تشهد الأم، خلال الـ40 يوماً، التي تلي الولادة، الكثير من التغيرات الجسدية والنفسية، سواء كانت أماً لأول مرة، أو أنجبت من قبل. وتقول الدكتورة عروبة عبدالحق، استشارية أمراض النساء والولادة، عن مرحلة ما بعد الولادة: من المهم الإعداد الجيد منذ أشهر الحمل الأولى، وذلك من قِبَل الطبيب المعالج، الذي يجب عليه توعية الحامل والزوج، وفي الوقت ذاته يجب على الحامل الاستعداد لهذه المرحلة، من خلال التعرف إلى التغيرات التي تحدث، والتعامل معها؛ لتجنب أي مضاعفات.

  • الدكتورة عروبة عبدالحق

وأوضحت أنه، خلال الأربع والعشرين إلى الثماني والأربعين ساعة الأولى من الولادة الطبيعية، تظل الأم والمولود تحت الرعاية الطبية في المستشفى، وبعد مغادرة المستشفى يأتي دور الزوج، وأقارب الزوجين، في الاهتمام بالأم والمولود.

وأشارت إلى أهمية التزام الأم بزيارة الطبيب المختص، أو عيادة الأمومة والطفولة، خلال الأسبوع الثاني من الولادة، لمتابعة صحة المولود وصحتها، وإجراء بعض الفحوص التي تساعد الطبيب المختص في التعرف إلى الصحة العامة للمولود ونموه، وكذلك التأكد من عدم معاناة الأم أي مضاعفات.

حجم الرحم

وتوضح استشارية النساء والتوليد أن حجم الرحم يتغير فور الولادة، لكنه يحتاج من 6 إلى 8 أسابيع بعد الولادة حتى يرجع إلى حجمه وشكله قبل الحمل، مؤكدة أن الأم تفقد من 5 إلى 7 كيلوغرامات فور الولادة، وزن الطفل والمشيمة، وبعض السوائل، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تخسر الأم كل الوزن الذي زادته في فترة الحمل، خلال السنة الأولى بعد الحمل، لاسيما أن الرضاعة الطبيعية تساعد في خسارة الوزن بشكل أسرع، بسبب حرق سعرات حرارية إضافية خلالها، بشرط اتباع نهج غذائي صحي.

علامات الخطورة خلال الـ40 يوماً التالية للولادة

تقول استشارية النساء والتوليد: هناك مجموعة من الأعراض، إذا ظهرت خلال الأسابيع الأولى من الولادة، سواء للأم أو المولود؛ فتجب مراجعة الطبيب المختص، منها التشنجات، التي تعد إحدى علامات تسمم الحمل عند الأم، أو عند حدوث نزيف مفاجئ، أو ارتفاع في درجة الحرارة، أو صداع، أو ألم شديد في منطقة الولادة، أو صعوبة في التنفس بشكل مفاجئ، وألم واحمرار وانتفاخ بالطرفين السفليين أو أحدهما، وذلك لاستبعاد حدوث جلطات في الساقين، لأنه خلال الـ6 أسابيع الأولى بعد الولادة تزيد نسب حدوث الجلطات في الساقين.

اكتئاب ما بعد الولادة

وأضافت الدكتورة عبدالحق: أن 70% من النساء يحدث لهن اضطراب في المزاج وأحياناً الحزن، والذي يعرف بحزن الولادة، خلال الأسبوع الأول، أو الأيام العشرة الأولى من الولادة، ويتحسن مزاجهن بعد 10 أيام أو أسبوعين من الولادة، وهي من التغيرات العادية، لأن الأم تكون مجهدة بسبب الولادة، وبدء مرحلة جديدة هي العناية بالمولود وإرضاعه كل 2 إلى 3 ساعات، وقلة نومه، ووجد أن 10% من هذه النسبة تستمر عندهن حالة اضطراب المزاج، ويعانين اكتئاب ما بعد الولادة.

الغذاء والرياضة

وتنصح استشارية النساء والتوليد الأمهات بتناول الأغذية الصحية، والبروتينات الموجودة في اللحوم والأسماك ومشتقات الحليب، إلى جانب الفيتامينات والحديد و«الفوليك أسيد» لمدة 3 أشهر بعد الولادة، والاهتمام بممارسة الرياضة الخفيفة؛ لأن ذلك يساعد الأم على استرجاع طاقتها وحيوتها، ويجنبها حدوث الجلطات، إلى جانب مساعدتها على الرضاعة الطبيعية.

إقرأ أيضاً:  كيف نعالج اضطرابات النوم لدى الرضَّع؟
 

استحمام المولود

وأضافت الدكتورة عبدالحق أنه بالنسبة للطفل يفضل أن يستحم بعد 24 ساعة من الولادة، وإذا تطلب الأمر أقل من ذلك فليس قبل 8 ساعات من بعد الولادة، ويجب الحرص على استخدام ألبسة دافئة مع تغطية رأسه لحمايته من تغيرات درجات الحرارة، ويجب تجنب وضع أي مشتقات شعبية وعشبية على سرة المولود.   

وأشارت إلى أنه في حال تعرض المولود لبعض الأعراض، تجب مراجعة الطبيب المختص فوراً، وهي: ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة، وحدوث تشنجات، وتغير لون المولود إلى اللون الأصفر، وقلة عدد مرات الرضاعة التي يجب ألا تقل عن 8 مرات باليوم في الأسابيع الأولى، واضطراب التنفس مثل التنفس السريع، كما يجب الحرص على أن ينام المولود على ظهره أو جنبه، ولا يسمح له بأن ينام على بطنه، وذلك لمنع حدوث متلازمة موت الرضيع المفاجئ، وفي حال نوم الأم يجب أن يتولى أحد أفراد العائلة متابعة المولود ومراقبته.