تعاني اضطرابات نفسية، مثل: الاكتئاب، والقلق؛ سيشعر الرضيع، أيضاً، بالقلق والاضطراب، وسيؤثر ذلك في جودة نومه، كذلك تناول الأم المشروبات المنبهة، التي تحتوي على الكافيين له تأثير سلبي في نوم الرضيع.